تاريخ ظهور الفلسفة الحديثة
يُنظر إلى الفلسفة الحديثة (بالإنجليزية: Modern philosophy) على أنها ذلك الفرع من الفلسفة الذي يمثل الأفكار الثورية المُجددة، التي خالفت تقاليد وافتراضات العصور الوسطى والسحيقة، التي لم تتماش مع روح زمن الحداثة والتجديد، الذي ظهر بفضل الاكتشافات، والاختراعات، والعلوم التي غيرت من العالم،[١][٢] أما عن تاريخ ظهور الفلسفة الحديثة، فيمكن تتبعه في العناوين التالية:[٣][٤]
الملامح المبكرة لظهور الفلسفة الحديثة
قبل الظهور الفعلي واسع النطاق للفلسفة الحديثة، ظهرت بوادرٌ ومقدماتٌ أولية لها، وتحديدًا في القرن الثالث عشر الميلادي، في آراء عددٍ من الفلاسفة الذين يُنسبون إلى تلك الفترة، والذين امتازوا بأنّ آراءهم لم تجحف بحق الإنسان، ومكانته، وقدراته؛ بل آمنوا أنّ للبشر يمتلكون قوة العقل، الممثلة بالقدرة على التفكير، والممنوحة لهم كهبةٍ إلهية، ويستطيعون من خلالها إدراك واستيعاب جميع الأشياء في العالم، بشقيها الديني والدنيوي، ومن الأمثلة على أولئك الفلاسفة الذين تبنوا مثل هذه الآراء: جان بوريدان (بالإنجليزية: Jean Buridan)، ووليم الأوكامي (بالإنجليزية: William of Ockham)، وتوما الأكويني (بالإنجليزية: Thomas Aquinas).
بداية وضوح ملامح الفلسفة الحديثة
بحلول القرن الرابع عشر، بدأت ملامح الفلسفة الحديثة تتوضح أكثر مُبشرةً ببدايتها، وكان من أبرزها ظهور الحركات المنادية بالنهضة وأفكار الفلسفة الإنسانوية، واستطاع الإنسانيون بفضل عدة عوامل إعادة إحياء عددٍ من الأعمال المهمة التي تُنسب تاريخيًا إلى اليونان القديمة؛ الأمر الذي أعاد بدورهِ تسليط الضوء على عدد من الفلسفات والتوجهات الفكرية، التي أثرت بشكلٍ كبير على أفكار فلاسفة الفلسفة الحديثة، وتشمل هذه الفلسفات كلاً من: الشكوكية، والأفلاطونية، والأبيقورية، والرواقية، والأرسطيّة، أما العوامل التي مكنت الإنسانيين من إعادة هذه التقاليد الفلسفية، فتمثلت باتصالهم بالشعوب غير الأوروبية، إضافة إلى اطلاعهم المسبق ودرايتهم بالفلسفة اليونانية.
الظهور الفعلي للفلسفة الحديثة
أما عن الظهور الرسمي للفلسفة الحديثة باعتبارها فترة مستقلة في تاريخ الفلسفة الأوروبية الغربية، فهو يرجع في بدايته إلى العام 1641، وذلك عندما نشر الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت (بالفرنسية: René Descartes) في مدينة باريس كتابه الذي حمل عنوان تأملات في الفلسفة الأولى (بالإنجليزية: Meditations on First Philosophy)، أما نهايتها؛ فقد كانت في ثمانينيات القرن الثامن عشر، وتحديدًا في العام 1781، عندما نشر الفيلسوف الألماني إيمانويل كانت كتاب نقد العقل الخالص (بالإنجليزية: Critique of Pure Reason).[٥]
سمات الفلسفة الحديثة
تتميز الفلسفة الحديثة عن غيرها من الفلسفات بعددٍ من الخصائص، والتي ندرج أهمها في النقاط التالية:[٦][٧]
- التحرر من سلطة الكنيسة، ورفض الانصياع لتقاليدها واتباعها اتباعًا أعمى.
- الاعتماد على العقل في عملية البحث عن المعرفة، بدلاً من الافتراضات والتخمينات.
- الإعلاء من قيمة الإنسان وأهميته، واعتباره مركز الكون، بفضل ما يملكه من قدرات عقلية.
- الاهتمام بالعلوم والمعارف، والسعي المستمر لاكتشاف كل ما هو جديد، ويجلب الفائدة للإنسان في حياته.
المراجع
- ↑ "Modern Philosophy", englopedia, Retrieved 6/9/2022. Edited.
- ↑ Ali M Rizvi, A critique of modern philosophy, Page 4-19. Edited.
- ↑ "Modern Philosophy", newworldencyclopedia, Retrieved 6/9/2022. Edited.
- ↑ "Early Modern Philosophy", thoughtco, Retrieved 6/9/2022. Edited.
- ↑ "Kant’s Philosophical Development", plato.stanford, Retrieved 6/9/2022. Edited.
- ↑ IGNOU The People's University, INTRODUCTION TO MODERN PHILOSOPHY, Page 1-11. Edited.
- ↑ "خصائص الفلسفة الحديثة والمعاصرة"، الجامعة المستنصرية، اطّلع عليه بتاريخ 5/9/2022. بتصرّف.