شرح مفهوم الفلسفة المعاصرة

مرت الفلسفة الغربية (بالإنجليزية: Western philosophy) على مر التاريخ بخمس مراحل، وهي: الفلسفة القديمة، وفلسفة العصور الوسطى، وفلسفة النهضة، والفلسفة الحديثة، وأخيرًا الفلسفة المعاصرة (بالإنجليزية: Contemporary philosophy)،[١] والتي تُعرف على أنها الفلسفة التي بدأت تياراتها بالظهور في أواخر القرن التاسع عشر، والتأثير على العصر الحالي، المُتمثل بالقرنين العشرين والحادي والعشرين، وتمتاز الفلسفة المعاصرة بارتباطها بالتغيرات التي حلت على البشرية خلال هذه الفترة، وتحديدًا في الجوانب الاجتماعية، والتاريخية، والمهنية، والجوانب التي لها علاقة بمعتقدات الأفراد كذلك، بالإضافة إلى ذلك، تتميز الفلسفة المعاصرة عن مراحل الفلسفة الأخرى بالطابع المهني؛ بمعنى أنها أصبحت جزءًا من المؤسسات التعليمية التي تقدمها للأفراد المهتمين، ولم تعد مقتصرة على فئةٍ معينة من المفكرين، الذين كان التفكير الفلسفي محصورًا بينهم، نتيجة تكريسهم جل حياتهم وجهدهم في التأملات والتفكير.[٢][٣]


تاريخ الفلسفة المعاصرة

إنّ تاريخ الفلسفة المعاصرة شاسعٌ ومليء بالتفاصيل؛ إلا أنّ فيه محطاتٍ كان لها تأثيرٌ مهم للغاية في رسم ملامح هذه الفلسفة، وتاليًا استعراضٌ لبعضها في النقاط التالية:[٤][٥]

  • كما ذكرنا سابقًا فإن الطابع المهني يعتبر من أهم ما يميز الفلسفة المعاصرة؛ حيث لم يكن هذا الطابع منتشرًا في فلسفة القرن التاسع عشر، ولم يكن فلاسفة تلك الفترة أساتذةً في الجامعات، أمثال سورين كيركغور (بالدنماركية: Søren Aabye Kierkegaard)‏، وكارل ماركس (بالألمانية: Karl Marx)‏، وأوغست كونت (بالفرنسية: Auguste Comte)، وكانت مدرسة المثالية الألمانية الحركة الفلسفية الوحيدة التي لها ارتباطٌ أكاديمي، رغم أنّ الطابع المهني للفلسفة لم يكن أمرًا حديثًا آنذاك؛ حيث أوجدهُ كلٌ من إيمانويل كانط (بالألمانية: Immanuel Kant)، وكرستيان فولف (بالألمانية: Christian von Wolff) خلال عصر التنوير.
  • وبحلول منتصف القرن العشرين، احتشدت الأوساط الأكاديمية بأغلب الفلاسفة المشهورين آنذاك، وكانوا يخاطبون بعضهم الآخر في أعمالهم ومؤلفاتهم، وليس جمهور القراء من العامة، بالإضافة إلى ذلك، بدأ الفلاسفة في تلك الفترة بالتركيز على مواضيع معينة، وبدأوا يستخدمون في سياقها مفرداتٍ متخصصة للإشارة لها، والتعبير عنها.
  • تأثرت الفلسفة بسبب انخراطها في المجال المهني وما تبعه من أمور، ومن أبرز مظاهر هذا التأثر ظهور أسئلة وخلافات عن ما هي الفلسفة، وكيف يجب أن تكون، وقد كان العامل الأساسي وراء ظهور مثل هذه التساؤلات انقسام المدارس الفلسفية فيما بينها إلى حدٍ كبير، والذي بدوره جاء نتيجة العمل الأكاديمي للفلاسفة.
  • وبالنسبة لأبرز انقسام شهدته الفلسفة في القرن العشرين، فقد كان نتيجة الاختلافات القائمة على الثقافة والبعد الجغرافي؛ فقد سادت الدول الناطقة باللغة الإنجليزية الفلسفة القائمة على التحليل المنطقي، والذي يُنسب لكل ديفيد هيوم (بالإنجليزية: David Hume)‏ وجون لوك (بالإنجليزية: John Locke)، في حين سادت قارة أوروبا الفلسفة القائمة على المنهج التاريخي والتأملي، الذي وعلى الرغم من أنّ أصوله تُنسب للفيلسوف جورج فيلهلم فريدريش هيغل (بالألمانية: Georg Wilhelm Friedrich Hegel)، إلا أنه ابتعد عنه بشكلٍ كليٍ لاحقًا.
  • وبعد الحرب العالمية الثانية، أصبحت الفلسفة القائمة على المنهج التاريخي والتأملي معروفةً باسم الفلسفة القارية (بالإنجليزية: Continental philosophy)، بينما أصبحت الفلسفة القائمة على التحليل المنطقي تُدعى بفلسفة التحليل، أو الفلسفة التحليلية (بالإنجليزية: Analytic philosophy)، وظهرت في تسعينات القرن العشرين مساعٍ جادة لإيجاد أمورٍ مشتركة بينهما، رغم الاختلافات الصريحة والراسخة بينهما.


