ينتمي إلى الفلسفة اليونانية الكثير من الفلاسفة والمفكرين المشهورين، والذين من أبرزهم الفيلسوف سقراط، الذي ولد في مدينة أثينا، في القرن الخامس قبل الميلاد، وعرف بفلسفته ووجهات نظره الفريدة حول المعرفة، وسار على نهجه العديد من تلامذته،[١] وفي العناوين التالية في هذا المقال، سنتناول موضوع مؤلفات الفيلسوف سقراط، ونعرض حقيقة وجودها،[٢][٣] إلى جانب أهم المعلومات ذات العلاقة:[٤][٥]


حقيقة وجود مؤلفات لسقراط

الفيلسوف اليوناني سقراط (بالإنجليزية: Socrates ) هو بلا شك أحد أشهر الفلاسفة اليونانيين القدماء، وعلى الرغم من تأثيره في تطور الفلسفة الغربية، وتأثيره على الكثير من الفلاسفة، إلا أنه لا وجود لمؤلفاتٍ له، حيث تذكر مصادر أنّ سقراط لم يقم بتأليف أي كتب، في حين أنّ هناك مصادر أخرى تذكر أنّ قول أنّ سقراط قد قام بكتابة أي كتاب هو أمرٌ لا يمكن تأكيده أو معرفته على وجه اليقين، فلم تصل إلينا أيٌ من كتاباته، وأنه حتى لو قام سقراط بكتابة أو تأليف أي شيء، فهذه الكتب المنسوبة إليه قد تعرضت للضياع، وتجدر الإشارة في هذا السياق أنه وعلى الرغم من عدم وجود مؤلفاتٍ أو كتبٍ لسقراط، إلا أنّ فلسفته، وأفكاره، وكل ما وصل إلينا بخصوصه مصدره الكتابات التي تناولته، والتي قام بوضعها شخصياتٌ من معاصريه، وآخرون من أتباعه وتلاميذه.


أسباب عدم وجود مؤلفات لسقراط

هناك عددٌ من الأسباب التي تُقدم تفسيرًا لعدم وجود مؤلفاتٍ لسقراط، وفي النقاط التالية استعراضٌ لأهمها:

  • لم يكتب سقراط شيئًا لأنه كان يعتبر أنّ الكتابة أسلوب أدنى منزلةً من الحوار عندما يتعلق الأمر بالاستفسار عن الحقائق وتقصيها، ووجهة النظر هذه بخصوص الكتابة يشترك فيها سقراط مع العديد من المفكرين العظماء في العصور القديمة، ولهذا فإنّ جلّ ما وصل إلينا بخصوص أفعاله، وأقواله، وحتى أفكاره، مصدره الآخرون، رغم أنّ هذا لا يعني اتفاقهم معه بشأنها.
  • من الأسباب الأخرى التي يمكن بناءً عليها بناء تفسير بخصوص عدم امتلاك سقراط لأي مؤلفات أنه عاش في زمنٍ كان من الصعب فيه العثور على كتبٍ أو حتى امتلاك القدرة على اقتنائها، وتميز الوقت الذي عاش فيه سقراط أيضًا بأنه كان يجري فيه الاعتماد على الكلام (الحديث) بدلاً من الكتابة لتداول الأمور والمواضيع ذات الشأن.
  • لم يضع سقراط المؤلفات أيضًا لأنه كان يمضي وقته على الدوام بالتعلم، والعمل على إثراء وجهات نظره (آرائه) وإضفاء العمق عليها، وكان فضوليًا ونهمًا للمعرفة، بالإضافة إلى أنه كان دائم الطرح للأسئلة، بدلاً من الكتابة، لتحقيق تلك الغايات.
  • من الآراء الأخرى المنسوبة لسقراط حول الكتابة، والتي يمكن بناءً عليها تفسير آخر بخصوص عدم امتلاكهِ لأي كتب، أنه كان يعتقد أنّ الكتابة وسيلة غير كفؤة وغير فعالة لنشر المعرفة وتعميمها، وكان لسقراط هدفٌ يتمثل في نقل المعارف بطريقة فعالة، ألا وهي التواصل المباشر، ووجهًا لوجه، مع الآخرين.


