تاريخ ظهور الفلسفة الغربية

يستخدم مصطلح الفلسفة الغربية (بالإنجليزية: Western philosophy) للإشارة إلى الفكر ذي الطبيعة الفلسفية، والمنتمي إلى العالم الغربي، بدءًا من اليونان القديمة وروما، وامتدادًا إلى وسط وغرب أوروبا، ووصولاً إلى الأمريكيتين، واستخدام مصطلح الفلسفة الغربية للإشارة إلى هذا النوع من الفكر الفلسفي يتضمن تمييزًا له عن الفلسفة الشرقية، التي تنتمي إلى مناطق مثل الهند، والصين، وبلاد فارس، كما يمكن تعريف الفلسفة الغربية على أنها تلك المدرسة الفكرية التي تعود أصولها إلى الفلسفة اليونانية، والتي كان لها تأثير عظيم على الفلسفة في الغرب،[١][٢] وبالنسبة لنشأة الفلسفة الغربية؛ فتاريخ ظهورها يعود إلى القرن السادس قبل الميلاد، في اليونان القديمة، وقد ساهم في ظهورها سعي الفلاسفة القدماء آنذاك للتوصل إلى إجابات تخص طبيعة العالم والكون، بالإضافة إلى سعيهم إلى تفسير الظواهر والأمور فيهما باستخدام التفكير المنهجي والتجربة، بعيدًا عن تفسيرات الأساطير التي كانت شائعة حينها، ومن الأمور الأخرى التي ساهمت في ظهور الفلسفة الغربية على يد الفلاسفة الأوائل، سعيهم لوضع النظريات المعتمدة على الأدلة، والافتراضات، والحجج، هذا ويعتبر الفيلسوف طاليس الملطي "أب الفلسفة الغربية"؛ حيث دفعه اهتمامه بمعرفة مما يتكون العالم إلى وضع نظرية حول أصل الكون، يقول فيها أنّ الماء هو أصل الأشياء كلها، وأنّ كل شيء من الماء، وقد تعرضت نظريته هذه للانتقاد من قبل فلاسفة ومفكرين جاؤوا بعده، وتكمن أهمية نظرية طاليس، وتعرضها للانتقاد، وعلاقة ذلك بتاريخ ونشأة الفلسفة الغربية، أنها تعتبر من أوائل النظريات التي وثقها التاريخ، والتي تميزت بكونها خاصة للتقييم والعقلاني.[٣][٤]


الخط الزمني للفلسفة الغربية

فيما يلي، استعراض لعدد من أبرز الأحداث في تاريخ الفلسفة الغربية، والتي ساهمت في تشكيلها، ويشتمل ذكر الأحداث المذكورة أدناه على الفترات الزمنية لحصولها، والفلاسفة الذين ساهموا بها:[٥][٦]