فلاسفة الفلسفة المعاصرة

في القائمة التالي نُدرج أسماء عددٍ من الفلاسفة المعاصرين، إلى جانب أهم أعمالهم وإنجازاتهم:

  • جوتلوب فريجه (Gottlob Frege): في العام 1879، نشر الفيلسوف وعالم المنطق والرياضيات الألماني جوتلوب فريجه (1848-1925) كتابًا بعنوان لغة المفاهيم (بالألمانية: Begriffsschrift)، ليكون أول عملٍ بارز يتناول موضوع المنطق منذ عصر الفيلسوف اليوناني أرسطو، كما قدم فريجه كذلك مساهماتٍ كبيرة في مجالي الفلسفة التحليلية، والمنطق الرمزي.[٦]
  • إدموند غيتييه (Edmund Gettier): في العام 1963، نشر الفيلسوف والأستاذ الجامعي الأمريكي إدموند غيتييه (1927-2021) مقالاً بعنوان هل يعد الإيمان الحقيقي المبرر معرفة؟ (بالإنجليزية: ?Is Justified True Belief Knowledge)، والذي عارض فيه الاعتقاد السائد عن المعرفة باعتقادها حقيقة مطلقة.[٧]
  • توماس ناغل (Thomas Nagel): وُلد الأستاذ الجامعي والفيلسوف الأمريكي توماس ناغل في العام 1937، وهو مشهورٌ بأعمالهِ وإنجازاتهِ في مجال الفلسفة السياسية، وفلسفة الأخلاق، وفلسفة العقل، ومن أشهر أعماله كتابهُ المنشور في العام 1974 بعنوان كيف يكون شعورك أن تكون وطواطًا؟ (بالإنجليزية: What Is it Like to Be a Bat?).[٨]


المراجع

  1. "Western philosophy", britannica, Retrieved 22/9/2022. Edited.
  2. "Contemporary Philosophy: Characteristics and Currents", lifepersona, Retrieved 22/9/2022. Edited.
  3. "What Is Contemporary Philosophy?", slife, Retrieved 22/9/2022. Edited.
  4. "Contemporary philosophy", britannica, Retrieved 22/9/2022. Edited.
  5. "The history of contemporary philosophy", telework, Retrieved 22/9/2022. Edited.
  6. "Friedrich Ludwig Gottlob Frege", philosophy-index, Retrieved 22/9/2022. Edited.
  7. "Edmund Gettier", philosophy-index, Retrieved 22/9/2022. Edited.
  8. "Thomas Nagel", philosophy-index, Retrieved 22/9/2022. Edited.