من هو جان جاك روسو؟

نبذة عن حياة جان جاك روسو

جان جاك روسو (بالفرنسية: Jean-Jacques Rousseau) هو فيلسوفٌ ومنظرٌ سياسي، وكاتب، ومختص بالموسيقى، سويسري المولد، كان لرواياته وأطروحاته الفلسفية أثرٌ بالغ على كلٍ من أتباع الحركة الرومانتيكية، أو الرومانسية، بالإضافة إلى إلهامهِ قادة الثورة الفرنسية، ولذلك، يُعتبر روسو أكثر الفلاسفة المعاصرين تأثيرًا في العديد من الجوانب، رغم تفوقهم عليه أكاديميًا، وفيما يلي استعراضٌ لبعض محطات حياته الشخصية، التي رسمت شخصيته الفلسفية:^[١][٢]

• في تاريخ 28 يونيو من العام 1712، ولد روسو في مدينة جنيف في سويسرا، ومنذ سنٍ مبكرة، أظهر روسو شغفًا بالقراءة، وقد ساهم اطلاعه على مؤلفات الفيلسوف والمؤرخ اليوناني بلوطرخس في تشكيل أفكاره المؤيدة للنظام الجمهوري، وفي أواخر العشرينات من عمره، بدأ اهتمام روسو بالفلسفة يتجلى، وتزامن وقت هذا الاهتمام مع مباشرته لمهنتهِ كمُلحن موسيقى.
• انتقل روسو في وقتٍ لاحقٍ من حياتهِ إلى العاصمة الفرنسية باريس، وهناك ساهم بعددٍ من المقالات التي تتمحور في موضوعها حول الموسيقى، والتي تمّ إدراجها في موسوعة الفيلسوف الفرنسي دنیس دیدرو (بالفرنسية: Denis Diderot)، وفي العام 1750، فاز روسو في مسابقة للمقالات، عن نشره مقالاً بعنوان بحث علمي في العلوم والفنون (بالإنجليزية: A Discourse on the Moral Effects of the Arts and Sciences)، وقد جادل روسو في مقاله هذا أنّ الإنسان بطبعهِ خيّر، ولكنه تعرض للإفساد من قبل كلٍ من العلوم والفنون، وقد حقق روسو بفضل مقاله هذا شهرةً واسعة.
• بعد أربع سنوات من فوزه بالمسابقة، وتحديدًا في العام 1754، عاد روسو إلى جنيف، ليباشر هناك نشر أعمالٍ تتناول موضوعات حول الدين، والسياسة، والفلسفة، ودخل على إثر ذلك في صراعٍ مع السلطات؛ الأمر الذي أدى إلى حظر كتبهِ في جنيف وفرنسا، إلى جانب إصدار أوامر لاعتقاله.
• وفي العام 1765، أجرى روسو مفاوضاته للعودة إلى باريس، وعند عودتهِ إليها، لاقى ترحيبًا واسعًا باعتباره شخصيةً مشهورة، وفي العام 1769، أنهى روسو كتابة سيرته الذاتية، التي نُشرت بعنوان اعترافات جان جاك روسو (بالإنجليزية: The Confessions of Jean-Jacques Rousseau)، والتي تعتبر مصدرًا للكثير من المعلومات عن حياته، وقد تمّ نشرها في العام 1782؛ أي بعد أربع سنواتٍ من وفاة روسو، بعد تعرضه في تاريخ 1 يوليو 1778 إلى جلطة دماغية أودت بحياته.

فلسفة جان جاك روسو

تناول جان جاك روسو في أفكاره وفلسفته العديد من المواضيع، والتي نستعرض أبرزها فيما يلي:^[٣][٤]