  • خلال القرن الثالث قبل الميلاد، كتب أفلاطون محاوراته، والتي من أشهرها كتاب "الجمهورية".
  • في القرن الأول الميلادي، حاول الفيلسوف، والخطيب، والكاتب المسرحي الروماني لوكيوس سينيكا (بالإنجليزية: Seneca the Younger)، تعليم الإمبراطور نيرون فضائل الفلسفة الرواقية، ولكنه فشل في ذلك، وأجبره نيرون على إنهاء حياته.[٧]
  • في القرن الخامس الميلادي، ألف الفيلسوف الروماني السكولائي بوثيوس (بالإنجليزية: Boethius) كتابه الذي يحمل عنوان عزاء الفلسفة (بالإنجليزية: Consolation of Philosophy)، كما شهدت هذه الفترة أيضًا تركيز الفلسفة السكولائية (بالإنجليزية: Scholastic philosophy) على دراسة ما جاء به أرسطو إلى جانب المنطق الجدلي، والذي يتضمن مناقشة الآراء والمواقف المتعارضة من أجل التوصل إلى نظرية تتسم بدقتها.
  • في القرن الثاني عشر الميلادي، قام الفيلسوف السكولائي توما الأكويني (بالإنجليزية: Thomas Aquinas) بتأليف عمله الأكثر شهرة، والذي بعنوان الخلاصة اللاهوتية (باللاتينية: Summa Theologica/بالإنجليزية: Summa Theologiae)، والذي قام فيه بدمج اللاهوت المسيحي مع الفلسفة الأرسطية.
  • في القرن الخامس عشر، قام الفيلسوف الإيطالي (بالإنجليزية: Marsilio Ficino)‏ بإحياء الأفلاطونية المحدثة (بالإنجليزية: Neoplatonism)، لتكون أحد أهم المدارس الفكرية في عصر النهضة، لدراستها الفيلسوف اليوناني أفلاطون وأعماله.
  • في القرن السادس عشر، ألف الأديب الإنساني الفرنسي ميشيل دي مونتين (بالفرنسية: Michel de Montaigne)‏ مقالات عديدة حول موضوعات متنوعة، وقد ساهم بذلك في جعل الإنسانوية (بالإنجليزية: Humanism) من المدارس الفلسفية الرئيسية في عصر النهضة.
  • في القرن السابع عشر، ألف الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت (أبو الفلسفة الحديثة) أطروحته الفلسفية التي بعنوان تأملات في الفلسفة الأولى (بالإنجليزية: Meditations on First Philosophy)، والتي أصبحت من أهم الأعمال في الغرب التي تتناول موضوع نظرية المعرفة.
  • في القرن السابع عشر أيضًا، ألف الفيلسوف الإنجليزي فرانسيس بيكون (بالإنجليزية: Francis Bacon) كتابه تقدم العلم (بالإنجليزية: Advancement of Learning)، والذي ساهم في إرساء الأسس لفلسفة العلوم الطبيعية وللفلسفة التجريبية (الإمبريقية).
  • في القرن التاسع عشر، استخدم الفيلسوف الألماني جورج فيلهلم فريدريش هيغل (بالألمانية: Georg Wilhelm Friedrich Hegel) الجدلية/الديالكتيك (أي الجدل أو المحاورة) لتحليل التاريخ باعتباره عملية عقلانية، ويعتبر هيغل من أبرز الشخصيات في الفلسفة القارية (بالإنجليزية: Continental philosophy)، وهي من المدارس الفلسفية المعاصرة، وتنتشر في أوروبا القارية (مصطلح يطلق على أوروبا باستثناء الجزر الأوروبية، والتي تشمل: بريطانيا، وجزيرة مان وجزر القناة الإنجليزية، وأيرلندا، وأيسلندا).[٨]
  • في القرن العشرين، ساهم الفيلسوف البريطاني جورج إدوارد مور (بالإنجليزية: George Edward Moore) في تأسيس الفلسفة التحليلية أو فلسفة التحليل (بالإنجليزية: Analytic philosophy)، وهي مدرسة فلسفية تُمارس في الولايات المتحدة وإنجلترا، وتتميز بقربها من العلوم الطبيعية، ولذلك هي تعتبر معارضة للفلسفة القارية، كما تتميز الفلسفة التحليلية بميلها إلى التحليل المنطقي المتسم بوضوحه.


فلاسفة الفلسفة الغربية

من الأمثلة على أشهر فلاسفة الفلسفة الغربية التالية أسماؤهم:[٩]

  • سقراط: يعتبر من مؤسسي الفلسفة الغربية، وهو أول فيلسوف أخلاقي في الفكر الأخلاقي في الغرب.
  • أفلاطون: أسس الأكاديمية الأفلاطونية، وهي أول مؤسسة تعليم عالٍ في الغرب.
  • جان جاك روسو: ساهمت أفكار جان جاك روسو في الفصل بين الكنيسة والدولة، كما أدى دورًا مهمًا في الثورة الفرنسية.
  • كارل ماركس: كان للفكر السياسي والفلسفي لماركس تأثير بالغ على التاريخ الفكري، والاقتصادي، والسياسي، في الفترة التي ظهر فيها، وفي الفترات اللاحقة.
  • رينيه ديكارت: كان له دور في ترسيخ الفلسفة في العصر الحديث، وكان الوعي من الموضوعات التي تناولها في فلسفته.
  • فريدريك نيتشه: من الأمور التي اشتهر بها في السياق الفلسفي "الفلسفة العدمية"، إلى جانب النظر إلى الأمور من خلال أكثر من منظور/وجهات نظر متعددة، ولا سيما موضوعي الشر والخير.


المراجع

  1. "Differences Between Eastern and Western Philosophy", differencebetween, Retrieved 6/7/2023. Edited.
  2. " Western Philosophy", philosophybasics, Retrieved 6/7/2023. Edited.
  3. "The beginning of Western philosophy", philosophymt, Retrieved 6/7/2023. Edited.
  4. "What is Western Philosophy?", reasonandmeaning, Retrieved 6/7/2023. Edited.
  5. "Western Philosophy: Key Concepts & Beliefs", study, Retrieved 6/7/2023. Edited.
  6. "History of Western Philosophy", timetoast, Retrieved 6/7/2023. Edited.
  7. "The Dying Seneca", jamanetwork, Retrieved 6/7/2023. Edited.
  8. "continental philosophy", britannica, Retrieved 6/7/2023. Edited.
  9. "Top 10 Western Philosophers", thetoptens, Retrieved 6/7/2023. Edited.