مفهوم النظرية في الفلسفة

تعريف النظرية في الفلسفة

تُعرف النظرية في الإطار الفلسفي، أو ما يُسمى بالنظرية الفلسفية (بالإنجليزية: Philosophical theory) على أنها "موقف" أو "وجهة نظر"، تكون الغاية منها تفسير وتوضيح مسألة، أو معضلة ما، تطرأ في الفلسفة، والنظرية في الفلسفة هي كذلك شكلٌ من أشكال النظريات، التي تقوم بشرح، أو تمثيل، فلسفة عامة، أو فرع من فروع الفلسفة، وقد تندرج أي أطروحةٍ فلسفية، أو رأي فلسفي، تحت مسمى "النظرية"، غير أنّ الفلسفة التحليلية (بالإنجليزية: Analytic philosophy)‏، وهي تلك المدرسة الفلسفية التي تسعى لمعالجة المعضلات الفلسفية من خلال تجزئتها وتحليلها إلى "أجزاء" قابلة للتعامل معها عوضًا عن البحث عن حلول،^[١] تعتبر أنه من الأفضل استخدام كلمة "النظرية" للتعبير عن المحاولات المنهجية، أي المنتظمة، التي تتسم بشموليتها، والتي يُسعى منها لحل المشكلات والمعضلات، والنظرية الفلسفية بطبيعة الحال تتكون من إفاداتٍ، وتصريحات، يرى الفلاسفة الذين يتبنونها، ويقبلونها، أنها حقيقية وصحيحة، وقد يرون أنها تجريبية، أو لا تكون تجريبية، وجميع الحركات والمدارس الفلسفية، بالإضافة إلى النُظم العقائدية والمدارس الفكرية، تتضمن نظريات فلسفية، وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى النظريات الفلسفية تتنوع في أشكالها، فهي قد تأخذ شكل أيديولوجية، أو إيمانٍ، أو نظرة محددة للعالم، أو حتى موقف حياة.^[٢][٣]

أهمية النظرية في الفلسفة

يتمثل وجه العلاقة بين كلٍ من الفلسفة والنظرية في أنّ كلتاهما مرتبطة بالأخرى ارتباطًا دائمًا، وأساس هذه العلاقة وجهة النظر بخصوص العالم، وكيفية التفاعل مع هذا العالم، بالإضافة إلى المعضلات والمشاكل التي تطرأ، وحلولها؛ فالفلسفة تؤثر في نظرة الإنسان للعالم، والمنظور الذي يراه من خلاله، أما النظرية فهي تشكل الطريقة التي يتفاعل الإنسان من خلالها، بشكلٍ متعمد، مع ذلك العالم، الذي يراه، فضلاً عن ذلك، تطال الفلسفة بتأثيرها التعريفات التي تخص المشكلات والمعضلات، التي تتسم بأهميتها، في حين أنّ النظريات تقدم استراتيجيات يمكن من خلالها التوصل إلى حلولٍ لتلك المشكلات والمعضلات، كما أنّ النظرية عبارةٌ عن "معتقد أساسي" يتعلق بالكيفية التي يعمل بها العالم؛ فالبشر جميعهم، بدون استثناء، يعيشون حياتهم بناءً على "نظرية فلسفية" خاصة بكل واحدٍ منهم، يتبنونها في أنفسهم، وهذه النظرية تتكون من مزيجٍ يتسم بالاختلاف، ويتكون من معتقدات، وادعاءات، وفرضيات، ونويا، تخص طبيعة الكون الذي يحتوي البشر، بالإضافة إلى أنها تتمحور حول مكانتهم في هذا الكون، وطبيعة كلٍ من الوجود، والحركة، والعلاقات.^[٤][٥]

أمثلة على نظريات فلسفية

في النقاط التالية استعراضٌ لبعض أشهر النظريات الفلسفية:^[٦][٧]

• وحدة الأنا (Solipsism): تُعرف أيضًا بالذاتوية، أو السولبسية، وتنص على أنه لا وجودٍ لشيءٍ باستثاء الوعي.
• الرواقية (Stoicism): تُعرف أيضًا بالرسوخية، ولا تسعى الرواقية إلى تغيير العالم؛ بل تسعى إلى إحداث تغيير في ردود أفعال المرء تجاه أحداث الحياة العشوائية، والتي تطورت محض الصدفة، وذلك بغرض تحقيق راحة البال.
• المثالية (Idealism): تنص على أنّ كل شيء يوجد كـ"فكرة" في عقل المرء.
• العدمية (Nihilism): تقوم العدمية على أساس أنّ لا شيء له معنى، وأنّ "المعنى" لا وجود له في الكون، ولا يمكن السعي لتحصيله، ولا يستطيع المرء تكوينه أو بناءه.
• الحاضرية الفلسفية (Presentism): من المعروف أنّ الزمن يندرج تحته الماضي، والحاضر، والمستقبل، ولكن الحاضرية الفلسفية تعتبر أنّ كلاً من الماضي والمستقبل مفاهيم تصورية، أو متخيلة، وأنّ الحاضر هو ما يعد حقيقيًا فقط.
• التجريبية (Empiricism): تُعرف أيضًا بالإمبريقية، وتعتبر أنّ المعرفة تقوم فقط على ما تختبره وتؤكده حواس الإنسان.
• النفعية (Utilitarianism): هذه النظرية هي جزءٌ من المذهب الأخلاقي في الفلسفة، وتنص على أنّ الأفعال السليمة والصحيحة أخلاقيًا هي تلك التي ينجم عنها قدرٌ كبير من المتعة والسعادة، وليس الألم، وتعتبر النفعية أيضًا أنّ المتعة والسعادة التي تتحقق للآخرين لا تقل أهمية عن متعة وسعادة المرء نفسه.