تعريف المدرسة الأيونية

يُستخدم مصطلح المدرسة الأيونية (بالإنجليزية: Ionian School) للإشارة إلى مجموعة من الفلاسفة اليونانيين الذين سعوا إلى الوصول لتفسيراتٍ منطقية تخص أصل العالم، وما يحدث فيه من ظواهر، وإلى أن تكون تفسيراتهم هذه بعيدة على التفسيرات التي أساسها الأساطير والأمور الخارقة للطبيعة، وقد نشط فلاسفة هذه المدرسة خلال القرن السادس قبل الميلاد، وتحديدًا في مدينة ميليتوس، وسميت المدرسة الأيونية بهذا الاسم نسبة إلى موقع مدينة ميليتوس، في أيونيا، التي كانت إقليمًا ومجموعة جزر تقع في غرب آسيا الصغرى، على بحر إيجة، ويعتبر فلاسفة المدرسة الأيونية من أوائل الفلاسفة اليونانيين، وبالتالي هم من أوائل فلاسفة الفلسفة الغربية، وقد سمى أرسطو الأيونيين بـِ "الطبيعيين الأولين"، وامتازوا بعدم اتباعهم لأي تعاليم محددة، بالإضافة إلى أنهم تشاركوا الاهتمام بتفسير الظواهر من ناحية المادة والقوى الفيزيائية، وهذا الاهتمام المشترك ميزهم عن المفكرين اللاحقين،[١] هذا وتجدر الإشارة إلى أنّ المدرسة الأيونية تُسمى أيضًا بـِ "المدرسة الملطية"، كما أن فلاسفتها ينقسمون إلى "الطبيعيين الأولين" أو الأيونيين الأولين، والذين يشملون كلاً من طاليس الملطي، وأناكسيماندر، وأنكسيمانس الملطي، وإلى "الطبيعيين اللاحقين"، أو الأيونيين اللاحقين، الذين يشملون كلاً من أناكساغوراس، وهرقليطس، وأمبادوقليس، وديوجانس الأبولوني، وأرخلاوس الأثيني، وهيبو.[٢][٣]


بداية تفكير الأيونيين بالوجود والكون

هناك ثلاثة أسباب محتملة يمكن أن تفسر كيف ولماذا بدأ الفلاسفة الأيونيون بالتفكير في الوجود والكون، وهي كالتالي:[٤]

  • عندما بدأ هؤلاء الفلاسفة بفحص ودراسة المعتقدات ذات الصلة بالآلهة والأرواح، وجدوا أنّ أغلبها تحمل أسماء القوى الطبيعية التي تمثلها، فمثلاً، وجدوا أنّ هناك الرعد (كظاهرة)، وهناك إله الرعد، وكلاهما يحملان نفس الاسم، ووجدوا كذلك أنّ استبعاد هذا الاسم لن يؤثر على وجود الرعد، بمعنى أنّ الرعد كظاهرة في الطبيعة سيستمر حدوثه، حتى لو تمّ استبعاد اسم الإله الذي يحمل اسمه.
  • في اليونان القديمة، كانت حرية التفكير سائدة، وذلك بفضل القوانين الديمقراطية التي كانت معتمدة في ذلك الوقت، وبسبب هذا، تمتع الأيونيين بحرية التفكير، وبالطريقة التي يشاؤونها ودون تقييد.
  • كانت مدينة ميليتوس، التي جاء منها الطبيعيون الأولون نقطة التقاءٍ للعديد من الثقافات، وهذا الأمر مكّن هؤلاء الفلاسفة من التعرف على المعتقدات الخاصة بكل من المصريين القدماء، والآشوريين، والليديين، والفرس، وغيرهم، وعندما قام الطبيعيون الأولون بمقارنة معتقدات تلك الثقافات بمعتقداتهم الخاصة، لاحظوا أوجه تشابهٍ كبيرة بينها، ودفعهم هذا لطرحٍ سؤال مفاده ما إذا كان هناك أسباب أفضل وأكثر منطقية لتفسير العالم.


