المدرسة الفيثاغورية من المدارس المعروفة في اليونان القديمة،[١][٢] وفي هذا المقال،[٣][٤] سنتناول أهم المعلومات عنها وعن تعاليمها:[٥][٦]



مفهوم المدرسة الفيثاغورية

يُطلق مصطلح الفيثاغورية (بالإنجليزية: Pythagoreanism) على المدرسة التي تُمثل فلسفة الفيلسوف اليوناني الإيوني القديم فيثاغورس الساموسي (بالإنجليزية: Pythagoras of Samos) وأتباعه، وقد كان فيثاغورس معروفًا باهتمامهِ بمجالي العلوم والرياضيات، وإليه تُنسب نظرية فيثاغورس (مبرهنة فيثاغورس)، وبالنسبة للفلسفة الفيثاغورية، فقد ركزت على موضوعات تجاوزت حدود الرياضيات والعلوم، مثل الممارسات الدينية والطبيعة الإنسانية، ولهذا تعتبر الفيثاغورية مدرسة فلسفية ودينية، وبالنسبة لتاريخ تأسيس هذه المدرسة، فقد تأسست المدرسة الفيثاغورية في القرن السادس ق.م، وتحديدًا في النصف الثاني منه، في حوالي العام 530 ق.م، على يد الفيلسوف فيثاغورس، في مدينة كروتوني جنوب إيطاليا، وقد اتسمت الفيثاغورية بالروحانية والزهد، وهذا ما جعلها مختلفة عن المدارس اليونانية القديمة التي ظهرت قبلها، وتجدر الإشارة في سياق تعريف هذه المدرسة والحديث عن تاريخها أنها تُسمى بالفيثاغورية، ولا تُسمى بمدرسة فيثاغورس لأنها لم تندثر بموت فيثاغورس؛ بل ظلت قائمة على يد أتباعه ومن جاء بعده، علاوةً على ذلك، هناك مرحلتان متميزتان مر بهما تاريخ المدرسة الفيثاغورية؛ حيث تتمثل الأولى بتأسيس المدرسة في مدينة كروتوني جنوب إيطاليا في حوالي العام 530 ق.م وحتى وفاة أفلاطون في العام 350 ق.م، أما الثانية فهي بحلول القرن الأول الميلادي عندما أصبحت الفيثاغورية معروفة بالفيثاغورية الجديدة.[٧]


موضوعاتٌ في المدرسة الفيثاغورية

تناولت الفيثاغورية العديد من المواضيع، والتي تمثل في مضمونها معتقدات هذه المدرسة، وفيما يلي، استعراض لعددٍ منها:

  • الوجود: يؤمن الفيثاغوريون أنّ "العدد هو جوهر الأشياء"؛ بمعنى أنّ "الأعداد" من منظورهم هي ما تمثل الموجودات في هذا العالم، وأنها تتفوق في ذلك على الموجودات التي تشتمل على التراب، والنار، والماء، وبالنسبة لهذا المبدأ (العدد هو جوهر الأشياء) فقد مكنتهم دراستهم للموسيقى من التوصل إليه؛ فقد لاحظوا أنّ أطوال الأوتار في الآلات المستخدمة في عزف الموسيقى هي التي تؤدي إلى تباين الألحان، وبناءً على ذلك، توصلوا إلى أنّ هناك نسبًا رياضية تتسم بالدقة هي التي تسبب الانسجام في الموسيقى، وأنّ هذه النسب تنتج عن هذه الأطوال.
  • الأخلاق: في الفيثاغورية، هناك علاقة وثيقة بين العلم والأخلاق؛ فالعلم الموصل إلى الحقيقة ما هو إلا سبيل لتنقية النفس البشرية، كما أنّ الحكمة ترتبط هي الأخرى بالأخلاق في فلسفة فيثاغورس، الذي كان أول من استخدم كلمة "فيلوسوفيا" الدالة على حب الحكمة، ودلالة الحكمة لا تقتصر هنا على المعرفة بمختلف العلوم والمجالات؛ فهي أيضًا مرتبطة أيضًا بالفضائل، واتباع نهجٍ سوي وحكيم في الحياة.
  • التناسخ وقرابة الكائنات: من الموضوعات الأخرى التي تناولتها المدرسة الفيثاغورية "التناسخ"؛ حيث إنها تعتبر أنّ هناك مصدرًا أولاً للنفس، وهو مصدر "إلهي" ترجع إليه النفس بعدما تتناسخ في العديد من الأجسام، وتخضع للعديد من الولادات، والنفس من وجهة نظر المدرسة الفيثاغورية "خالدة"، وأنها تتقمص أشكالاً متعددة من الكائنات الحية، بما في ذلك البشر والحيوانات، وهذا ما يجعل هناك صلة قرابة بين الكائنات الحية.
  • تصفية النفس: أو تطهير النفس؛ فالفيثاغورية تؤمن بفناء الجسد وبخلود النفس، بمعنى أنّ النفس لا تفنى بفناء الجسد، وخلاص النفس عوضًا عن تناسخها بعد الموت يمكن أن يتم من خلال "تطهير النفس"، الذي يمكن تحقيقه من خلال الموسيقى، والانغماس بالعلوم، مثل الفلك والرياضيات، في حين أنّ تطهير الجسد من وجهة نظر المدرسة الفيثاغورية يتم من خلال ممارسة الطب والرياضة.
  • صوت الكواكب: من المعتقدات الأخرى للمدرسة الفيثاغورية أنّ هناك أصواتًا للكواكب، وهذه الأصوات تنتج عن حركة الدوران السريعة لها، باعتبارها من "الأجسام المتحركة"، ولكن البشر لا يشعرون بوجود أصوات الكواكب، لأنها مألوفة لهم منذ لحظة ولادتهم إلى هذا العالم، ولو أنّ الكواكب توقفت فجأة عن الدوران، لشعروا بذلك.


