ما هو المنطق في الفلسفة

تعريف المنطق

المنطق (بالإنجليزية: Logic)؛ هو دراسة وتحليل الدلائل والبراهين التي تخص فكرة ما، بغرض التوصل إلى نتيجة تثبت صحة هذه الفكرة أو خطئها، وقد قام العديد من المفكرين والفلاسفة بتعريف المنطق، ومن أبرز هذه التعاريف ما يلي:^[١][٢]

• أرسطو: يعتبر أرسطو أنّ المنطق هو صورة العلم، ويتمحور جوهر موضوعه الحقيقي حول العلم نفسه.
• القديس توما الأكويني: يرى القديس توما الأكويني (بالإنجليزية: Thomas Aquinas) أنّ المنطق هو الفن الذي يوجه البشر إلى عمليات العقل الاستدلالية، ويمتاز هذا التوجيه بأنه منظمٌ، وسهل، وصحيح.
• ابن سينا: وفقًا لابن سينا؛ فإن المنطق هو الميزان الذي ترجح كفتهُ لصالح الحق عندما يُشتبه اختلاط الصواب بالخطأ، وهو الأداة التي يستدل من خلالها العقل على الصواب، بعد تمحيص الدلائل والإشارات البعيدة في طبيعتها عن الخطأ وغير المعقول.^[٣][٤]

تاريخ المنطق في الفلسفة

من أبرز محطات تاريخ المنطق:^[٥]

• استخدمت العديد من الثقافات أنظمةً معقدة للتفكير؛ إلا أنّ تطوُّر المنطق كمنهجٍ لتحليل أساليب التفكير قد ظهر في 3 مناطق في العالم، وهي: الصين في القرن الخامس قبل الميلاد، واليونان في القرن الرابع قبل الميلاد، والهند بين القرن الثاني قبل الميلاد والقرن الأول قبل الميلاد.
• تعرض المنطق للعديد من التأثيرات والتحولات، والتي من أبرزها التأثر بأفكار الثقافات والمجتمعات الأخرى، ومثال هذا المنطق اليوناني، الذي تأثر بآراء الفلاسفة المسلمين.
• من جهة أخرى، تعرضت الأفكار المتعلقة بالمنطق للقمع في بعض المجتمعات، ومثال هذا ما حدث في الصين؛ حيث قامت سلالة تشين الحاكمة (بالإنجليزية: Qin dynasty) بقمع البحث العلمي في المنطق.
• وبحلول القرن العشرين، ظهرت محاولاتٌ من الفلاسفة الغربيين لاستكشاف فلسفة المنطق في المجتمعات الأخرى، مثل ما قام الفيلسوف البولندي ستانيسلاو شاير (بالإنجليزية: Stanislaw Schayer) باستكشافه للمنطق الهندي.
• أما في فترة العصور الوسطى؛ فقد ظهر توجهٌ للتركيز أكثر على منطق أرسطو (المنطق الأرسطي)، واستمر المنطق باكتساب أهميةٍ كبرى خلال الفترات اللاحقة من هذه العصور، حتى أصبح الشغل الشاغل للعديد من الفلاسفة، الذين عملوا على توظيفه في التحليلات المنطقية النقدية للحجج الفلسفية، كما طوروا تحليلات منطقية وأساليب منطقية معقدة.

سمات المنطق

يجب أن تتصف الأنظمة والأفكار التي تُنسب للمنطق بثلاث سمات أساسية، وتشمل ما يلي:^[١]

• الاتساق: ويقصد بذلك ألا يظهر التعارض بأي شكلٍ من الأشكال في هذه الأنظمة والأفكار، وفي أيٍ من جزئياتها.
• الصحة: وتعني أن التفسيرات والاستدلالات في النظام الصحيح لا يجب أن تكون خاطئة؛ لأنها من المفترض أن تعتمد على فرضيات حقيقية، وتعكس في مضمونها صحة النتائج قبل حدوثها.
• الكمال: ويقصد به القدرة على إثبات جميع الأنظمة والأفكار، حتى من ناحية المبدأ على الأقل.

أنواع المنطق

يوجد للمنطق 4 أنواع، وتاليًا نبذة عن كل واحدٍ منها:^[٦]

• المنطق غير الرسمي (Informal Logic): يُعرف هذا النوع من المنطق أيضًا بالمنطق غير الصوري، وهو ما يستخدمه الفرد عادة في التفكير اليومي، ويشمل الأفكار والحجج التي تُستخدم في الحوارات الشخصية مع الآخرين.
• المنطق الرسمي (Formal Logic): يعتمد هذا النوع من المنطق على الممارسة، التي تُولد لدى المرء أفكارًا خاصة يستطيع من خلالها التمييز بين كل ما هو صحيح وخاطئ.^[٧]
• المنطق الرمزي (Symbolic Logic): يمتاز هذا المنطق أنّ لغته الأساسية هي الرموز، وليست الكتابة أو الكلام، ويبحث في العلاقات بين جوانب قضية معينة، وبالعلاقات التي تربط القضايا المختلفة، إلى جانب أنه يضع القواعد التي تثبت دائمًا صحة القضايا ذات العلاقة ببعضها.^[٨]
• المنطق الرياضي (Mathematical Logic): يتم في هذا المنطق تطبيق المنطق الرسمي على الرياضيات، كما يعتبر جزءًا من المنطق المستخدم في علوم الكمبيوتر.