متى ظهرت الفلسفة؟

عند التطرق للمعنى الحرفي لكلمة الفلسفة "Philosophy"، سنجد أنها تعني حب الحكمة، في حين أنّ معناها الأكثر شمولاً يصفها على أنها نشاط يسعى الناس من خلاله إلى فهم الحقائق عن أنفسهم، والعالم الذي يعيشون فيه، بالإضافة إلى علاقتهم ببعضهم البعض،^[١]من جهةٍ أخرى، هناك من يعتبر الفلسفة طريقة وتوجهًا فكريًا، يعالج عددًا من القضايا، مثل: الزمن، والوجود، والحقيقة، والقيمة، والأخلاق، وذلك بتوظيف عمليات الإدراك، والمنطق، والتفكير، وإعادة التقييم، بهدف فهم هذه المواضيع بصورةٍ أعمق، وتكمن أهمية الفلسفة في أنها تمكن الإنسان من التفكير بشكل أفضل، مما يدفعه للتصرف بحكمة في كل المواقف؛ الأمر الذي ينعكس بالإيجاب على الحياة، ويحسن من نوعيتها.^[٢]

متى ظهرت الفلسفة

توضح النقاط التالية أهم التفاصيل التي تجيب عن سؤال "متى ظهرت الفلسفة؟":^[٣][٤]

• تعتبر الأسئلة الفلسفية قديمةً قدم الحضارات الإنسانية؛ فقد كان الناس في جميع الحضارات يفكرون فيها، ويسعون للتوصل إلى إجاباتٍ لها.
• من أهم الأدلة التي أشارت إلى أنّ الأفكار الفلسفية موجودة منذ سالف الأزمان عددٌ من الكتابات الفلسفية، التي يعود تاريخها إلى العام 3000 قبل الميلاد، وترجع هذه الكتابات لكل من الحضارة المصرية القديمة، والحضارة البابلية، والحضارة الآشورية، والحضارة الفارسية.
• أما الفلسفة التي نعرفها بشكلها اليوم؛ فقد تطورت في اليونان القديمة، وتحديدًا في القرن السادس قبل الميلاد، ويعتبر الفيلسوف والعالم اليوناني طاليس الملطي (بالإنجليزية: Thales of Miletus) أول فيلسوف.
• وخلال العصر الكلاسيكي اليوناني، بلغت الفلسفة اليونانية القديمة ذروتها، بسبب إنجازات عددٍ من الفلاسفة المهمين، وخصوصًا سقراط، وأفلاطون، وأرسطو.
• وفي هذا العصر أيضًا، ناقش الفلاسفة جميع الأسئلة تقريبًا التي تسعى العلوم المختلفة لإيجاد إجاباتٍ لها، مثل: كيف بدأت الحياة؟ كيف بدأ الكون؟ مما يتكون الكون؟، كما ناقشوا مواضيع مهمة أخرى تخص حياة الأفراد وتطور المجتمع.

خصائص الفلسفة

تمتاز الفلسفة بعدد من الخصائص، والتي تشمل الآتي:^[٥]

• تعتمد الفلسفة والمعرفة المستمدة منها على التساؤل، والاستطلاع، والتقصي، وهي نتاج بحث الأشخاص الذين يمتلكون الفضول بخصوص الأحداث والكائنات من حولهم وفي العالم.
• توظف الفلسفة المنطق في كل القضايا والمفاهيم المتعلقة بها.
• تعتبر المعرفة الفلسفية تراكمية؛ بمعنى أنّ استنتاجات الفلاسفة تؤثر وتتأثر ببعضها البعض.
• تتناول الفلسفة المواضيع من منظور مُوحد ومتكامل؛ بمعنى أنها لا تنظر لجانب محدد من موضوع ما وتترك بقية جوانبه، بل تتناول الموضوع كاملاً دون تفصيله.
• تُعد الفلسفة عالمية وشاملة، ويقصد بذلك أنّ للفلسفة قابلية وقدرة على تبني كافة المواضيع، وأي شيءٍ يخص حياة البشر قابل أن يكون موضوعًا في الفلسفة.
• لا يُمنح التميز للفلاسفة وفقًا لقدمهم أو لحداثتهم؛ فكل فيلسوف له هويته وإنجازاته الخاصة، التي لا يمكن إنكارها، بغض النظر عمّا جاء به من قبله من الفلاسفة، أو من بعده.
• لا تهتم الفلسفة لمسألة مدى دقة أو صحة آراء الفلاسفة؛ فهي تعتبر هذه الآراء نتاج اختلاف الظروف والتوجهات الفكرية الخاصة بالفلاسفة؛ الأمر الذي يجعلهم يختلفون في وجهات النظر حول نفس الموضوع.