مفهوم الأيديولوجيا في الفلسفة

مفهوم الأيديولوجيا

تُعرف الأيديولوجيا (بالإنجليزية: Ideology) على أنها مجموعة محددة من الأفكار، أو المبادئ، أو المعتقدات، التي تقوم عليها الأنظمة بأشكالها المختلفة، اقتصادية كانت أم سياسية أو غيرها، كما يمكن أن تمثل الأيديولوجيا الأفكار التي تُنسب إلى أي ثقافةٍ أو مجموعة، أو حتى لإنسان،^[١][٢]وتعمل الأيديولوجيا على تنظيم أفعال، وأهداف، وتوقعات ما تُنسب إليه، كما أنها تمثل المنظور الذي تنظر هذه الكيانات من خلاله إلى الأمور بشكلٍ مختلف عن الآخر بناءً على هويتها، وتسعى الأيديولوجيا بطبيعة الحال إما لإحداث التغييرات في المجتمعات، ولتنظيم التزام الأشخاص، أو المجتمعات، أو الثقافات بمبادئ معينة، من خلال التأكد من توافق هذه المبادئ والأسس مع أفعالها.^[٣]

العلاقة بين الأيديولوجيا والفلسفة

تستعرض النقاط التالية أوجه وتفاصيل العلاقة بين الفلسفة والأيديولوجيا:^[٤][٥]

• الأيديولوجيا عبارةٌ عن نظامٍ من الأفكار، التي تسعى لتغيير العالم وفهمه، ويمكن اعتبارها بناءً على هذا أحد أشكال الفلسفة السياسية والفلسفة الاجتماعية، لاعتماد هذين المجالين بشكلٍ أساسي على القيم والمبادئ، التي تنظم عملهما ومنظورهما للعالم.
• وفي الوقت الذي تهدف فيه الأيديولوجيا إلى تغيير الحاضر بسبب عدم تقبلها له ولأوضاعه الراهنة، وترغب في أن تمتد آثار هذا التغيير للمستقبل، تهدف الفلسفة بالمقابل إلى تفسير وفهم الحاضر كما هو دون تغيير؛ أي أنها تبحث عن الحقيقة في العالم، بينما ترمي الأيديولوجيا إلى تغييره.
• أما عن مرونة الأيديولوجيا من جهة، ومرونة الفلسفة من جهةٍ مقابلة؛ فالأيديولوجيا جامدة بطبيعتها، أي أنها لا تغير أفكارها ومبادئها أبدًا، ولا تتأثر أي إيديولوجيا بالإيديولوجيات الأخرى، بغض النظر عن الظروف، وتبقى متمسكة بها، وحاثةً أتباعها على السير على منهجها، وتنظيم أفعالهم اعتمادًا عليها، في حين أنّ الفلسفة من جهةٍ أخرى مرنة، وتقبل الاطلاع وإجراء المقارنات بين الفلسفات المختلفة، بغية الاستفادة من بعضها.
• بالإضافة إلى ذلك، لا يقبل الإيديولوجي الأفكار التي تعارض إيديولوجيته؛ بل ويقوم بتفنيدها دون تردد، على عكس الفيلسوف الذي يشجع النظر والتأمل في المذاهب الفلسفية المعارضة لفلسفته، ويصح القول في هذا السياق أنّ هدف الإيديولوجي الأساسي في هذه الحياة هو رد الشبهات عن إيديولوجيته، بالإضافة إلى محاولة نشرها من خلال إقناع الآخرين بها ليصبح أتباعًا لها وتبنوها، في حين أنّ الفيلسوف يرى أنّ الفلسفة محفزٌ للوصول إلى المعرفة، والتي من خلالها يمكن التوصل إلى حقيقة هذا العالم، والاتسام بالحكمة في كافة شؤون الحياة.
• وبالنسبة للضرر والفائدة من كلٍ من الأيديولوجيا والفلسفة؛ فيمكن القول أنّ الأيديولوجيا لها تأثيرٌ فعلي على المجتمع، وقد يكون هذا التأثير إيجابيًا أو سلبيًا، اعتمادًا على الأيديولوجيا والأفكار التي تدعو إليها، أضف إلى ذلك أنّ الأيديولوجيا تهتم بمصلحة وخير أتباعها ومعتنقي أفكارها، وليس جميع الناس، على عكس الفلسفة، التي آخر ما يهمها هو أن يكون لها أتباعٌ وتأييدٌ عالمي، كما أنها ليست بذات ضررٍ أو فائدةٍ على المجتمعات والناس.
• ومن الأمثلة على الأيديولوجيات: الليبرالية، والثيوقراطية، والعالمية السياسية، والشيوعية، والاشتراكية، في حين تعتبر الفلسفة العدمية، والفلسفة العقلانية، والفلسفة الماركسية، والفلسفة الرواقية من الأمثلة على الفلسفات في الموجودة في العالم.^[٦][٧]

سمات الأيديولوجيا

توضح النقاط التالية السمات والخصائص التي تميز الأيديولوجيات المختلفة، والتي يعتبر وجودها مرهونًا بها:^[٨]

• السيطرة الكاملة على تفكير وأفعال الإنسان، من خلال التحكم بإدراكه.
• جعل أتباع الأيديولوجيا يعتمدون على أفكارها ومبادئها عند تقييمهم للأمور، وتحديد تصوراتهم لها.
• الاتسام بالتماسك والمنطقية، والبعد عن العشوائية.