الفرق بين الفلسفة وعلم الكلام

الفرق بين الفلسفة وعلم الكلام

تحظى الفلسفة وعلم الكلام بأهمية فكرية كبيرة؛ فكلاهما يشددان على أهمية العقل، ويسعيان للتوصل للحقائق، غير أنّهما بالتأكيد مختلفان من عدة جوانب، وتاليًا استعراضٌ لأهم تفاصيلها:^[١][٢]

مفهوم الفلسفة وعلم الكلام

وعن الفرق بين مفهومي الفلسفة وعلم الكلام:

• مفهوم الفلسفة: الفلسفة (بالإنجليزية: Philosophy)؛ هي بحث منهجي يتداول الأفكار والقضايا المختلفة، لغاية التوصل إلى فهم شامل للعالم، ولا تستثني الفلسفة في دراستها للمسائل أيًا من المواضيع مهما كانت سماتها، ومن المعاني الأخرى للفلسفة "حب الحكمة"، وهو المعنى الأصلي لها؛ فكلمة (Philosophy) مشتقة من اللغة اليونانية، من"philo"، والتي تعني الحب، و"sophia"، والتي تعني الحكمة"، وترجع فكرة الفلسفة في الأساس إلى اليونان القديمة، ويعتقد المؤرخون أنّ الفيلسوف فيثاغورس (بالإنجليزية: Pythagoras) كان أول من أطلق على نفسه لقب فيلسوف أو "عاشق الحكمة" في القرن السادس قبل الميلاد.^[٣][٤]
• مفهوم علم الكلام: علم الكلام هو أحد العلوم التي تُنسب إلى الدين الإسلامي، والذي يُسعى من خلاله إلى رد الشبهات المُثارة عن الإسلام، وإثبات سلامة وصحة العقائد الإيمانية الإسلامية اعتمادًا على الأدلة اليقينية معًا، والتي تشمل كلاً من الأدلة العقلية، وهي ذلك النوع من الأدلة الذي يعتمد على توظيف العقل في التفكر في العالم والوجود والتوصل إلى وجود الله تعالى وصحة العقيدة الإسلامية، بالإضافة إلى الأدلة النقلية، وهي تلك الأدلة التي تتمثل بالأحاديث الصحيحة الواردة عن النبي محمد ﷺ، وقد كان ظهور علم الكلام في تاريخ الإسلام ردة فعلٍ على البدع والفرق التي ظهرت بعد وفاة النبي محمد ﷺ، ولعلم الكلام أسماءٌ عديدة، منها: علم الإيمان، وعلم النظر والاستدلال، وعلم الفقه الأكبر، وعلم التوحيد.

محاور الفلسفة وعلم الكلام

يتعامل كلٌ من الفلسفة وعلم الكلام مع عددٍ من المحاور والمواضيع، والتي تشمل الآتي:

• محاور الفلسفة: تركز الفلسفة في دراستها للمسائل والمواضيع على ما يلي:
• الجمال: يتناول الأحكام الجمالية في الفنون والطبيعة، وتأثير الجمال على الأفراد.
• الأخلاق: يُهدف من التركيز على هذا الموضوع فهم موضوعي الخير والشر، وسلوك الإنسان في المواقف المختلفة.
• الميتافيزيقا: يُسمى أيضًا بعلم ما وراء الطبيعة، ويدرس حقيقة الأشياء ويطرح التساؤلات عن ماهيتها.
• علم الإنسان: يُطلق عليه أيضًا الأنثروبولوجيا (بالإنجليزية: Anthropology)‏، وتسعى فيه الفلسفة إلى فهم معنى ومكانة الإنسان في العالم.
• الإبستمولوجيا: أو نظرية المعرفة، وتبحث في العلاقة بين الموضوع، ومضمونه، بالإضافة إلى الذات التي تدرك المعرفة بخصوص الموضوع.
• المنطق: يسعى من خلال المنطق التوصل للحقيقة والمعرفة من خلال توظيف العقل.
• محاور علم الكلام: يتمحور علم الكلام حول المواضيع التالية:
• الألوهية: يهتم هذا المحور من علم الكلام بإثبات الذات الإلهية وصفاتها.
• النبوة: يتناول هذا المحور المسائل التي تخص الأنبياء وعصمتهم.
• الإمامة: في هذا المحور، يتم تداول موضوع نيابة شخص من عامة المسلمين لأمور الدين والدنيا عن رسول الله ﷺ.
• المعاد: يُقصد بالمعاد يوم القيامة والحشر، وينبثق من هذا المحور عدة محاور فرعية أخرى؛ كالوعد، والوعيد، والعدل، والقدر.

أهمية الفلسفة وعلم الكلام

إنّ لكلٍ من الفلسفة وعلم الكلام أهمية خاصة، تختلف عن بعضها فيما يلي:

• أهمية الفلسفة: من الأمثلة على الجوانب التي تبرز فيها أهمية الفلسفة:^[٥]
• تنمية قدرات ومهارات الفرد، المتعلقة بقدرتهِ على التفكير، بالإضافة إلى مهاراتهِ في إصدار الأحكام والتصرف بحكمة في مواقف الحياة المختلفة.
• تعزيز دور الثقافة في المجتمع، وضمان تنشئة أفراده بصورة سليمة قائمة على الثقافة، والالتزام بالواجبات الهادفة لنهضة المجتمع.
• توعية الفرد بحقوقهِ التي يستحقها وكيفية الدفاع عنها.
• ترسيخ القيم العليا للإنسانية؛ التسامح، والحرية، والعدل، والحق.
• منع ظهور التطرف الفكري، وضبط التفكير فيما يصب في مصلحة الفرد والمجتمع.
• أهمية علم الكلام: تبرز أهمية علم الكلام في عددٍ من الجوانب، والتي من أهمها:^[٦][٧]
• تعزيز الدور العلمي للدليل والبرهان في معرفة عقائد الدين.
• توظيف الأدلة والحجج في إثبات العقائد الإيمانية.
• تفنيد الشبهات حول العقائد.
• منع المضللين من المساس بقواعد الدين.
• الحفاظ على صحة النية والاعتقاد، اللذان يرجى منهما قبول العمل، والفوز بسعادة الدنيا والآخرة.