ما هي خصائص الفلسفة اليونانية؟

خصائص الفلسفة اليونانية

يرجع تاريخ ظهور الفلسفة اليونانية إلى القرن السادس قبل الميلاد، وكلمة فلسفة يونانية الأصل، "Philosophia"، وتعني "حب الحكمة"،^[١][٢] وتمتاز الفلسفة اليونانية بالعديد من الخصائص، والتي نستعرضها في العناوين التالية:^[٣][٤]

الإعلاء من شأن العقل

يعتبر العقل في الفلسفة اليونانية الأداة التي تساعد الإنسان على فهم العالم، والقضايا التي تظهر فيه، بالإضافة إلى تمكينه من تحليلها، وإيجاد الحلول لها، ويعتبر من الضروري بالنسبة للعقل، من جهة نظر الفلسفة اليونانية، ألا يتم تقييده، أو الحد من حريتهِ وحرية التفكير، لضمان استغلال الإنسان له على أحسن وجه، للتوصل إلى أفضل النتائج.

السعي المتواصل للمعرفة

تحظى المعرفة بأهمية كبيرة في الفلسفة اليونانية؛ فهي في سياقها تعكس أفكار الإنسان عن الطبيعة، ولا يُهدف من السعي المتواصل وراءها إلى تغيير العالم، بل يُهدف إلى اكتشاف الحقيقة، وتعتبر الفلسفة التجريبية (بالإنجليزية: Empiricism) إحدى الطرق التي يمكن الحصول عبرها على المعرفة، فهي تنص على أنّه تتحقق فقط من خلال الملاحظة والتجربة.^[٥]

الشمولية

تمتاز الفلسفة اليونانية بشموليتها؛ أي أنها لا تركز أو تحتوي على موضوعٍ واحد، بل تشتمل على مختلف المواضيع، ويمتاز هذا الاشتمال بدورهِ على أنه ليس حديث العهد في سياق الفلسفة اليونانية، بل هو مرافقٌ لها منذ بدايتها، بالإضافة إلى أنّ خاصية الشمولية في الفلسفة اليونانية لم تتأثر باختلاف الآراء الفلسفية المنبثقة منها، وتنوع الفلاسفة واختلافهم، وساهمت أيضًا في جعل مختلف القضايا والمسائل في موضع البحث والدراسة في الفلسفة اليونانية، ومن الأمثلة على هذه المواضيع: الأخلاق، وعلم المنطق، والاقتصاد، والرياضة.

تناول المواضيع من منظور كلي

تتبنى الفلسفة اليونانية في بحثها ودراستها للمواضيع والقضايا مبدأ تناولها ككل، وليس كأجزاء منفصلة؛ فهي ترى أنّ الكون، بما فيه، قائمٌ على نظام متكامل، خالٍ من الفوضى بجميع أشكالها، ولذلك نلحظ أنها لا تفصل المرء عن العالم الطبيعي، ولا تفصل بين الروح والمادة.

أهم الفلاسفة اليونانيين

ساهمت الخصائص التي اتسمت بها الفلسفة اليونانية في التأثير على أعمال وآراء الفلاسفة الإغريق، ونتج عنها أن حققوا إنجازاتٍ ما زال العالم يستفيد منها إلى هذا اليوم، ومن أبرز أسماء هؤلاء الفلاسفة ما يلي:^[٦]

• إبيقور (Epicurus): اعتقد إبيقور أنّ الألم يمثل الشر، وأنّ السعادة تمثل الخير في هذا العالم، وأنّ الإنسان إذا ما أراد أن يعيش حياة تملؤها السعادة؛ فإنّ عليه أن يكون حكيمًا، ومُنصفًا، وشريفًا.
• زينون الرواقي (Zeno of Citium): أسس زينون الرواقي المدرسة الرواقية، والتي كان من أهم مبادئها دعوة الإنسان لقبول الأمور التي لا يملك سلطة للتحكم بها في حياته، والرضا بها، وذلك كي يمتلك القوة للتحكم بالأمور الأخرى التي يملك سلطة عليها.
• ديوجانس الكلبي (Diogenes): كان ديوجانس الكلبي من بين أكثر الفلاسفة الإغريق جدلاً؛ فقد كان يسعى لتحقيق الفضيلة باتباع أساليب تختلف إلى حدٍ كبير عمّا هو مألوف، حيث كان يعيش حياةً يسودها التقشف والفقر، ويرفض الممتلكات المادية، وكل ما له صلة بالمجتمع ونظامهِ السائد.