لطالما حاول الفلاسفة القدماء والحديثون صوغ تعريف واحد وشامل للفلسفة، إلا أن تعدد المدارس الفلسفية حال دون صياغة مفهوم واحد ونهائي لها، ولكن تجتمع الآراء بشكل عام على أن الفلسفة هي طريقة للتفكير في مواضيع معينة مثل الأخلاق والوجود والقيمة والفكر ومعنى الأشياء، وذلك ضمن أربعة معايير وهي: الإستجابة، والانعكاسية، والعقلانية وإعادة التقييم. ولكن كيف عرف كبار الفلاسفة مثل أرسطو وكانط هذا العلم؟[١]
أرسطو
بحسب الفيلسوف الكلاسيكي الشهير أرسطو، فإن الفلسفة هي: "العلم النظري بالمبادئ والأسباب الأولى للوجود والموجودات، والفلسفة أُمُّ العلوم التي تتفرع منها كل العلوم الأخرى". وهي أيضا "عِلم الموجودات بما هو موجود" بمعنى؛ العِلم الذي به نتوصل إلى معرفة الأسباب والعلل الأولى للموجودات.[٢]
أفلاطون
عرف أفلاطون الفلسفة بأنها الحكمة الفلسفية، والتي كانت تواجه دائمًا المناقشة النقدية ، وقال افلاطون أن الشخص الذي يفعل الصواب أو الشيء الجميل ليس بالضرورة أنه يمتلك حكمة فلسفية؛ ولكن ما يجعله حقًا يمتلك الحكمة الفلسفية هو صموده أمام الاستجواب، واستخدم افلاطون الفلسفة بأسلوب مميز وخاص به ، وقد سُمي هذا الأسلوب بـ ” الديالكتيك ” ، وكان يعتمد هذا الأسلوب على نقد الآراء الملقاة
الكندي
أما الكندي فقد ذهب للقول بأن الفلسفة هي علم الأشياء بحقائقها و هذه الحقائق كلية. وقد أكد الكندي على أحد خصائص الجوهريّة و هي الكلية. إذ أن الفلسفة لا تطلب معرفة الجزئياتباعتبار أن الجزئيات غير متناهية و اللامتناهي لا يحيط العلم به. و يرى أن الفلسفة تتميز عن غيرها من العلوم الانسانيّة التي تبحث عن كل ما هو كلي.
الفارابي
يقول الفارابي أن الفلسفة هي العلم بالموجودات بما هي موجودة. هذا التعريف لا يختلف عن التعريف "أرسطو" بل يتفق معه في الغاية من التفلسف. إن طلب المبادئ الأولى للأشياء و العلل الأولى أو علّة العلل.
ابن سينا
وقال ابن سينا: لكون الفلسفة هي محبة الحكمة ، فالحكمة عنه : هي استكمال النفس الانسانية بتصوّر الأمور و التصديق بالحقائق النظريّة والعمليّة على قدر الطاقة الانسانيّة. والحكمة من هذا المفهوم هي المفهوم نفسه الذي كان يفهمه الإغريق و المجتمع الاغريقي، إذ كان الحكيم هو كل من كمُل في مهنة أو حرفة أو صنعة دون تمييز فكرية كانت أو يدويّة.
ابن رشد
أما الفلسفة عند ابن رشد فهي ليست إلاّ النظر في الموجودات و اعتبارها. والنظر و الاعتبار هو التفكير في الموجودات من حيث أنّها مصنوعات. إذ يرى أنّ كلّ ما كانت المعرفةبالمصنوعات أتمّ كانت المعرفة بالصّانع أتمّ.
ديكارت
وبالنسبة لديكارت فإن الفلسفة هي العلم العام لجميع العلوم، و معرفة العناصر الجوهرية من كلّ علم، ومعرفة الكائن الجدير بالكينونة. ومازات الفلسفة تُعد علما يختلف عن "العلم" ـ إن صحّ التعبيرـ في الغاية و شرف المرتبة.
إيمانويل كانط
وبحسب الفيلسوف الشهير كانط، فإن الفلسفة هي علم القوانين التي تنكشف للفكر عندما ينقد نشاطه و يعيد النظر في ذاته. فتكون بذلك الفلسفة هي المعرفة العقليّة الناشئة من المعاني المدركة بالعقل. وتحت تأثير الثورة الكوبرنيكيّة وما أحرزه العلم من تقدّم، بدأ العقل الغربي يعيد النظر في المعرفة العلمية و يبحث في العقل ذاته و يبحث في مبادئه الأولى و شروط المعرفة العلميّة.
فردريش هيغل
يرى هيغل أن الفلسفة هي معرفة الحقائق الثابتة. التوكيد على الطابع الكليّ للفلسفة وصفة التعالي للمعرفة التي تطلبها و تنشأ من خلال تفكير نقدي متواصل.[٣]
المراجع
- ↑ Wilfrid Sellars, "WHAT IS PHILOSOPHY?", philosophy foundation, Retrieved 14/12/2021. Edited.
- ↑ الحسين بشوظ (30/03/2017)، "الفلسَفة مفهوماً"، منظمة المجتمع العلمي العربي، اطّلع عليه بتاريخ 14/12/2021. بتصرّف.
- ↑ سهلي ياسين (21/01/2011)، "تعريف الفلسفة "، أوفر بلوغ، اطّلع عليه بتاريخ 14/12/2021. بتصرّف.