من هو سقراط؟

نبذة عن حياة سقراط

في العام 470 ق.م، شهد العالم مولد واحدٍ من أعظم الفلاسفة اليونانيين على مر التاريخ، وهو الفيلسوف سقراط (بالإنجليزية: Socrates)، الذي ولد في مدينة أثينا، وكان وما يزال، إلى جانب أفلاطون وأرسطو، من أهم فلاسفة الفلسفة الغربية القديمة، وفي النقاط التالية استعراضٌ لأهم التفاصيل عن حياته:^[١][٢]

• ولد سقراط، الذي عاش في مدينة أثينا خلال القرن الخامس قبل الميلاد، لوالديه سوفرونيسكوس (بالإنجليزية: Sophroniscus)، وفيناريت (بالإنجليزية: Phaenarete)، وكان والده يعمل في نقش الحجارة ونحتها، في حين أنّ أمه كانت قابلة، تساعد النساء على الولادة.
• ومنذ سنٍ مبكرة، برز اهتمام سقراط في التعليم، حتى أنّ هناك من الآراء ما أشار إلى أن خليلةً موهوبة للقائد الأثيني بريكليس (بالإنجليزية: Pericles) علمته فن الخطابة، وكان اسمها أسبازيا (بالإنجليزية: Aspasia)، بالإضافة إلى ذلك أظهر سقراط اهتمامًا على وجه التحديد بأعمال الفيلسوف أناكسوغوراس (بالإنجليزية: Anaxagoras).
• وبسبب البلاغة التي امتاز بها سقراط، إلى جانب بصيرته، واستقامته، وفطنتهِ، وغيرها من الخصال الحميدة التي ميزته، فقد أصبح له أتباع، وصار من أشهر الفلاسفة في زمانهِ.
• ولكن على الرغم من ذلك، لم تمنع كل هذه الأمور من ظهور الكارهين والأعداء لسقراط، خاصةً وأنه كان يحاور الكثيرين، ويظهر جهلهم وبلاهتهم، ويسبب لهم الإحراج، كما كان مناهضًا لواحدةٍ من أهم الأسس والقيم في حياة سكان أثينا، ألا وهي الديمقراطية.
• وفي العام 404 ق.م، تمكن الإسبارطيون من السيطرة على مدينة أثينا، حتى العام 403 ق.م، وأطلق على الحكومة التي شكلوها في المدينة الطغاة الثلاثون (بالإنجليزية: Thirty Tyrants)، وقد كان لسقراط علاقةٌ ببعض أفرادها، مما جعل السلطات بعد عودتها في أثينا، تصدر عليه حكم الإعدام عن طريق تجرع السم، بعد اتهامه بعدة جرائم، كان منها: انتقاد السلطة، وعدم الاعتراف بآلهة مدينة أثينا، وإفساد الشباب، وتمّ تنفيذ الحكم فيه في العام 399 ق.م.^[٣]

فلسفة سقراط

على الرغم من أنّ سقراط ليس أول فيلسوفٍ في التاريخ؛ إلا أنه يُطلق عليه لقب "الفيلسوف الأول"، وهذا اللقب لا يشير إلى أقدميته، بقدر ما يشير إلى تميزهِ في المكانة بين بقية الفلاسفة، فقد تميزت فلسفته بالحكمة وتوظيف العقل، وبالعديد من الأمور الأخرى، التي كان لها تأثيرٌ على مختلف الثقافات والمجتمعات على مر التاريخ، وتاليًا توضيحٌ لأهم ما يتعلق بفلسفة سقراط، التي تمسك بها وانتهج حياته على خطاها:^[٤][٥]

• كان سقراط ينشر أفكاره ومبادئه بين الناس من خلال تعليمهم إياها، ولكنه على الرغم من ذلك، لم يكن يتلقى أي مقابلٍ مادي لقاء ذلك، مثل السفسطائيين، فقد كان صاحب مبدأ في فلسفته تجاه الماديات؛ حيث كان يصر على عدم الإلقاء بأي بالٍ أو اهتمام بالممتلكات المادية، وحتى الجمال الخارجي، وهذا ما يُثبته أنه عاش حياته والناس تعرفه بقبح شكله، وبفقره.
• لم يكن سقراط من الفلاسفة المهتمين بالعلوم والرياضيات؛ حيث كان فيلسوفًا أخلاقيًا بامتياز، وهذا ما قاده إلى إجراء المناظرات والجدالات بخصوص المواضيع التي تتعلق بالفضائل، مثل التقوى، والاستقامة، والحكمة، والشجاعة، وبشكلٍ عام كان سقراط مهتمًا بكل ما يخص الجوهر الداخلي للإنسان، بما في ذلك جوهره، وجوهر الآخرين.
• وفي سياق الحديث عن الفضائل في فلسفة سقراط، فقد اعتبرها الوسيلة التي تحقق للإنسان السعادة بمفهومها الحقيقي، إذا ما التزم بها، وقد أفنى حياته كلها في دراسة الفضائل والتعلم عنها، وذلك لهدفين؛ يتمثل أولهما في أن ينجح في تبنيها في حياته، كي يصبح إنسانًا فاضلاً، في حين أنّ الهدف الثاني يتمثل في أن يعلمها للآخرين، ويدلهم على نهج تبنيها في حياتهم.
• وفي سياقٍ متصل، كان سقراط يعتبر أنّ مهمته الرئيسية تتمثل في تبيان الخطأ في الآراء والمعتقدات عند الآخرين، وكان يرى أنّ مهمته هذه تمثل خدمةً يقدمها لمدينته أثينا ومن يقطنها، ومن الأمور التي كان سقراط يحاول إصلاحها بين الناس جعلهم يهتمون بجوهرهم وأرواحهم أكثر من ممتلكاتهم وأبدانهم.
• ومن الجدير ذكره، أنّ سقراط كان شديد التمسك بفلسفته ومعتقداته، ولم يكن مستعدًا للتنازل عنها لأي سبب، ودليل هذا أنه كان من الممكن أن يفلت من عقوبة الإعدام لقاء التخلي عن آرائه، ولكنه ظل مصرًا عليها، حتى لو كلفه الأمر حياته، وهذا الموقف من الأمور التي تميز فلسفة سقراط، التي سار على خطاها العديد من الفلاسفة الآخرون، أمثال تلميذهِ الفيلسوف اليوناني أفلاطون.

أشهر أقوال سقراط

إنّ للفيلسوف سقراط العديد من الأقوال الشهيرة، والتي نذكر منها ما يلي:^[٦]

• الحكمة الحقيقية هي أن ندرك أننا لا نعرف الكثير عن الحياة، وأنفسنا، والعالم من حولنا.
• كن لطيفًا مع الآخرين، فكل شخصٍ لديه معركته الخاصة التي يخوض غمارها.
• مُنح الإنسان أذنين، وعينين، ولسانٌ واحد، وهذا إن دلّ على شيءٍ، فإنه يدل على أنه عليه أن يسمع ويرى أكثر من أن يتكلم.
• هناك نوعان من البشر؛ نوعٌ حكيم يعلم أنه مغفل، ونوعٌ مغفل يعتقد أنه حكيم.
• التعليم الذي يتم شراؤه بالمال أسوأ بكثير من الجهل المُطلق.