خصائص المدرسة الأيونية

تتسم المدرسة الأيونية بعددٍ من الخصائص، والتي نستعرض أهمها فيما يلي:[٥]

  • امتازت فلسفة الأيونيين بكونها فلسفة كونية؛ حيث ركزت على المسائل ذات الصلة بالعالم الخارجي، وتحديدًا تفسير الطبيعة، ونشأة الكون، وحتى ظاهرة التغير في الكون، وكانت على الرغم من ذلك شاملة لكل مجالات "المعرفة البشرية" التي كانت قائمة آنذاك.
  • اعتبر فلاسفة المدرسة الأيونية أنّ الفلسفة عبارةٌ عن محاولة لإيجاد العناصر، من خلال البحث عنها، وأنها محاولة يهدف من ورائها إلى اكتشاف أصل الكون.
  • سعت المدرسة الأيونية، ممثلة بفلاسفتها، إلى البحث، والتوصل إلى تفسير، يخص المادة الأولى التي نشأ منها الكون، وقد اعتبر تساؤل الإنسان عن المادة الأولى للكون، ودور هذه المادة في تفسير التغيرات التي تطرأ في الطبيعة، مفتاحًا للإجابة عن أول سؤال فلسفي سعى من خلاله الإنسان لفهم ما بينه وبين الكون من "علاقة فكرية".
  • امتازت المدرسة الأيونية بنظرتها الواقعية إلى العالم وما فيه، ولهذا ابتعد فلاسفتها عن التفسيرات الميثولوجية، واعتمدوا على الأدلة المؤكدة أو الأسباب العلمية العقلية؛ أي البرهنة، وعلى الاستقراء أيضًا.


أبرز الفلاسفة في المدرسة الأيونية

فيما يلي استعراضٌ لعددٍ من أبرز الفلاسفة في المدرسة الأيونية:[٦]

  • طاليس الملطي (Thales of Miletus): اعتبر أرسطو أنّ طاليس الملطي كان مؤسس المدرسة الأيونية، وكان يجري قبله الاعتماد على الأساطير لتفسير الظواهر، غير أنّ طاليس اعتمد على العلم ومختلف النظريات لتفسير العالم والكون، كما اعتبر أنّ الماء هو أصل الأشياء جميعها.
  • أناكسيماندر (Anaximander): كان أناكسيماندر من المؤيدين والأنصار الأوائل للعلم، وسعى لملاحظة وشرح جوانب عدة أمور متعلقة بالكون، ولا سيما ما يتعلق بأصل الكون، وقد ادعى أناكسيماندر أنّ الطبيعة، مثلها مثل المجتمعات البشرية، تحكمها القوانين، وأن أي شيء يزعزع توازن الطبيعة لا يدوم لفترة طويلة.
  • أنكسيمانس الملطي (Anaximenes of Miletus): اعتبر أنكسيمانس أنّ المادة الأولية، التي هي أصل الأشياء، هي الهواء، والذي يتضمن كذلك، وفقًا له، الضباب والبخار.
  • هرقليطس (Heraclitus): بالنسبة لهرقليطس، فقد اعتبر أنّ النار هي المادة التي نشأ الكون منها، والتي يتكون منها العالم، واعتبر أنّ التغيير الدائم من السمات التي تميز العالم.


المراجع

  1. "Ionian school", newworldencyclopedia, Retrieved 4/5/2023. Edited.
  2. "Ionian school", britannica, Retrieved 4/5/2023. Edited.
  3. "Ionian School", encyclopedia, Retrieved 4/5/2023. Edited.
  4. "The Ionians’ contribution to philosophy", askaphilosopher, Retrieved 4/5/2023. Edited.
  5. جامعة محمد لمين دباغين سطيف 2، المدارس الفلسفية الكبرى في اليونان المدرسة الأيونية، صفحة 10-11. بتصرّف.
  6. "4 Important Ionian Philosophers", thehistoryjunkie, Retrieved 4/5/2023. Edited.