تُعرف الفلسفة المعاصرة (بالإنجليزية: Contemporary philosophy) على أنها الفلسفة التي تنتمي إلى العصر الحالي، المتمثل بالقرنين العشرين والحادي والعشرين، وتركز هذه الفلسفة على القضايا المعاصرة في عالم اليوم، والتي لها تأثير مباشر على جوانب حياة الإنسان المختلفة،[١] وتمتاز الفلسفة المعاصرة بعدد من الخصائص، والتي نذكر أهم تفاصيلها في النقاط التالية:[٢][٣]
رفض المعتقدات المتعالية
خلال العصر الذي كانت فيه الفلسفة الحديثة سائدة، كان هناك اهتمامٌ من عددٍ من الفلاسفة، منصبٌ على المعتقدات المتعالية، المتمثلة بالجوانب الروحية والدينية، ومن الأمثلة على أسماء مثل هؤلاء الفلاسفة جورج فيلهلم فريدريش هيغل (بالألمانية: Georg Wilhelm Friedrich Hegel)، وإيمانويل كانط (بالألمانية: Immanuel Kant)، ولكن، مع ظهور الفلسفة المعاصرة، تغير هذا الاهتمام، وبات من أبرز خصائص هذه الفلسفة رفض المعتقدات المتعالية بشكلٍ كلي، أو الانعزال عنها، وقد ظهر هذا الأمر جليًا في العديد من الأعمال التي تُمثل آراء تيارات الفلسفة المعاصرة وفلاسفتها، ومن الأمثلة على الفلاسفة المعاصرين الذين رفضوا الاعتراف بالمعتقدات المتعالية فريدريك نيتشه (بالألمانية: Friedrich Nietzsche)، وكارل ماركس (بالألمانية: Karl Marx)، في حين رفضت الفلسفة العدمية والماركسية هذه الاعترافات، باعتبارهما من تيارات الفلسفة المعاصرة، ودعتا إلى نبذ المعتقدات المتعالية بشكل كامل، وإحلال المادية مكانها.[٤]
امتهان الفلسفة كتخصص أكاديمي
بدأت الفلسفة خلال العصر الحديث باحتلالٍ مكانةٍ مرموقة في الأوساط الأكاديمية والمهنية، وعلى الرغم من أنّ امتهان الفلسفة كتخصص أكاديمي كان موجودًا في فترة الفلسفة الحديثة؛ إلا أنّ الفلسفة المعاصرة امتازت بانخراطها السريع في هذا المجال مقارنةً بالفلسفة الحديثة، وقد أدى هذا الانخراط إلى إضفاء الطابع المهني على الفلسفة، شأنها شأن فروع المعرفة الأخرى التي يمكن ممارستها مهنيًا، بالإضافة إلى ذلك، تمّ تحديد قوانين معينة للاعتراف بالأفراد الممارسين للفلسفة، والذين تتولى هيئات معينة، تمتاز بأنها رسمية وقانونية، مهمة الاعتراف بهم، بناءً على مطابقتهم واستيفائهم لما يتم تحديده من هذه القوانين والمتطلبات، سواءً أكانت أكاديمية أو غيرها.[٤]
تناول أزمة العقل
يُلحظ عند النظر إلى الفلسفة الحديثة أنها رفعت من شأن العقل، لدرجة أنها وضعته في منزلة القوة العليا المسيطرة على الإنسان، وحياته، وكل ما يتعلق به، ولكن بالنسبة للفلسفة المعاصرة، اتخذ موضوع العقل فيها منحىً آخر؛ حيث باتت تنظر إليه نظرةً مختلفةً ومعاكسةً تمامًا لنظرة الفلسفة الحديثة له، وفسرت ذلك بحجة أنّ العقل غير قادر على إيجاد الحلول للمعضلات التي لها علاقةٌ بروح الإنسان، ووفقًا للفلسفة المعاصرة، فإنّ ما تولدهُ عقول الفلاسفة من أفكار خاضعٌ لهم ولشخصياتهم، وليس هناك سلطةٌ عليا واحدة، تتمثل بالعقل، تملك حق التحكم في فرض ما يعتبر صحيحًا من وجهة نظرها الخاصة، وهذا الأمر يسمح بنشوء تياراتٍ مختلف متعارضة فيما بينها في الآراء، تمامًا كما هو الحال في تيارات الفلسفة المعاصرة، والتي من الأمثلة على ما يتعارض منها لاعقلانية نيتشه (بالإنجليزية: Nietzschean irrationalism) التي تتعارض مع العقلانية (بالإنجليزية: Rationalism).[٤]
المراجع
- ↑ "CONTEMPORARY PHILOSOPHY", slideshare, Retrieved 25/9/2022. Edited.
- ↑ "Contemporary Philosophy: Characteristics and Currents", lifepersona, Retrieved 25/9/2022. Edited.
- ↑ "Contemporary philosophy: what it is, characteristics and authors", wooinfo, Retrieved 25/9/2022. Edited.
- ^ أ ب ت "Contemporary philosophy: origin, characteristics, currents, authors", warbletoncouncil, Retrieved 25/9/2022. Edited.