تعود كلمة "فلسفة" إلى الأصل اليوناني المكوّن من مقطعين: (فيلو philo - سوفي shophy) أي فيلوسوفيا (بالإنجليزية: Philosophy)، وتعني "حب الحكمة" أو محبة الحكمة.[١]

ويمكن تعريف الفلسفة بالمعنى العام في العالم القديم بأنها البحث عن الحقيقة فيما يتعلق بالكون وطبيعته وبالإنسان.[٢] هذا وقد زعم هيرقليدس وأيده شيشرون أن أول من إستخدم لفظ الفلسفة هو الفيلسوف اليوناني فيثاغورس (572-497)، الذي وصف نفسه بالفيلسوف.[٣]


لا يتضح معنى الفلسفة إلا إذا تم التعمق في صميم المشكلات الفلسفية والاطلاع على طرق الفلاسفة في التفكير فيها وتحليلها والبرهنة على الحلول التي يصلون إليها، إذ أن التعريف الفلسفي لا يأخذ مكانةً ولا يكون مفهومًا إلا إذا فهم الإنسان المشكلات الفلسفية والبراهين على حلولها.[٤]


الدلالة اللغوية

تشير الدلالة اللغوية لكلمة "الفلسفة" بأنها تعود إلى لفظ يوناني يعني حب الحكمة، والحكمة في اللغة العربية تعني النظر الصحيح والعمل المتقن وصواب الأمر ووضع الشيء في موضعه، وخلاصة الاشتقاق اللغوي أنها تعني: حب الاطلاع، وممارسة التفكير أكثر مما تدل على محبة الحكمة.[٤]


الدلالة الاصطلاحية

لم يتفق الفلاسفة على معنى واحد لما يسمى بالفلسفة، فاختلفت وتعددت التعريفات المُقدمة لها، حتى في العصر الواحد، ومن هذه التعريفات ما يلي:


عند اليونان

سقراط: عرف أبو اليونانية سقراط أن الفلسفة هي بحث الإنسان ودراسة لمشاكله وقضاياه وحياته ودراسة الأخلاق والسياسة.

أفلاطون: أما أفلاطون فقد عرف الفلسفة على أنها أسلوب في العيش وليست آلية من آليات التفكير والتأمل فقط.


عند فلاسفة الإسلام

عرفت الفلسفة في بلاد الشام بعد حركة الترجمة التي قامت بنقل التراث اليوناني إلى اللغة العربية.

الكندي (805-873): عرفها بعد من التعريفات ومنها: صناعة الصناعات وحكمة الحكم، ومعرفة الإنسان لنفسه تؤدي إلى المعرفة بالطبيعة والكون ومن ثم ترتقي إلى معرفة الخالق، وأنها التشبه بأفعال الله تعالى بقدر طاقة الإنسان.

الفارابي (874-950): عرف الفلسفة بأنها الصناعة التي تؤدي إلى إصابة الحكمة لمن يتمتعون بجودة التمييز الناتجة عن جودة الذهن.


عند فلاسفة العصر الحديث

رينيه ديكارت(1596-1650): عرف الفلسفة بأنها شجرة جذورها الميتافيزيقا وجذوعها الفيزياء، وغصونها المتفرعة عن هذا الجذع هي كل العلوم الأخرى، وهي ترجع إلى ثلاثة أقسام رئيسية هي: الطب، والميكانيكا، والأخلاق.

فرانسيس بيكون (1561-1626): أن الفلسفة تدع الأفراد جانبًا، ولا تهتم بالانطباعات الأولى التي تحدثها فينا، وإنما المعاني التي تستمد منها بالتجريد، وهذا دور العقل ومهمته.[٤]


عند الفلاسفة المعاصرين

الوضعية المنطقية: ترى أن الفلسفة عبارة عن منهج للبحث، هدفه التحليل المنطقي للغة التي نستخدمها في حياتنا اليومية، أو يصطنعها العلماء في مباحثهم العلمية.

البرغماتية: عرفت الفلسفة بأنها التطبيق العملي لمختلف الأفكار والتصورات التي ينتجها العقل البشري، ثم فحص نتائج تلك الأفكار.


