تعرف على أبرز مؤلفات أفلاطون

أفلاطون؛ هو فيلسوفٌ يوناني، عاش خلال القرن الخامس قبل الميلاد، وتتلمذ على يد الفيلسوف سقراط، وكان معلمًا للفيلسوف أرسطو، ومن أبرز إنجازاته الفلسفية تأسيس الأكاديمية الأفلاطونية، والتي تعتبر من أول الصروح العلمية في الغرب، بالإضافة إلى قيامه بتأليف العديد من الأعمال، التي تُقدر أعدادها بـِ 25 عملاً، والتي ساهمت في تأسيس الفلسفة الغربية،^[١] وفيما يلي استعراضٌ لعددٍ من أبرز مؤلفات الفيلسوف أفلاطون:

الجمهورية (The Republic)

الجمهورية هو نصٌ قام الفيلسوف أفلاطون بتأليفه في العام 380 قبل الميلاد، ويتمحور هذا النص بشكلٍ أساسي حول وصف المدينة المثالية، التي يرتكز فيها نظام الحكم على العدالة والفلسفة، وتسودها السعادة بسبب ذلك، وتتخذ الجمهورية شكل حوارٍ سقراطي، يقوم فيه الفيلسوف سقراط بمناقشة ماهية وطبيعة العدالة مع أفرادٍ مختلفين، ويستعرض تصوراته بخصوص أدوار أشكال العدالة المختلفة في تحقيق النهضة والنجاح للمدن، علاوةً على ذلك، يتطرق أفلاطون في الجمهورية أيضًا إلى الصفات والفضائل، التي على الأفراد التحلي بها، لتساهم في إنشاء مدينة عادلة، وتشمل هذه الصفات كلاً من الحكمة، والاستقامة، والشجاعة، والاعتدال.^[٢][٣]

دفاع سقراط (The Apology of Socrates)

يعتقد أغلب الدارسين أنّ المُؤلّف الذي نشره أفلاطون بعنوان "دفاع سقراط" قد نُشر بين الأعوام 399-387 قبل الميلاد، وتقع هذه الفترة بين إعدام سقراط، وقبل الرحلة التي قام بها أفلاطون لأول مرة إلى مدينة سرقوسة (المعروفة أيضًا بسيراكوز أو سيراقوسة)، ويمثل هذا المُؤلّف خطابًا كتبه أفلاطون على لسان معلمه سقراط، يدافع فيه عن نفسه ضد التهم التي أودت إلى إعدامه، والتي تشمل عدم الاعتراف بآلهة أثينا، واختلاق آلهةٍ جديدة، إضافة إلى اتهامهِ بإفساد شباب المدينة، ومن أبرز المشاهد في هذا الخطاب قيام سقراط باستجواب ميليتوس، وهو الرجل المسؤول عن محاكمة سقراط، وقيامه بإحراجه من خلال الأسئلة التي طرحها، ومن المشاهد الأخرى الموجودة في الخطاب إعلان سقراط مذنبًا، والطلب منه اقتراح عقوبة لنفسه، ليقترح دفع غرامة، كونه يرفض النفي أو السجن، ولكن من يحاكمونه يرفضون اقتراحه، ويحكمون عليه بالإعدام، ويقبل سقراط حكمهم هذا بصمودٍ ورزانة، مبررًا ذلك أنّ الآلهة وحدهم من يعرفون ما الذي يحدث بعد الموت، لهذا فهو يرى أنه ليس هناك داعٍ لأن يخاف من شيءٍ لا يعرفه.^[٤][٥]

الندوة (Symposium)

يعود تاريخ هذا النص الفلسفي إلى العام 385 قبل الميلاد، ويتمحور موضوعه حول الحب،^[٦] ويصور أفلاطون في هذا النص مجموعةً من الرجال يحضرون ندوة، ويقوم كل واحدٍ منهم بإلقاء كلمةٍ عن الحب، بالإضافة إلى ذلك، يُبين أفلاطون في هذا النص أنّ حب الحكمة هو أسمى أشكال الحب، وأنّ الفلسفة تُنقي وتُهذب الرغبات والشهوات، وتساعد الإنسان على السعي والرغبة في الحكمة، بدلاً من ملاحقة الرغبات الشهوانية للجسد؛ وبمعنىً آخر، يرى أفلاطون أنّ البشر لا يكتسبون الحكمة من خلال قمع الرغبات الجنسية، وغيرها من مصادر الإلهاء والتشتيت، بل يكون اكتساب الحكمة من خلال تطهير هذه الرغبات، وترويضها لتحقيق هدفٍ أكثر سموًا.^[٧][٨]

كريتو (Crito)

يتخذ هذا المُؤلّف المنسوب لأفلاطون، والذي يعود تاريخه إلى العام 399 قبل الميلاد، شكل حوارٍ بين سقراط وصديقه الثري كريتو، ويتحاور الرجلان في هذا العمل حول مسألتي العدالة والظلم، وقد أراد أفلاطون من عمله هذا توضيح أنّ الظلم لا يمكن رده بالظلم؛ حيث يعرض كريتو، وأصدقاء آخرون، على سقراط مساعدته للتملص من سجنه من خلال قيامهم بدفع المال في سبيل ذلك، والمخاطرة بأنفسهم لأجله، ويعاتب كريتو والآخرون سقراط بسبب استسلامه لمصيره، متهمتين إياه بأنه جبان، وأنه لو كان رجلاً شجاعًا لاختار النجاة بروحه، ولكن سقراط يرفض اقتراحهم، ويشير عليهم بأن الأسلوب الذي يسعون إلى تخليصه من خلاله غير سليمٍ أخلاقيًا، وأنّ الخطأ لا يتماشى مع العدالة أبدًا.^[٩][١٠]

السفسطائي (The Sophist)

يستهدف أفلاطون في عمله هذا، الذي يُعتقد أنه نُشر في العام 360 قبل الميلاد، مجموعتين تعدان منافستين له فلسفيًا، وهما الفلاسفة الإيليون، والسفسطائيون، ويرى أفلاطون أنّ السفسطائي يختلف عن رجل الدولة، وعن الفيلسوف، باعتبار أنّ شكل المعرفة عند الفئات المذكورة مختلف، علاوةً على ذلك، يبحث أفلاطون في هذا العمل الذي يتخذ شكل حوار، ويستقصي، بشكلٍ مكثف، في الثنائيات التي تشمل الحقيقة والخطأ، والبلاغة والفلسفة، والشكل والحقيقة.^[١١][١٢]