سبب تسمية الفلسفة بأم العلوم

يُطلق على الفلسفة لقب أم العلوم، ويرجع السبب في ذلك إلى أنّ الفلسفة قائمة في الأصل على أساس المعرفة وتداولها، إلى جانب دراسة وتمحيص المعرفة، ومبادئها، وأشكالها، وطرح الأسئلة بخصوصها، والتحقق من صحتها؛ الأمر الذي أدى لانبثاق العلوم منها، واعتبار أنّ لكل علمٍ من العلوم الموجودة في العالم أصلاً فلسفياً، بالإضافة إلى ذلك، أسست الفلسفة اللبنات الأساسية الأولى لنشأة العلوم، من خلال طرحها الأسئلة التي كانت تحتاج إلى إجابة، عن كل الأشياء تقريبًا، ولا سيما ما يتعلق بالحياة، والكون، والوجود، والإنسان، واستطاع الفلاسفة عبر المساحة الفكرية الحرة التي منحتهم إياها الفلسفة التوصل لإجاباتٍ، عبروا عنها من منظورٍ فلسفي، وقصدوا من ورائها اكتشاف مسببات وتفاصيل الظواهر التي يشهدونها في هذا العالم، مما ساهم بدوره في نشأة العلوم.[١][٢]


العلاقة بين تطور العلوم والفلسفة

يمكن القول أنّ كل اكتشافٍ علمي كان يتم التوصل إليه كان بدورهِ يؤثر على الفلسفة، ووجهات النظر الخاصة بها، والمُعبرة عن العالم وما يتضمنه من مسائل ومواضيع، ومن الأمثلة على أشكال هذا التأثير ما يلي:[٣]

  • شهدت منهجية التفكير التقليدية، التي كانت سائدة بين الناس قديمًا، نهضةً بفضل الإنجازات العلمية، التي يرجع الفضل فيها إلى توظيف العقل، وقد ساهمت هذه الإنجازات أيضًا في تغيير وجهة النظر السائدة عن العالم وحدود قدرات الإنسان كذلك، ومن الأمثلة على هذه الإنجازات العلمية إنجازات غاليليو غاليلي (بالإنجليزية: Galileo Galilei)‏ وإسحاق نيوتن (بالإنجليزية: Isaac Newton)‏ في مجالي الفيزياء والرياضيات.
  • لطالما كان الإنسان من المواضيع المهمة في الفلسفة، وقد أدى وضع تشارلز داروين (بالإنجليزية: Charles Darwin)‏ لنظريته المشهورة بنظرية التطور إلى إثارة تساؤلات وأفكار جديدة عن مكانة الإنسان في العالم.
  • وبالنسبة للكون، فقد أحدثت نظرية مركزية الشمس (بالإنجليزية: Copernican heliocentrism)، التي تُنسب إلى نيكولاس كوبرنيكوس (بالإنجليزية: Nicolaus Copernicus) ثورةً في الفكر الإنساني، أدت إلى خلق نظرة جديدة عن الكون، مختلفةٍ بشكلٍ كاملٍ عمّا كان الناس يعتقدونه عنه.
  • وفي سياقٍ متصل، غير اكتشاف ألبرت أينشتاين (بالإنجليزية: Albert Einstein) للنظرية النسبية من النظرة السائدة حول العلاقة بين الزمان، والمكان، والحركة، والمادة.
  • وعن تركيب المادة وبُنيتها، فقد أدى وضع ديميتري مندلييف (بالإنجليزية: Dmitri Mendeleev) للجدول الدوري للعناصر الكيميائية، إلى تعميق الفهم البشري لها، والاستفادة منها في مجال التقدم العلمي.


دور الفلسفة اليونانية والفلسفة الإسلامية في تطور العلوم

كان لكلٍ من الفلسفة اليونانية والفلسفة الإسلامية دورٌ مهم في تطور العلوم؛ حيث أثبت التاريخ أنّ الجيل الأول من الفلاسفة المهتمين بالعلوم ينتمون إلى عصر الحكماء، المعروف بعصر ما قبل سقراط، وكان العديد منهم مهتمًا على وجه التحديد بعلم الفلك، كما كان العلم في وجهة نظرهم الخاصة يتمحور حول المعرفة بالأمور التي تفيد المجتمع، إلى جانب المعرفة بالطبيعة، وما يرتبط بها من ظواهر، ومن أسماء هؤلاء الفلاسفة: ديموقريطوس (بالإنجليزية: ديموقريطوس)، وهرقليطس (بالإنجليزية: Heraclitus of Ephesus)، وأناكسيماندر (بالإنجليزية: Anaximander)، وطاليس الملطي (بالإنجليزية: Thales of Miletus)، أما الفلاسفة المسلمون؛ فقد عملوا على إثراء مختلف العلوم بالمعرفة، ومن الأمثلة على إنجازاتهم ما توصل إليه أبو الريحان البيروني، الذي كان الفيلسوف الأول في إدراك أهمية الأخطاء في التجارب العلمية، وأن معالجة الأخطاء فيها يمكن فقط عبر تكرار التجارب أكثر من مرة، بالإضافة إلى ذلك، كان ابن الهيثم أول من وضع المنهج العلمي الحديث لإجراء التجارب، ودعا العلماء إلى تقبل الانتقادات، باعتبار أنّ الخطأ أمرٌ متوقعٌ ورودهُ في أعمالهم.[٤]


المراجع

  1. Tuomas K Pernu, to this view, philosophy,science has philo- sophical origins. Philosophy and the Front Line of Science, Page 29. Edited.
  2. Charles C Nweke, Vera A Uyanwune, Relevance of Philosophy to Any Discipline, Page 784-788. Edited.
  3. "Philosophy and Science", marxists, Retrieved 21/9/2022. Edited.
  4. Abul Kalam, The Role of Philosophers in the Development of Science: A Historical Approach, Page 53-56. Edited.