مفهوم الفلسفة اليونانية

تُعرف الفلسفة اليونانية (بالإنجليزية: Ancient Greek philosophy) على أنها توجه فكري، يمتد تاريخه من القرن السابع قبل الميلاد وحتى ظهور الإمبراطورية الرومانية في القرن الأول بعد الميلاد، ويهتم بالمُسببات الأولى للظواهر التي يستطيع الإنسان ملاحظتها، وقد كان الإغريق القدماء قبل تبني هذا التوجه يعتبرون أنّ العالم وظواهره هي من تسيير الآلهة، وتمتاز الفلسفة اليونانية عن المعتقدات والتوجهات الفكرية التي كانت سائدة في تلك الفترة بأنها تعتمد على العقل بدلاً من العواطف والحواس، كما انبثق منها خمسة مناهج فلسفية مهمة، وهي: الأفلاطونية (فلسفة أفلاطون)، والأرسطيّة (فلسفة أرسطو)، والرُّواقيَّة (أسسها الفيلسوفُ اليونانيُ زينون السيشومي)، والأبيقورية (فلسفة الفيلسوف اليوناني أبيقور)، والشكوكية.[١][٢]


عوامل ظهور الفلسفة اليونانية

ساهمت عدد من العوامل في ظهور الفلسفة اليونانية، وتاليًا استعراضٌ لأهمها:[٣]

  • العوامل السياسية: تتمثل هذه العوامل بشكل رئيسي بالتغير الذي طرأ على نظام الحكم السائد في اليونان القديمة، نتيجة تحوله إلى نظامٍ ديمقراطي مدني بعد أنّ كان ديكتاتوريًا ومحصورًا بأقليةٍ محددة؛ الأمر الذي منح الناس متسعًا من الحرية لطرح ومناقشة مختلف القضايا في الأماكن العامة، مما ساهم في تولد الأفكار ووجهات النظر المختلفة.
  • العوامل الاقتصادية: شهد المجتمع اليوناني، بفضل موقع اليونان الاستراتيجي ونشاط الحركة التجارية والصناعية، نهضة أدت إلى ازدهار الاقتصاد، مما هيأ مناخًا فكريًا مريحًا، ومن أبرز مظاهر النهضة الاقتصادية التي ساهمت في ظهور الفلسفة: ظهور استخدام العملة النقدية بدلاً من نظام المقايضة، إلى جانب التطور في أنظمة الملاحة والتبادلات التجارية، والانتقال من الرعي والزراعة إلى النشاطات الصناعية والتجارية، والتي ساعدت في الاختلاط مع الشعوب والحضارات الأخرى والاستفادة من إنجازاتهم.
  • العوامل الثقافية: تطور الفكر في اليونان القديمة بسبب انتشار العلوم، وتحديدًا علوم الفلك والرياضيات، ولم يعد للأساطير دورٌ في الحد من الأفكار وتقييدها، كما ساهم انتشار الكتابة بين الناس في تطوير الفكر، وإرساء مبادئ الفلسفة، وظهور الأعمال الأدبية والمسرحية.


أطوار الفلسفة اليونانية

يمكن تقسيم الفلسفة اليونانية إلى ثلاثة أطوار، وهي: طور النشوء، وطور النضوج، ودور الذبول، وتاليًا تعريفٌ بكل واحدٍ منها:[٤]

  • طور النشوء: يمكن تقسيم هذا الطور إلى مرحلتين؛ حيث تتمثل المرحلة الأولى بمرحلة ما قبل سقراط، والتي امتازت باتحادٍ قوي جمع بين كل من الفلسفة والعلم الطبيعي، أما المرحلة الثانية فهي مرحلة سقراط والسوفسطائيين، وتميزت تلك المرحلة بالتركيز الفكري على مواضيع الأخلاق والمعرفة.
  • طور النضوج: يتمثل هذا الطور بالأفكار الفلسفية التي كان مصدرها كلٌ من أفلاطون وأرسطو؛ حيث كانت البداية مع أفلاطون وفلسفته، والذي تناول فيها القضايا الفلسفية بأسلوبٍ يمزج الخيال بالواقع، والأسطورة بالدليل، ليأتي بعدها أرسطو، ويعالج كل ما تناوله أفلاطون بالعقل البحت، حتى وصلت إلى ما صارت إليه في النهاية.
  • طور الذبول: امتاز هذا الطور بعددٍ من الملامح، كان من أهمها: التركيز والاهتمام بالعلوم المستمدة من الواقع، والتأثر بالشرق، والعمل على تحديث المذاهب القديمة، والاتجاه إلى التصوف، والعودة إلى الأخلاق.


خصائص الفلسفة اليونانية

تمتاز الفلسفة اليونانية بعدد من الخصائص، والتي تشمل الآتي:[٥]

  • تركز الفلسفة اليونانية في مواضيعها على الطبيعة بجميع خصائصها وجزئياتها، بما في ذلك الإنسان، والروح، والمادة، كما أنّ الفلسفة اليونانية لا تفصل الإنسان عن الطبيعة، ولا تفصل المادة والروح عن بعضهما.
  • لا تربط الفلسفة اليونانية بين حقيقة الأشياء وبين كيفية وجودها.
  • تمتاز الفلسفة اليونانية بقابليتها لاحتواء مختلف المواضيع الفكرية وذات العلاقة، مثل الأخلاق، والفلك، والمنطق.
  • لا تقوم الفلسفة اليونانية باستخدام المعرفة كوسيلة لتحقيق أهدافها؛ بل تسعى لتحقيق المعرفة والوصول إليها، من خلال دراسة العلوم المختلفة.
  • تعتمد الفلسفة اليونانية على العقل، وتوظفه في كافة الأمور، بما في ذلك حل المشكلات والابتكار.


المراجع

  1. "The 5 Great Schools of Ancient Greek Philosophy", thoughtco, Retrieved 14/8/2022. Edited.
  2. "Greek Philosophy", worldhistory, Retrieved 14/8/2022. Edited.
  3. "نشأة الفلسفة"، جامعة البترا، اطّلع عليه بتاريخ 14/8/2022. بتصرّف.
  4. يوسف كرم، تاريخ الفلسفة اليونانية، صفحة 18-19. بتصرّف.
  5. "An exposition of the characteristics of classical Greek philosophy", International Journal of Engineering Science Invention, Retrieved 14/8/2022. Edited.