كتاب الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان

الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان؛ كتاب فلسفي، نُشر عام 2002م، يتناول عدة موضوعات تخص الفلسفة المادية، ويركز على تأثيراتها على الإنسان، ويتضمن هذا الكتاب 8 فصول، يتمحور الفصل الأول منها حول تعريف وسمات الفلسفة المادية، إلى جانب موضوع الظاهرة الإنسانية، في حين يركز الفصل الثاني على التحديات التي تواجه الطبيعة الإنسانية، ثم يتناول الفصل الثالث مسائل تخص العقل، بينما يطرح الفصل الرابع تجليات الفلسفة المادية المتمثلة بالعلمانية الشاملة، والإمبريالية، والداروينية، ثم يأتي الفصل الخامس لاستعراض دور الإطار المادي في إعادة صياغة الإنسان والمجتمع، أما الفصل السادس فيتناول موضوعي المساواة والتسوية، في حين يتناول الفصل السابع موضوع ظاهرة العنصرية الغربية، وبعدها يُختم الكتاب بالفصل الثامن والأخير والذي يوضح كيف أنّ الرؤية المادية السائدة في العالم هي رؤية إبادية في حقيقتها.[١][٢]


مؤلف كتاب الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان

ألف كتاب الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان الدكتور عبد الوهاب المسيري (1938-2008)، وهو مؤرخ، وعالم اجتماع، ومفكر مصري، درس بكالوريوس اللغة الإنجليزية في كلية الآداب في جامعة الإسكندرية، والماجستير في الأدب الإنجليزي المقارن في جامعة كولومبيا (بالإنجليزية: Columbia University) ، والدكتوراه من جامعة روتجرز  (بالإنجليزية: Rutgers University)‏ في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد شغل المسيري عدة وظائف أكاديمية في مجال التعليم الجامعي في عدد من الجامعات العربية وفي الولايات المتحدة، وله العديد من المؤلفات، والتي منها: الفردوس الأرضي: دراسات وانطباعات عن الحضارة الأمريكية، وافتتاحيات الهادئ، وفكر حركة الاستنارة وتناقضاته.[٣]


الأفكار الرئيسية في كتاب الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان

تناول الدكتور المسيري في كتابه " الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان" عددًا من الأفكار الرئيسية، والتي من الأمثلة على أهمها ما يلي:[٤][٥]

  • الفلسفة المادية: تعتبر الفلسفة المادية ركيزةً تقوم عليها العديد من الفلسفات الحديثة، أمثال الفلسفة الماركسية، والفلسفة البراجماتية، كما أثرت الفلسفة المادية في العديد من النظريات، مثل الإمبريالية والداروينية الاجتماعية، وتهتم الفلسفة المادية بوجود الإنسان ومتطلباتهِ المادية الطبيعية؛ أي أنها تركز على الجانب الخارجي للإنسان وليس الجانب الداخلي الخاص بمشاعره وأحاسيسه ونزعاته؛ باعتبار أنّ الإنسان جزءٌ لا يتجزأ من العالم المادي، ولهذا فهي تعتبر أنّ المادة تتفوق على الإنسان نفسه، وعقله، وحتى الأخلاق، والتاريخ.
  • الأسئلة الوجودية: يتميز الإنسان عن بقية المخلوقات بالأسئلة الوجودية التي يستمر بطرحها، وتُعرف هذه الأسئلة على أنها تساؤلات تتمحور حول أُسس الأمور وأصولها، ومن الأمثلة على هذه الأسئلة ما يطرحه الإنسان بخصوص من أين جاء، وإلى أين سينتهي به المُستقر في آخر مطاف الحياة، ويسعى الإنسان من خلال الأسئلة الوجودية إلى إيجاد إجابات تُفسر وجوده.
  • الطبيعة البشرية: إنّ الطبيعة البشرية معرضة لهجومٍ مستمر في العالم المعاصر، وسبب هذا الهجوم التعامل مع الإنسان من منطلق مادي، ومن أبرز مظاهر الهجوم على الطبيعة البشرية ذلك المبدأ الداعي إلى وحدة العلوم، والذي يساوي الإنسان بالحيوان، ويغض الطرف عن خصائصه البشرية وأخلاقه عند إجراء التجارب العلمية، ويحول دراسة الإنسان من دراسة موضوعية مجردة إلى محض أرقام، ومن الأمثلة الأخرى على مظاهر الهجوم على الطبيعة البشرية العلوم الإنسانية، التي لا تدرس طبيعة الإنسان، بل تركز على تاريخه فقط.
  • العقل الأدائي: يقوم العقل الأدائي بتحقيق الأهداف والغايات عبر قيامه بتوظيف الوسائل، ويتميز بأنه لا يهتم بطبيعة أو عقبات هذه الغايات الرامي لتحقيقها، وما إذا كانت مسخرة لخدمة وإفادة الإنسان، أو كانت ضده، وينتشر استخدام العقل الأدائي في المجتمعات الغربية المعاصرة وفي المجتمعات الاشتراكية، ويمتاز هذا العقل بأنه يرى الإنسان من منظور مادي باعتبارهِ "شيئًا"، كما يساوي العقل الأدائي بين الإنسان والطبيعة باعتبارهما وسيلة لتحقيق الأهداف، ويُطبيق عليهما القوانين الشكلية والنماذج الرياضية لفرض التحكم عليهما.
  • الخريطة الإدراكية: هذه الخريطة عبارة عن معالم وتصورات، يعتمد عليها العقل من أجل تحليل وتفسير الأحداث، واتخاذ وجهات النظر المختلفة بخصوصها، والخريطة الإدراكية بطبيعتها متباينة بين الناس؛ بمعنى أنّ كل إنسان يمتلك خريطة إدراكية تختلف عن الآخر، ودليل هذا أنّ من الأفراد من تمر عليهم وقائع، وأحداث، وقضايا لا تثير اهتمامهم، أو لا تستوقفهم، وقد يعتبرونها امرًا عاديًا، في حين أنّ هناك أفراد عندما تصادفهم نفس هذه الوقائع، والأحداث، والقضايا، فإنها تُثير اهتمامهم وتستوقفهم.


المراجع

  1. "الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان"، الموقع الرسمي لدار اليوم للإعلام، اطّلع عليه بتاريخ 31/7/2022. بتصرّف.
  2. "الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان"، جريدة الجزيرة السعودية/المجلة الثقافية، اطّلع عليه بتاريخ 31/7/2022. بتصرّف.
  3. "نبذة عن المسيري"، الموقع الرسمي للدكتور عبد الوهاب المسيري، اطّلع عليه بتاريخ 31/7/2022. بتصرّف.
  4. صالح محمد نصيرات، قراءة في كتاب الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان للدكتور عبد الوهاب المسيري، صفحة 1-13. بتصرّف.
  5. عبد الوهاب المسيري، كتاب الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان، صفحة 1-244. بتصرّف.