تعريف الفلسفة الاجتماعية

مفهوم الفلسفة الاجتماعية

تُعرف الفلسفة الاجتماعية (بالإنجليزية: Social philosophy) على أنها ذلك الفرع من الفلسفة الذي يُعنى بجميع الجوانب والمواضيع وغيرها مما يمت بصلةٍ إلى المجتمع والأفراد الذين يعيشون فيه،^[١] وبمعنىً آخر؛ فإن الفلسفة الاجتماعية تدرس السلوك والتفاعلات الاجتماعية القائمة بين اثنين من الأفراد أو أكثر، وهي تُعرف كذلك على أنها الدراسة الفلسفية التي تتناول الأسئلة المتمحورة حول السلوك الاجتماعي، وتشمل المواضيع التي تتناولها هذه الفلسفة، على سبيل الذكر لا الحصر مشروعية القوانين، وما تعنيه الفردية، وتأثير العلم على الثقافة، والتغيرات التي تطرأ على التركيبة السكانية، والأفعال اليومية، وتهدف الفلسفة الاجتماعية إلى فهم ما تتضمنه المُجتمعات من توجهاتٍ، وتغيراتٍ، وفروقاتٍ دقيقة، وأساليب، ولا بدّ من الإشارة في هذا السياق إلى أنّ الفلسفة الاجتماعية عادةً ما تتناول مواضيعها وتجري دراساتها على المجتمعات البشرية، ولكنها قابلةٌ للتطبيق كذلك على مجتمعات الحيوانات، كالقردة والدلافين.^[٢][٣]

سمات الفلسفة الاجتماعية

تسعى الفلسفة الاجتماعية إلى التعرف على ما يُمثل الخير والصواب لكلٍ من الفرد والمجتمع، ولهذا السبب نراها تهتم بمسائل لها علاقة بالقضايا المُجتمعية، مثل التفكك الاجتماعي، والتماسك الاجتماعي، والتقدم الاجتماعي، كما أنها تهتم أيضًا بالفروقات والتصنيفات الاجتماعية مثل الجندر، والطائفة، والعرق، بالإضافة إلى تركيزها كذلك على العائلة، والاقتصاد، والدين، والتعليم، والترفيه، وغيره مما له دخلٌ بالفرد والمجتمع، وتتسم الفلسفة الاجتماعية بعددٍ من السمات، والتي نستعرض أبرزها فيما يلي:^[٤]

• الاهتمام بوحدة البشر: ولأن الفلسفة الاجتماعية تركز على الوحدة البشرية؛ فإنها لا تقتصر دراستها على الوجود الإنساني الحالي، بل تتناول هذا الوجود في الماضي والمستقبل أيضًا، كما تعتبر أنّ تحقق الصالح العام يرتبط بالصالح الفردي، وتسعى لتحقيقهما.
• التقييم والنقد: كما ذكرنا؛ فإن الفلسفة الاجتماعية تهتم بتحقيق الصالح العام، ولهذا فإنها تسعى لكشف العيوب التي يعاني منها السلوك في المجتمع والمؤسسات الاجتماعية، وذلك من خلال تقييم ونقد هذه المؤسسات، بالإضافة إلى ما يسود في المجتمع وبين الأفراد من عادات، وتقاليد، وعلاقات، وتفاعلات ذات طابع اجتماعي.
• الاعتماد على التفكير والتأمل: تعتمد الفلسفة الاجتماعية على النشاط العقلي المتمثل بالتفكير بالغاية من الوجود أصلاً، إلى جانب التفكير بالقيم العُليا لحياة البشر، ومبادئ سلوكهم، كما يتداول هذا الفرع من الفلسفة الأسئلة المتمحورة حول القيم، والسلوك، والقضايا في المجتمع.
• تطبيق الإصلاح الفعلي: كما أشرنا في النقاط السابقة، تنتقد الفلسفة الاجتماعية الظواهر والجوانب المختلفة في المجتمع للتوصل إلى ما فيه خير للصالح العام وتحقيق الخير له، ولا يتوقف دور الفلسفة الاجتماعية عند هذا الحد؛ فهي أيضًا تقترح الحلول والتدابير الواجب تبنيها لتحقيق هذا ولتحسين ظروف الأفراد والمجتمع الذي يعيشون فيه.

فلاسفة الفلسفة الاجتماعية

تشكلت آراء العديد من الفلاسفة في نطاق الفلسفة الاجتماعية، ونعرض فيما يلي أسماء عددٍ من هؤلاء الفلاسفة، بالإضافة إلى آرائهم ذات الصلة بالفلسفة الاجتماعية:

• جان جاك روسو: بذكر الفيلسوف الجنيفي جان جاك روسو (بالفرنسية: Jean-Jacques Rousseau) في أحد آرائه أنّ عبودية الإنسان في العالم الحديث لاحتياجاتهِ هو ما أدى إلى جميع العلل والمشاكل في المجتمع، بما في ذلك الاكتئاب، وزعزعة احترام الذات، وتعرضه للاستغلال والتحكم من قبل الآخرين.^[٥]
• تشانكيا: بالنسبة للفيلسوف الهندي القديم تشانكيا (بالإنجليزية: Chanakya)، والذي عاش في الفترة من 350-275 قبل الميلاد، فقد تبنى شعار المساواة للجميع، واعتبر أنّ تحقيق الأمان للمواطنين في المجتمع هو الأهم، كما آمن أيضًا بأهمية حماية المرأة والقضاء على جميع أنواع الاستغلال بحقها.^[٦][٧]
• كارل ماركس: اعتبر الفيلسوف الألماني كارل ماركس (بالألمانية: Karl Marx) أنّ وجود نظام اجتماعي يتسم بالعقلانية يمكنهُ أن يحقق الفائدة للأفراد والمجتمع على حد سواء، ويمكنه أيضًا إيجاد الحل لمشكلة عدم المساواة على الصعيدين الاقتصادي والسياسي.^[٨]
• سيغموند فرويد: رأى الفيلسوف النمساوي سيغموند شلومو فرويد (بالألمانية: Sigmund Freud)‏ أنّ الصراعات غير القابلة للحل هي ما نشأ عنها الحياة الاجتماعية، واعتبر أنّ الحضارات بسبب هذا لطالما كانت معرضة للاختلالات والاضطرابات.^[٩]