• يعتبر روسو من أهم المفكرين السياسيين في القرن الثامن عشر، وفي كتابه الشهير الذي بعنوان العقد الاجتماعي، أو مبادئ الحق السياسي (بالإنجليزية: The Social Contract)، ركز روسو على العلاقة بين الفرد والمجتمع البشري، وأشار في طياته إلى أنّ تناقص السعادة عند الأفراد سببها نشأة الحضارة وتقدمها، وذكر في نفس السياق أنّ على الأفراد التقرب في مكان سُكناهم من الطبيعة قدر الإمكان.
• أما عن علاقة الحرية، بمفهومها الحقيقي، بالمجتمع المدني، فقد مهد إليها جان جاك روسو في الجملة الافتتاحية التي تضمنها كتابه، العقد الاجتماعي، والتي ذكر فيها: "ولد الإنسان حرًا، لكنه مقيد بأغلال العبودية في كل مكان."، ووفقًا لروسو، فإنّ الأفراد باستطاعتهم عيش الحرية الحقيقية فقط إذا عاشوا في مجتمعٍ مدني، يوفر لمواطنيه الرفاهية، ويضمن لهم حقوقهم، من خلال إخضاع المواطنين للإرادة العامة في المجتمع، والتي تُعتبر بمثابة قوة تتفوق على الأفراد، وتسعى لما فيه مصلحةٌ وخير للصالح العام.
• كان روسو يؤمن بالديمقراطية المباشرة، وقد جادل بخصوصها قائلاً إنّ ممثلي الشعب الذين يتم انتخابهم لا يمكنهم اتخاذ القرار بخصوص الإرادة العامة للمواطنين، وأنّ هذه الإرادة يتم التعبير عنها من خلال الديمقراطية المباشرة، التي يُصوت فيها الجميع، بالإضافة إلى ذلك، كان روسو يؤمن أنّ على المواطنين في الدولة الامتثال للقوانين ما داموا مقيمين فيها، حتى لو تطلب الأمر إجبارهم على اتباعها، وأضاف أنّ الدولة المدنية التي تحترم قوانينها من الجميع يتمتع فيها جميع المواطنين بالملكية، والحرية، والأمن، والعدالة، كما أنها توفر الحماية لهذه المتطلبات وتضمنها.
• وبالنسبة لفلسفة التعليم عند روسو، فهي تتمثل بالتعليم الطبيعي؛ حيث يرى روسو أنّ التعليم الصحيح هو الذي يتم فيه السماح للطبيعة بتعليم الأفراد وفقًا لطبيعتهم، ولا يتم فيه فرض أي أنظمة أوجدها البشر بغرض السيطرة والتحكم بالآخرين، ويؤكد روسو على أنّ الطفل حين يحين الوقت لتعليمه، يجب ألا يكون هناك دليلٌ يرشده لذلك سوى عقله، كما يضيف أيضًا أنّ هذا التعليم الطبيعي يُمكن الأفراد من اكتساب الاستقلال الفكري والحرية.^[٥][٦]
• وفي آرائه ذات الصلة بانعدام المساواة، يعتبر روسو أنّ الملكية هي السبب في عدم المساواة، فالاختلافات في الملكية التي بين البشر هي ما أدت إلى جعلهم غير متساويين، إلى جانب اعتباره أنّ الغرور، أو التكبر، بين الناس يساهمان في ذلك أيضًا، ووفقًا لروسو، أدت حالة عدم المساواة في الملكية إلى جعل الأغنياء أكثر ثراءً، في الوقت نفسه الذي ازداد فيه الفقراء فقرًا على إثرها.^[٧]

أشهر أقوال جان جاك روسو

اشتهر جان جاك روسو بالعديد من الأقوال المنسوبة إليه، والتي نستعرض عددًا منها فيما يلي:^[٨]

• يجب ألا يكون الشخص الذي يمتهن التعليم عبدًا، لأنه حينها سيجعل من طلابه عبيدًا.
• إنّ نيل احترام الآخرين أهم من نيل إعجابهم.
• الحرية المحفوفة بالمخاطر أفضل عندي من العبودية التي يسودها السلام.
• الإنسان الذي يعيش أكثر من غيره ليس ذلك الذي تزداد سنوات عمره؛ بل هو من يشعر بالحياة.
• لماذا نحتاج إلى بناء سعادتنا وفقًا لآراء الآخرين، في حين أننا قادرون على إيجادها في قلوبنا؟
• علينا الحذر من قول الحقيقة لأولئك الذين ليس بمقدورهم فهمها.