جون ديوي (بالإنجليزية: John Dewey) هو فيلسوف، ومصلح تعليمي، وعالم نفسٍ أمريكي، عاش في الفترة بين الأعوام 1859-1952، وهو من زعماء الفلسفة البراغماتية، الذين تنسب إليهم أصول هذه الفلسفة، ويُعرف جون ديوي بمساهماته الكبيرة في مجال التعليم،[١][٢] والتي من أبرزها نظريته في التعليم،[٣][٤] والتي سنتناول الحديث عنها في العناوين التالية في هذا المقال:[٥][٦]



ما هي نظرية جون ديوي في التعليم

تُعرف نظرية جون ديوي في التعليم (بالإنجليزية: John Dewey's Theory of Education) على أنها مجموعة من الفرضيات والأفكار، الفريدة من نوعها، والتي وضعها الفيلسوف جون ديوي حول التعليم وتحقيق الإصلاح الاجتماعي، وتركز نظرية جون ديوي في التعليم على التعلم التجريبي (الذي يُسمى أيضًا بالتعلم بالتجربة، أو التعلم بالخبرة، أو التعلم من خلال التجربة)، والذي ينص على أنّ أفضل الطرق للتعلم تكون من خلال التفاعل النشط مع المواد التي يجري تعلمها، عوضًا عن الاعتماد في التعلم على حفظ المعلومات والاستماع غير النشط (الاستماع السلبي) إلى الدروس، كما يدعو ديوي في نظريته إلى تعزيز مشاركة المعرفة وتبادلها في الفصول الدراسية من خلال تبني أساليب متطورة لتعزيز الحوار، وطرح الأسئلة الفعالة، وبشكلٍ عام، يتمثل جوهر نظرية جون ديوي في التعليم في فكرةٍ مفادها أنّ "التجربة الإنسانية" يجب أن تكون الضوء المرشد والمُوجه لكل من التعليم والإصلاح الاجتماعي.


تاريخ نظرية جون ديوي في التعليم

في النقاط التالية، استعراض لأهم المعلومات عن تطور نظرية جون ديوي في التعليم، والدوافع التي أدت به إلى وضعها:

  • يعتبر جون ديوي من أهم فلاسفة الفلسفة البراغماتية (بالإنجليزية: Pragmatism)، والتي من آرائها ما ينص على أنّ المعرفة عرضة للخطأ (غير معصومة)، وأنه يجب ربط المعتقدات والنظريات بالتجربة، وأن الممارسات اليومية يجب أن تكون المصدر الذي تنبثق منه النظريات والقواعد الفلسفية.[٧]
  • وبسبب ارتباط ديوي بالبراغماتية، كان يرى أنّ هناك صلة بين "المعرفة الإنسانية" وحل المشاكل في الحياة، وقد تعرضت الآراء التقليدية حول المعرفة، والتي تعتبر أنّ الحقيقة نظرية، وتتعلق بالمراقبة، والملاحظة، لانتقادات البراغماتيين، وقد تبنى ديوي هذه الآراء التي أصبحت أساسًا لوجهات نظره في مجالي التعليم والديمقراطية.
  • نشر جون ديوي أفكاره حول التعلم في كتابهِ الذي يحمل عنوان الخبرة والتعليم (بالإنجليزية: Experience and Education)، وقد عمل ديوي في كتابهِ هذا، المنشور في العام 1938، على تحليل التعليم التقليدي والتعليم التقدمي (التعليم التدريجي)، وتوصل إلى أنّ التعليم التقليدي يركز أكثر على المناهج الدراسية، ويحدد مسارات تعلم الطلاب بشكلٍ مسبق، أما التعليم التقدمي، فهو يولي اهتمامًا أكبر بمصالح الطلاب، عوضًا عن التركيز على مصالح المعلم ومواضيع الدروس.
  • علاوةً على ذلك، اعتبر ديوي أنّ التعليم التقليدي بالغ الصرامة، على عكس التعليم التقدمي الذي يعد عفويًا وتلقائيًا للغاية، وبسبب طبيعة التعليم التقليدي والتعليم التقدمي (التعليم التدريجي)، وخصائصهما، فلم يكن ديوي يشعر بالرضا بشكلٍ كاملٍ عن أيٍ منهما؛ الأمر الذي دفع لاقتراح نظريته في التعليم، والتي ركزت على الدور الذي تؤديه الخبرة في التعليم.
  • وفقًا لنظرية جون ديوي في التعليم، فإنّ التجارب التعليمية القوية تعتمد، وتنبثق، من اثنين من المبادئ الأساسية، وهما: الاستمرارية والتفاعل، وبالنسبة للاستمرارية، فيُقصد بها في هذا السياق كيفية تأثر المستقبل بالتجارب/الخبرات الماضية والحاضرة، أما التفاعل، فيُقصد به كيفية تأثر تجارب/خبرات المرء بوضعه الحالي.
  • عمل ديوي على جمع هذين المبدأين، وتوصل إلى أنّ تجارب/خبرات الفرد الحالية هي حصيلة مباشرة للطريقة التي تفاعلت بها تجاربه السابقة مع وضعه الحالي، وأثرت بهِ؛ أي أنه قصد من ذلك القول أنّ تجارب المرء في الماضي، والحاضر، والمستقبل، تؤثر في قدرته على التعلم.
  • ومن أقوال جون ديوي ذات الصلة بهذا السياق، قوله أنّ "التعليم عملية اجتماعية ونمو، وهو ليس مجرد استعدادٍ للحياة؛ بل هو الحياة في حد ذاتها."


