مفهوم الشك في الفلسفة

يمكن تعريف الشك (بالإنجليزية: Skepticism) على أنه ذلك التوجه الذي يقود صاحبه إلى الارتياب وعدم الأخذ بادعاءات المعرفة، وذلك من خلال الطعن في صحتها، والتشكيك في مدى موثوقيتها، إلى جانب السعي المتواصل للوصول إلى الحقيقة، وعدم الرضا بالواقع، والمتشككين الفلسفيين بطبيعتهم قد لا يقبلون فكرة وجود المعرفة من الأساس، باستثناء ما يمكن إثباته بالتجربة العملية، التي تؤتي نتائج محسوسة يمكن مشاهدتها لتصديقها، وللشك في الفلسفة أهمية كبيرة، تتمثل في تحفيز الأفكار والمعارف الجديدة، التي تسعى جميعها لإيجاد تفسيرات للحقيقة.[١][٢]


نشأة الشك في الفلسفة

من أهم ما يُذكر عن النشأة التاريخية للشك في الفلسفة:[٣]

  • ترجع البوادر الأولى لظهور الشك في الأفكار الفلسفية إلى القرن الخامس قبل الميلاد، عندما شك أتباع المدرسة الإيلية الفلسفية، التي ظهرت قبل الفيلسوف اليوناني سقراط، في حقيقة العالم الحسي، بالإضافة إلى إنكارهم إمكانية اعتماد التجربة العادية لوصف الواقع.
  • ومن بين فلاسفة الفلسفة اليونانية القديمة الذين راود الشك أفكارهم؛ الفيلسوف اليوناني الذي عاش في الفترة التي ما قبل سقراط هرقليطس (بالإنجليزية: Heraclitus of Ephesus) وتلميذه الفيلسوف كراتيلوس (بالإنجليزية: Cratylus)؛ حيث اعتقد كلاهما أنه لا يمكن التوصل أبدًا إلى حقيقةٍ ثابتة لا تقبل التغيير، لأن العالم في حالة تقلبٍ وتغيرٍ دائمة، أما الشاعر والفيلسوف اليوناني كزينوفانيس (بالإنجليزية: Xenophanes)، والذي اعتاد شدّ رحاله والتجول من مكان لآخر؛ فقد ساوره الشك بخصوص إذا ما كان باستطاعة الإنسان التفرقة بين المعرفة غير الحقيقية المزيفة، وبين المعرفة الحقيقية.
  • وبعد ظهور الفيلسوف سقراط، ظهر الشك في أفكاره، لدرجة أنه شك في ما يعرفه، قائلاً بأنه لا يعرف شيئًا، كما كان يُشكك أيضًا في ما يدعي الآخرون معرفته.
  • أما الشك عند السفسطائيين، فقد عبر الكثير من فلاسفتهم عن الشك، ومن أبرزهم الفيلسوف غورغياس (بالإنجليزية: Gorgias)، الذي أظهرت أفكاره عن الشك جوانب مثلت بوادرًا في الفلسفة العدمية، وذلك عندما قال أنه لا شيء في هذا العالم موجودٌ فعلاً، وحتى إن كان موجودًا، فلا يمكن التعرف عليه، وحتى إن تمّ التعرف عليه، فلا يستطيع الإنسان إبلاغه للآخرين.


أنواع الشك في الفلسفة

ينقسم الشك في الفلسفة إلى نوعين أساسيين، يشملان: الشك الحقيقي، والشك المنهجي، وتاليًا توضيحٌ لكل واحدٍ منهما:[٤]

  • الشك الحقيقي: يقود الشك الحقيقي صاحبه للشك في جميع الأمور، ويغدو أسلوب حياةٍ عنده، وغايةً يسعى للوصول إليها وتحقيقها في كل ما يواجهه، ولكن الشك الحقيقي على الرغم من ذلك لا يمكن اعتباره وسيلةً لتحقيق أي هدف؛ فهو الغاية والهدف من ذاته.
  • الشك المنهجي: على عكس الشك الحقيقي، لا يعتبر الشك المنهجي لصاحبه أسلوب حياة؛ بل هو محضُ خيارٍ يلجأ له عندما يريد ذلك، وعادةً ما يكون هؤلاء الذين يتبعون الشك المنهجي من الفلاسفة والباحثين، الذين يجدون في تطبيق الشك على ما يمتلكونه من معرفة وسيلةً لتمحيصها، ووسيلةً للنظر إلى الأمور من منظوراتٍ مختلفة؛ الأمر الذي يمكنهم من الوصول إلى أفكار جديدة.


المراجع

  1. "Skepticism", plato.stanford, Retrieved 29/8/2022. Edited.
  2. "skepticism", britannica, Retrieved 29/8/2022. Edited.
  3. "SKEPTICISM", encyclopedia, Retrieved 29/8/2022. Edited.
  4. زينب بالخير، zineb.pdf طبيعة الشك عند الغزالي، صفحة 12-13. بتصرّف.