معلومات عن الفلسفة السياسية

مفهوم الفلسفة السياسية

تُعرف الفلسفة السياسية (بالإنجليزية: Political philosophy) على أنها ذلك الفرع من الفلسفة الذي يُعنى بما تتضمنه السياسة من حججٍ ومفاهيم، حيث تعتبر الفلسفة السياسية أنّ معنى مصطلح "سياسي" هو من مواضيعها المهمة التي تتداولها، والذي يُستخدم لوصف كل ماله علاقة بالحكومة من مؤسساتٍ وممارسات،^[١] وتُعرف الفلسفة السياسية كذلك على أنها تفكير، يتخذ طابعًا فلسفيًا، ويتداول أفضل الطرق لتنظيم الحياة الجماعية التي يعيشها الناس، والمتمثلة بممارساتهم الاجتماعية، مثل نمط الحياة الأسرية والنظام الاقتصادي، بالإضافة إلى تَمثلها أيضًا بالمؤسسات السياسية،^[٢] وفي سياق الحديث عن الفلسفة السياسية والمجتمع، يرتكز هذا الفرع من الفلسفة على سؤال مهم؛ ألا وهو "ما هو الشكل الذي ينبغي أن يكون لعلاقة الفرد بالمجتمع؟"، ولهذا فإن الفلسفة السياسية تهدف لتطبيق المفاهيم الأخلاقية على الصعيد الاجتماعي، مما يتيح لها التعامل مع أشكال متنوعة من الحكومات والوجود الاجتماعي الذي يحتوي الأفراد ويعيشون في نطاقه؛ الأمر الذي يساهم في خلق معيار يمكن استخدامه لإطلاق الأحكام وتحليل العلاقات والمؤسسات القائمة، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ الفلسفة السياسية تدرس ماهية وأنواع المؤسسات السياسية التي ينبغي أن تُوجد، كما أنها تحلل، وتنتقد، وتُدافع عن الأيديولوجيات السياسية، كالمحافظة، والاشتراكية، واللِّيبرالية، كما أنها تُعنى بالمفاهيم الأساسية ذات الطابع السياسي، مثل الدولة، والديمقراطية، والحرية، والسلطة.^[٣][٤]

نشأة الفلسفة السياسية

في النقاط التالية، استعراض لبعض محطات النشأة التاريخية للفلسفة السياسية في العصور القديمة:^[٥][٦]

• احتضنت اليونان القديمة أصول الفلسفة السياسية الغربية؛ حيث سادت في مُدنها العديد من أشكال التنظيم السياسي، مثل الديمقراطية، والأرستقراطية، والأوليغارشية (حكم الأقلية)، والملكية، ويعتبر كتاب "الجمهورية" الذي يُنسب للفيلسوف أفلاطون من أول وأهم الأعمال حول موضوع الفلسفة السياسية، تَبعهُ كتاب "السياسة" من تأليف الفيلسوف أرسطو.
• أما الفلسفة السياسية في عهد الرومان؛ فقد تأثرت بأتباع المدرسة الرواقية، وقام شيشرون (Cicero)، وهو خطيب وكاتب روماني بالكتابة عن هذا الفرع من الفلسفة.
• وفي الشرق، وتحديدًا عند الفلاسفة الصينيين كونفوشيوس، ومنغ كو، وموزي، وفي فلسفة الشرعوية الصينية، بالإضافة إلى نصوص مانوسمريتي القانونية في الهند القديمة، والقوانين التي وضعها الفيلسوف الهندي تشانكيا، فقد كان هناك مسعىً للتوصل إلى طرق يمكن من خلالها تحقيق الاستقرار والوحدة السياسية، وإيجاد الحلول للأزمات والمشاكل التي تهدد بحصول انهيارٍ سياسي واجتماعي.
• وبالنسبة للفلسفة السياسية في العصور الوسطى في أوروبا؛ فقد كان للفكر المسيحي تأثيرٌ كبيرٌ عليها، وامتاز هذا الفكر بطبيعتهِ اللاهوتية، وكان القديس توما الأكويني (باللاتينية: Thomas Aquinos)‏ أشهر فيلسوف سياسي في العصور الوسطى، وقد قام بتقديم أعمال الفيلسوف أرسطو، والتي حافظ عليها المسلمون، من جديد، إلى جانب شروحات ابن رشد، وساهم ما قام به الأكويني في التأسيس للفلسفة السياسية السّكولاستيّة، والتأثير على الفكر في أوروبا لقرون طويلة.

فلاسفة الفلسفة السياسية

وفيما يلي ذكرٌ لأسماء بعض أبرز الفلاسفة الذين عرفوا بأعمالهم وآرائهم في مجال الفلسفة السياسية:^[٧]

• نيكولو مكيافيلي: في كتابهِ الأمير (بالإنجليزية: The Prince) يقدم الفيلسوف والمفكر الإيطالي نيكولو مكيافيلي (بالإيطالية: Niccolò Machiavelli) نصائح بخصوص الحكم والسلطة وكيفية المحافظة عليهما، ومن أبرز ما ذكره في كتابهِ أنّ ما قد يلجأ إليه الحاكم من أجل البقاء، من قسوة، وخداع، وأعمال عنف، لا يُعد انحرافًا؛ بل هي من مهارات الفنون السياسية.
• باروخ سبينوزا: ألف الفيلسوف الهولندي باروخ سبينوزا (بالهولندية: Baruch Spinoza) كتاب الأخلاق (بالإنجليزية Ethics)، وقدم أفكارًا حول حرية التعبير والتسامح الديني، كما حدد الجوانب الإيجابية الموجودة في الأشكال المتعددة للحكومات.
• مونتيسكيو: امتاز نهج التفكير السياسي عند الفيلسوف الفرنسي مونتيسكيو (بالفرنسية: Montesquieu)‏ بأنه تاريخي، وتمثلت غايته في فهم العلاقة بين الحرية، والقانون، والحكومة، وفي كتابهِ روح القوانين (بالإنجليزية: The Spirit of Law) يتعمق مونتيسكيو في هذه العلاقات، ويتناول تأثيرات عدد من العوامل على الحكومة والقوانين، مثل الأسرة، والدين، والتجارة، والمناخ.