من هو كونفوشيوس؟

كونفوشيوس (Confucius) هو فيلسوف صيني كان له تأثير كبير في الصين، فهو أول معلم في الصين سعى لتوسيع نطاق التعليم، وجعل التعليم فنًا ورسالة، بالإضافة إلى فلسفته التي تؤكد على ضرورة التقييد بالمعايير الإنسانية والأخلاقية، والتي شكلت ما يعرف بأسلوب الحياة الكونفوشيوسية التي تعد واحدة من أكثر الفلسفات الدينية تأثيرًا في تاريخ الصين منذ أكثر من 2500 عام، إذ تقوم على أساس الفضيلة الداخلية والأخلاق واحترام المجتمع وقيمه.^[١][٢]

نبذة عن حياة الفيلسوف كونفوشيوس

ولد الفيلسوف كونفوشيوس عام 551 ق.م. في منطقة "زو" الواقعة في مقاطعة شاندونغ في شرق الصين، وكان اسمه كونك فو دزه (Kung Fu-Tzu)، وقد أصبح كونفوشيوس يتيمًا في سن الثلاث سنوات، وهذا ما جعله يعيش فقيرًا مع والدته، إلا أنه عُرف في فترة مراهقته بجده في العمل؛ فقط عمل في الإسطبلات، حتى كبر وعمل محاسبًا في وظيفة حكومية لفترة من شبابه، كما أتقن الفيلسوف كونفوشيوس العديد من الفنون والمهارات؛ كالفنون الشعائرية، والرماية، ومهارات الحساب، بالإضافة إلى الموسيقى والشعر والتاريخ ومهارة الخط، ثم وجد كونفوشيوس نفسه في مهنة التدريس، حيث رأى أن التدريس وسيلة فعالة في تحسين الذات، بالإضافة إلى تدريب النبلاء.^[١]

وبعد إنهائه لوظيفته الحكومية، بدأ في الانتقال من مكان لآخر لوعظ الناس عن فلسفته في الحياة، أما في فترة الشيوخة، عاد كونفوشيوس إلى العمل في الحكومة إلى أن أصبح في النهاية وزيرًا للعدل في بلدته، لكنه سرعان ما تم فصله، ممّا دفعه إلى ترك بلده لمدة 13 عامًا، ثم عاد كونفوشيوس إلى بلدته "زو" في عمر 67 الصين، وهذا قبل وفاته بخمس سنين، (سنة 479 ق.م).^[١]

تعاليم فلسفة كونفوشيوس

تقوم تعاليم كونفوشيوس على ضبط السلوك الاجتماعي والسياسي وجميع الأمور المتعلقة بالحياة الخاصة، فقد كان يدعو إلى الحب وحسن المعاملة والطيبة والاحترام عند التعامل مع الناس، كما أنه كان يُقدِّس العائلة وخاصة الوالدين، ويحترم الأكبر سنًا، ويعطف على الصغير، ويشجع احترام الزوجين لبعضهما، فهو يرى أن كل علاقة إنسانية هي عمل متوازن، فالعلاقة بين الطفل والوالدين مثلًا هي الأكثر تطلبًا، ولكنها الأكثر استحقاقًا للاهتمام والصبر، لأهميتها في تكوين هذا الطفل.^[٣][٤]

كان كونفوشيوس يكره الاستبداد والظلم، فقد آمن بأن الحكومة هي من تخدم الشعب، وليس العكس، كما كان يردد دائمًا "أحب لغيرك ما تحب لنفسك"، إلا أن سبب اختلافه مع الكثيرين هو ميله إلى الماضي ورؤيته أن الماضي هو الأفضل للبشرية، وأن الصراعات والكوارث نتجت بسبب الابتعاد عن التعاليم القديمة، وهذا ما عزّز رغبته في محاكاة الماضي وتطبيق تعاليمه على الحاضر.^[٣][٤]

كان كونفوشيوس يؤمن بأهمية التعليم من أجل تكوين الشخصية الفاضلة، وكان يعتقد أن الناس في الأصل طيبون، ولكن ربما يكونون قد ابتعدوا عن أشكال السلوك المناسبة نتيجة الظروف المحيطة بهم، وأن بداية المجتمع الصالح يبدأ من الأسرة، حيث لا يمكن تقوية المجتمع إلا بالإخلاص للعائلة أولًا.^[٣][٤]

أبرز كتب كونفوشيوس

من أهم الكتب التي تتحدث عن الفلسفة لكونفوشيوس:^[٥]

• مختارات كونفوشيوسية.
• حكمة كونفوشيوس.
• الطبيعة البشرية.
• الوثائق القانوني (شوكينغ).
• التحولات (يي كينغ).
• مذكرات حول الطقوس (لي كي).
• الأصول الخمسة القديمة.