شرح مفهوم الثقافة في الفلسفة

تعتبر الثقافة (بالإنجليزية: Culture) من المواضيع البارزة في الفلسفة، وفي النقاط التالية توضيحٌ لمفهومها، إلى جانب عددٍ من الجوانب ذات العلاقة به:[١][٢]

  • قبل التطرق إلى توضيح مفهوم الثقافة في السياق الفلسفي، لا بدّ أولاً من توضيح كيف اكتسب هذا المفهوم مكانةً بارزة بين المفكرين والفلاسفة؛ حيث من المعروف أنّ عصر التنوير (بالإنجليزية: Age of Enlightenment)، الذي ساد أوروبا في القرن الثامن عشر، قد ولّد معه العديد من الأفكار التي لها علاقة بالبشرية وبالتطور في مختلف مجالات الحياة، وكان من بين هذه الأفكار الإيمان بوحدة البشرية، ولكن هذه الفكرة لم تكن متوافقة مع الواقع، مما أدى لظهور مفهوم الثقافة، ليكون بمثابة رد فعلٍ معارضٍ على فكرة وحدة البشرية.[٣]
  • هناك العديد من التعريفات التي تناولت مفهوم الثقافة، ويشير أحدها إلى أنها أشكال النشاط البشري، التي يتناقلها الناس فيما بينهم اجتماعيًا وليس وراثيًا، وهي السمات المُميزة لمجموعات البشر في المجتمع، والتي تفرقها عن بعضها الآخر، وتشمل هذه السمات الأنشطة الفعلية وطرق التفكير، إلى جانب الأمور الملموسة وغير الملموسة.
  • يُشير تعريفٌ آخر لمفهوم الثقافة على أنها ما يٌنسب إلى مجموعات البشر، من آثارٍ، وقيمٍ، وعادات، وأفكار، تُمثل أساس وجودهم الاجتماعي، وتميز حياتهم في المجتمع.
  • الثقافة أيضًا هي الاختراعات والاكتشافات التي تتناقلها الأجيال المتعاقبة فيما بينها، ليس هذا فحسب؛ بل تقوم هذه الأجيال بالإضافة على هذه الاختراعات والاكتشافات وتعديلها.
  • بالإضافة إلى ذلك، تتكون الثقافة من مجموعة المهارات التي يتم توظيفها لصناعة واستخدام مختلف الأدوات، وهي تتكون كذلك من أشكال العلاقات الإنسانية، والتعبيرات الرمزية، مثل القيم، والمشاعر، والدوافع، والمفاهيم، والكلمات، إلى جانب الخصال والصفات التي يكتسبها البشر نتيجة استخدام ما تتضمنه الثقافة من مهارات وتعبيرات رمزية.


العلاقة بين الثقافة والفلسفة

الثقافة والفلسفة مفهومان مترابطان، وتجمعهما علاقة قوية، وتُوصف الثقافة على أنها "الخلفية" التي نشأت فيها الفلسفة، فهي تتضمن في جوانبها المبادئ التي تُحدد على أساسها ماهية الإنسان، والذي يعتبر بدوره من المواضيع المهمة التي تتناولها الفلسفة، بالإضافة إلى ذلك، تُساهم الفلسفة في تحديد ملامح الثقافة ورسم معالمها، فهي تمنح الأفراد مجالاً للتفكير، والنقد، والتساؤل بما تطرحه الثقافة من أفكار، كما أنها تفسح لهم المجال لرفض أو تقبل هذه الأفكار، إلى جانب ذلك، تمنح الفلسفة العديد من المزايا للثقافة، بما في ذلك الشمولية، والتماسك، والمنطقية، والاتساق، كما تساهم الفلسفة في الحفاظ على الثقافة؛ فمن دون الفلسفة، لكان هناك احتمالٌ أن يتم اعتبار كل ما يتعلق بالثقافة وكل ما تمثله أمورًا رجعية، ولا تتناسب مع روح العصر.[٤][٥]


أهمية دراسة الثقافة

يوجد في الفلسفة فرعٌ مختصٌ بدراسة معنى وماهية الثقافة، ويُطلق عليه فلسفة الثقافة (بالإنجليزية: Philosophy of Culture)، ويختلف هذا الفرع من الفلسفة عن علم الاجتماع الثقافي (بالإنجليزية: Sociology of Culture) الذي يدرس الثقافة ضمن نظامٍ محدد من العلاقات الاجتماعية، ويختلف أيضًا عن فلسفة التاريخ (بالإنجليزية: Philosophy of History) بسبب عدم تناسب وتيرة التطور التاريخي مع وتيرة قيام البشر بتكوين الثقافة، وقد كان الفيلسوف والناقد الأدبي الألماني آدم مولر (بالألمانية: Adam Müller) أول من استخدم هذا المصطلح لأول مرة في بداية القرن التاسع عشر، وبالرجوع إلى موضوع أهمية دراسة الثقافة، يمكن القول أنّ أهمية دراسة الثقافة تتمثل في سعيها إلى التوصل إلى إجاباتٍ بخصوص عددٍ من أصعب الأسئلة ذات العلاقة بالطبيعة البشرية؛ ألا وهي: "إلى أي مدى يعتبر الإنسان قادرًا على فهم نفسه؟"، و "إلى أي مدى يستطيع المجتمع تقييم الممارسات التي تجري فيه؟"، و "من يمتلك أفضل قدرة على التحليل، الفرد أم المجتمع؟ ولماذا؟"، و "هل توجد وجهة نظر تعتبر الأنسب لدراسة المجتمع أو الفرد؟".[٦][٧]


المراجع

  1. "Culture", Stanford Encyclopedia of Philosophy, Retrieved 10/1/2023. Edited.
  2. "Culture as Philosophy of the First Order Activity", scirp, Retrieved 10/1/2023. Edited.
  3. comprises those aspects of,myriad ways, perceptible and imperceptible. "Culture", Routledge Encyclopedia of Philosophy, Retrieved 10/1/2023. Edited.
  4. "The Relationship Between Philosophy And Culture", cafephilosophy, Retrieved 10/1/2023. Edited.
  5. Christian Arinze Agbanusi, The Relationship between Philosophy and Culture, Page 1-9. Edited.
  6. of Culture "Philosophy of Culture", encyclopedia2.thefreedictionary, Retrieved 10/1/2023. Edited.
  7. "thoughtco", thoughtco, Retrieved 10/1/2023. Edited.