مميزات المدرسة الفيثاغورية

تميزت المدرسة الفيثاغورية بسمات ومميزات عديدة، مثل:

  • أسلوب التعليم في المدرسة الفيثاغورية: كان التلاميذ في المدرسة الفيثاغورية يتعلمون من خلال الاستماع إلى التعاليم التي تُلقن إليهم، وكانت هذه التعاليم "سرية"، وكل من يفشيها كان يعاقب بالطرد من المدرسة، وقبل أن يحظى التلاميذ الجدد بفرصة تلقي العلم على يد فيثاغورس، كانوا يُختبرون من خلال التعلم دون طرح أي أسئلة أو خوض أي جدال لمدة خمسة أعوام، أي أنهم كانوا مستمعين فقط، وكان التزامهم بالصمت طوال هذه المدة هو معيار قبولهم تلاميذًا لفيثاغورس.
  • تعليم المرأة: تعبر الفيثاغورية أول المدارس التي قبلت تعلم المرأة فيها.
  • التلاميذ المنتظمون والمستمعون: تضمنت المدرسة الفيثاغورية نوعين من التلاميذ؛ منتظمين ومستمعين، حيث كان الطلاب المستمعون غير مقربين من فيثاغورس، وكان العلم الذي يتلقونه سطحيًا، على عكس التلاميذ المنتظمين الذين كانوا مقربين منه، وينهلون منه التعاليم الدينية والرياضية مباشرة، ويعرفون كل ما يتعلق بها.
  • الزهد: كان الزهد عنوان الحياة التي عاشها الفيثاغوريون؛ حيث كانوا أشبه ما يكون بالأخوة، وكانوا جميعًا يرتدون ملابس بيضاء، ويمشون حفاة، ولا يأكلون اللحوم، ولا يسرفون في المأكل والمشرب، ولا يقسمون بالآلهة، وكانوا أيضًا قليلي الكلام والضحك.


المراجع

  1. "What Was Pythagoreanism? The Cult of Pythagoras Explored", thecollector, Retrieved 29/7/2023. Edited.
  2. "PYTHAGOREANS: THEIR STRANGE BELIEFS, PYTHAGORAS, MUSIC AND MATH", factsanddetails, Retrieved 29/7/2023. Edited.
  3. "What Is Pythagoreanism?", The Spiritual Life, Retrieved 29/7/2023. Edited.
  4. شرف الدين عبد الحميد، فيثاغورس: الإلهيات الحسابية والتصوف الرياضي، صفحة 1-44. بتصرّف.
  5. بن عيسى خيرة ، المدرسة الفيثاغورية، صفحة 1-7. بتصرّف.
  6. جامعة سطيف 2، المدرسة الفيثاغورية، صفحة 1-9. بتصرّف.
  7. "What was Pythagoreanism?", homework.study, Retrieved 29/7/2023. Edited.