لماذا تعددت تعريفات الفلسفة؟

عرف كل فيلسوف أو مدرسة فلسفية مصطلح الفلسفة بشكل مختلف عما عرفه البقية، ويعود السبب في ذلك إلى ما يلي:

  • كثرة التعاريف: تكمن مشكلة تعريف الفلسفة، بوجود العديد من التعاريف المختلفة والمتباينة، لأنها قابلة لأن تتحمل أكثر من دلالة واحدة وترفض أن تختزل في معنى واحد.
  • اتساع موضوع الفلسفة: يعد موضوع الفلسفة بذاته سببا من أسباب تباين مفهومها، وذلك لاهتمامها بمختلف القضايا والإشكاليات مهما كان نوعها واختلفت طبيعتها.
  • مستوى التقدم في العصر: يعني أنها تتأثر بمختلف الظروف والمؤثرات المحيطة بها، وخاصه التأثير العلمي.


ما هي خصائص التفكير الفلسفي؟

من أهم ما يميز طريقة التفكير الفلسفية هو خضوعها لعوامل عديدة، منها ما يلي:

  • الحيرة والدهشة: يتميز التفكير الفلسفي بأنه ينبثق من الحيرة والدهشة التي تدفعه إلى الانشغال بالبحث عن الأسباب البعيدة للظواهر الكونية والحياة وللمعرفة والوجود.
  • الشمولية: تعني أن التفكير الفلسفي يمتاز بالكلية والعمومية معًا، مقارنةً بالفكر العملي الذي يمتاز بالتخصص، ويكتفي بالبحث في المواضيع الجزئية للظاهرة أو القضية المطروحة.
  • المنهج: يمتاز التفكير الفلسفي بالمنهجية ويبتعد عن العفوية، فيت ميز بمراحل وخطوات محددة يضعها الفيلسوف نفسه.
  • الشك: هي صفة وخاصية فلسفية بامتياز، حيث أن المواقف التي يخلص اليها أي فيلسوف هي بالتأكيد نتيجه للشك في مواقف معاكسه.


ما هو موضوع الفلسفة؟

يتخذ الفلاسفة من المشكلات التي تمس نواحي الحياة موضوعًا لنشاطهم الفكري، فقديمًا اهتم الفلاسفة بمحاولة فهم طبيعة الكون والأشياء، وإلى جانب الاهتمام بطبيعة الأشياء والكون اهتموا أيضًا بمحاولة فهم طبيعة الانسان.


ما هي أهم القضايا والمشكلات التي يبحث بها الفلاسفة؟

  • مشكلات المعرفة: وتشمل نظرية المعرفة والمنطق وفلسفة العلوم واللغة.
  • مشكلات الوجود: وتشمل الميتافيزيقا والوجود وعلم الكونيات.
  • مشكلات القيم: وتشمل مبحث القيم وفلسفة الجمال والأخلاق وفلسفة الدين.
  • مشكلات المجتمع: وتشمل الفلسفة الاجتماعية والإقتصادية والفلسفة السياسية.


ما هي وظيفة الفلسفة؟

إن وظيفة الفلسفة حَكمتها تغيرات من عصر لآخر، ومن مجتمع لآخر، وذلك لمحاولة التماشي مع ما دعت وتدعوا إليه ظروف الحياة وملابساتها، وفيما يلي توضيح لكل فترة:

فترة قبل سقراط: ركزت الفلسفة اليونانية قبل سقراط على مايعرف بالبحث عن الطبيعة والكون.

فترة العصور الوسطى: تمثلت هذه الفترة بمحاولة الفلاسفة للتوفيق بين الوحي والعقل.

فترة الإسلام: لا تختلف فترة الفلسفة الإسلامية عن سابقتها، فقد حاول الفلاسفة المسلمون أن يربطوا بين الفلسفة والإسلام.

فترة النهضة الأوروبية: اتجهت وظيفة الفلسفة في عصر النهضة الأوروبية إلى محاولة إحياء التراث الفلسفي اليوناني والروماني، والإعتزاز بمكانة العقل ودوره الذي استُبعد في القرون الوسطى.

فترة عصر الأنوار (القرن 18): تميزت هذه الفترة بالدعوة إلى فكرة التقدم، وتحدي التقليد والسلطة الدينية، والإيمان بالعقل والدعوة للتفكير.

فترة كارل ماركس: رأى مراكس أن مذاهب الفلسفة اقتصرت على تفسير طبيعة العالم بطرق شتى، والأفضل أن تكون مهمة الفلسفة هي العمل على تغييره.[٤]

المراجع

  1. عيسى الشماس، مدخل إلى علم الإنسان، صفحة 38. بتصرّف.
  2. آرمسترونج، مدخل إلى الفلسفة القديمة، صفحة 19. بتصرّف.
  3. جامعة محمد البشير الإبراهيمي، مدخل إلى الفلسفة العامه، صفحة 3-11. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث جامعة محمد البشير الإبراهيمي، مدخل إلى الفلسفة العامة، صفحة 3-11. بتصرّف.