ما هو السؤال الفلسفي؟

مفهوم السؤال الفلسفي

السؤال الفلسفي هو السؤال الذي يبحث في حقيقة الإنسان والطبيعة، ولا يبحث عنهما، ولا يتخذ السؤال الفلسفي شكل سؤالٍ فردي، بل يتمثل على شكل سلسلة من الأسئلة المتتابعة، التي يولد كل سؤالٍ منها سؤالاً آخر، تتوصل إلى عدة إجاباتٍ بخصوص الفكرة الواحدة، وتمتاز هذه الإجابات بموضوعيتها وعدم انحيازها، ويختلف السؤال الفلسفي عن السؤال العادي في أنّ الأخير يُهدف من ورائه إلى تحقيق غايةٍ وفائدة ما، على عكس السؤال الفلسفي، الذي لا يسعى للاستقرار على إجابة واحدة معينة، ويسعى بدلاً من ذلك إلى مواصلة البحث عن الحقيقة، والأسئلة بطبيعة الحال جزء أساسي من الفلسفة، حتى أنّ الفلسفة تُوصف على أنها "فن طرح الأسئلة الصحيحة"، والسؤال في الفلسفة أداة للتوصل إلى المعرفة والحقيقة اللانهائية، وهذا ما يدعو إلى اعتبار الإجابات المتولدة من الأسئلة الفلسفية أسئلةً بحد ذاتها.^[١][٢]

خصائص السؤال الفلسفي

يتميز السؤال الفلسفي عن أنواع الأسئلة الأخرى بعددٍ من الخصائص، والتي نستعرض أبرزها فيما يلي:^[٣][٤]

• الصعوبة: الأسئلة الفلسفية صعبة، والإجابة عليها تتطلب العديد من الحجج جيدة المستوى، والتي تتماشى مع مستواها، ولا تقل عنه.
• تنوع المواضيع: بشكلٍ عام، تتناول الأسئلة الفلسفية في مواضيعها ماهية الأشياء وكيف يجب أن تكون، بالإضافة إلى تناولها كيفية توصل الإنسان لهذه الماهية وكيف يجب أن تكون، لذلك تتمحور الأسئلة الفلسفية حول الأخلاق، أي ما على الإنسان فعله وماهية الحياة الجيدة، والميتافيزيقيا، أي كل ما هو موجود، وكيف وُجد في المقام الأول، بالإضافة إلى تمحورها حول المعرفة، أي ما هي حدود معرفة الإنسان، وما الذي هو قادرٌ على معرفته، وكيف.
• الأهمية: الأسئلة الفلسفية مهمة؛ بمعنى أنّ الإجابات التي تسعى للتوصل إليها جوهرية وأساسية، وتخص أمورًا مهمة، تتمثل بمعتقدات الفرد، والآخرين، والمجتمع، إلى جانب ما يسود المجتمع من تصرفاتٍ وسياسة.
• عدم الاقتصار على الفلاسفة: لا يقتصر طرح الأسئلة الفلسفية على الفلاسفة فقط؛ فكل إنسان يمتلك الحق والقدرة على طرحها، بغض النظر عن مدى علمه ومعرفته بالفلسفة، وما يتعلق بمختلف جوانبها ومواضيعها.

أهمية السؤال الفلسفي

في خضم الحديث عن أهمية السؤال الفلسفي، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ الفيلسوف اليوناني سقراط كان أول من طرح السؤال الفلسفي، وكان طرحهُ له من خلال الحوار متعدد الأشكال والمواضيع، المنبثق من اعتبار أنّ هناك موضوعًا، أو مسألة، أو حتى مشكلة تستدعي طرح سؤالٍ بخصوصها، لمعرفتها ومعرفة مختلف جوانبها، وإرضاء الفضول الدائر حولها، وبالنسبة لسقراط، تكمن أهمية السؤال الفلسفي في أنه أداةٌ للتوصل إلى المعرفة والحقيقة، والقضاء على الجهل، وخلق الأفكار وتوليدها، وهذه الأهمية لا تختلف أبدًا عن أهميتها الموجودة في عالم اليوم؛ فمن دون الأسئلة الفلسفية تضيع الحقائق والمعرفة، ويتفشى الجهل ويَسود، ويشهد التفكير الإنساني كسادًا قد لا تُحمد عقباه.^[٥][٦]