الفلاسفة الذين كتبوا عن سقراط

يعتبر كلٌ من الفيلسوف والمؤرخ اليوناني كسينوفون، المسمى أيضًا بزينوفون (بالإنجليزية: Xenophon of Athens)، والفيلسوف اليوناني أفلاطون (بالإنجليزية: Plato)، أهم الفلاسفة الذين قاموا بالكتابة عن سقراط؛ فكسينوفون وأفلاطون كانا تلميذان لسقراط، وكتبا عن أهم ما يتعلق بحياة معلمهما وفلسفته، وتتميز كتاباتهما حول سقراط بتأثرها بهما شخصيًا، ففي كتابات كسينوفون، يظهر سقراط شخصية مباشرة، وواضحة، وعلى أهبة الاستعداد لتقديم النصح والمشورة، عوضًا عن طرح الأسئلة، أما أفلاطون، فيُلاحظ في كتاباته أنه قام بتوظيف سقراط لطرح أفكاره الخاصة (أي طرح أفكار أفلاطون على لسان سقراط)، وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أنّ مسرحية "السحب" للكاتب الإغريقي أريستوفان، المُسمى أيضًا بأرسطفانس (بالإنجليزية: Aristophanes) تُعد أقدم المصادر التي جاء فيها ذكر الفيلسوف سقراط، ويعود تاريخ كتابة هذه المسرحية إلى العام 423 قبل الميلاد، عندما كان سقراط في 47 من عمره، وقد صُور سقراط في مسرحية السحب مثقفًا غريب الأطوار، يحاول دائمًا التهرب من دفع الأموال المترتبة عليه، وقد صور كذلك مديرًا لمدرسة متخصصة بتدريس العلوم، وأنه كان يجني الأموال من تعليم الشباب أساليب تعذيب والديهم، والتسبب لهم بالقلق والضيق، بالإضافة إلى تعليمهم استخدام البلاغة للتغلب على محصلي الديون، وقد كانت هاتان التهمتان اللتان أدتا إلى الحكم على سقراط بالإعدام، وقد دافع سقراط عن نفسه ضد هذه التهم في كتابات أفلاطون التي تناولت محاكمة معلمه، وقال سقراط بأنّ هذه التهم مننتشرة بحقه، وأنها كاذبة، ولا صلة لها بالحقيقة.


أسماء بعض الكتب عن سقراط

فيما يلي، استعراضٌ لأسماء بعض الكتب عن الفيلسوف اليوناني سقراط، باللغتين العربية والإنجليزية:[٦][٧]


كتب باللغة العربية عن سقراط

نذكر منها:

  • سقراط أعظم فلاسفة عصره، لمؤلفهِ: مايكل يوسف.
  • سقراط - سلسلة في سبيل موسوعة فلسفية، لمؤلفهِ: مصطفى غالب.
  • سقراط: الفيلسوف اليوناني الكلاسيكي، لمؤلفهِ: ساهر رافع.
  • سقراط.. رحلة بحث عن الحقيقة انتهت بإعدام صاحبها!!، لمؤلفهِ: مجدي كامل.
  • سقراط شهيد الكلمة - أعلام الفلسفة في الشرق والغرب، لمؤلفهِ: محمد ممدوح.


كتب باللغة الإنجليزية عن سقراط

نذكر منها:

  • كتاب Socrates: The Best of Socrates: The Founding Philosophies of Ethics, Virtues & Life، لمؤلفهِ وليام هاكيت (بالإنجليزية: William Hackett).
  • كتاب Think Like Socrates: Unlock the Power of Socratic Questioning to Improve Your Critical Thinking and Persuasion Skills، لمؤلفهِ ستيفين شوستر (بالإنجليزية: Steven Schuster).
  • كتاب How to Think Like a Philosopher: Scholars, Dreamers and Sages Who Can Teach Us How to Live، لمؤلفهِ بيتر كيف (بالإنجليزية: Peter Cave).
  • كتاب The Socratic Method: A Practitioner’s Handbook، لمؤلفهِ وارد فارنسورث (بالإنجليزية: Ward Farnsworth).
  • كتاب Socrates: A Man for Our Times، لكل من بول جونسون (بالإنجليزية: Paul Johnson) وجون كورليس (بالإنجليزية: John Curless)، وآخرون.


المراجع

  1. "Socrates Biography", thefamouspeople, Retrieved 10/6/2023. Edited.
  2. "Did Socrates Write Any Books?", janetwhardy, Retrieved 10/6/2023. Edited.
  3. "Socrates", history, Retrieved 10/6/2023. Edited.
  4. like many great ancient,what he did or said. "Who was Socrates? Philosophy’s greatest mystery explained", bigthink, Retrieved 10/6/2023. Edited.
  5. "Why didn't Socrates write any books? After all, he was supposed to be so intelligent and wise.", cliffsnotes, Retrieved 10/6/2023. Edited.
  6. "سقراط"، مكتبة نور، اطّلع عليه بتاريخ 10/6/2023. بتصرّف.
  7. "Socrates", Amazon books, Retrieved 10/6/2023. Edited.