مبادئ نظرية جون ديوي في التعليم

وفقًا لديوي، ينمو/ينضج المرء ويتعلم من خلال الخبرات التي يمر بها، والتفاعلات التي يخوضها في هذا العالم، وهذه الخبرات والتفاعلات تُكسب المرء أفكارًا، ومفاهيم، وتصورات، وممارسات جديدة، يتم صقلها بواسطة العلاقات الاجتماعية التي يُكونها المرء، وما يمر به من تجارب، ومن أبرز الأفكار التي جاءت بها نظرية جون ديوي في التعليم الآتي ذكره:

  • إنّ الغاية من التفاعلات وتبادل الآراء هي تحسين وتعزيز المعاني المشتركة التي تقوي القدرة على التعلم والإمكانات الإنمائية للأفراد.
  • الأنشطة المشتركة مهمة للتعلم والنماء، وقد اعتبر ديوي أنّ القيام بمثل هذه الأنشطة في سياقات واقعية يساهم في إكساب الفرد خبرات تعليمية.
  • العمل الجماعي يتيح الفرصة للطلاب لتحليل وللاستفادة مما عند الطلاب الآخرين من وجهات نظر، وأفكار، وتجارب.
  • يجب على الطلاب المشاركة في التعلم النشط والبحث، من خلال توفير المعلم لهم بيئة يمكنهم فيها اكتشاف المعلومات والأفكار بشكل مستقل، عوضًا عن تعليمهم قبول أي تفسير/شرح يبدو صحيحًا ظاهريًا.
  • يلعب التعليم دورًا مهمًا في بناء القدرات الديمقراطية، ولهذا فإن تقبل الآراء المختلفة والاعتراف بها يوسع آفاق الطلاب، ويساعدهم على الانفتاح على طرق جديدة للتفكير.


المراجع

  1. "John Dewey on Education: Impact & Theory", study, Retrieved 12/8/2023. Edited.
  2. "John Dewey's Theory", structural-learning, Retrieved 12/8/2023. Edited.
  3. "John Dewey on Education: Theory & Philosophy", study, Retrieved 12/8/2023. Edited.
  4. "John Dewey Theory Essay", ivypanda, Retrieved 12/8/2023. Edited.
  5. "Dewey’s educational philosophy", theeducationhub, Retrieved 12/8/2023. Edited.
  6. learn and grow as,life experiences and social relationships. "John Dewey's Theory", aussiechildcarenetwork, Retrieved 12/8/2023. Edited.
  7. "Pragmatist Views of Knowledge: Knowledge as Communal Inquiry", academic.oup, Retrieved 12/8/2023. Edited.