كتاب المغالطات المنطقية

المغالطات المنطقية؛ هو كتاب فلسفي، نشره المجلس الأعلى للثقافة في مصر، في عام 2007، وعن دافع تأليف هذا الكتاب في الأصل؛ فإن مؤلفه، الدكتور عادل مصطفى، قد عمد إلى ترتيب أفكاره فيه كردة فعلٍ على الأخطاء والمغالطات التي تسود المناظرات والحوارات، التي تظهر للناس يوميًا على وسائل الإعلام المتاحة في كل بيت؛ الأمر الذي حفز المؤلف إلى الإشارة في كتابهِ إلى الأسس والقواعد الصحيحة للحوار، وإقامة الحجج، والدفاع عنها ضد الخصوم.[١][٢]


مؤلف كتاب المغالطات المنطقية

ألف كتاب "المغالطات المنطقية" الدكتور المصري عادل مصطفى، المولود سنة 1951م، والحاصل على بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة القاهرة، وبكالوريوس الفلسفة من نفس الجامعة، بالإضافة إلى ماجستير الأمراض العصبية والنفسية من جامعة القاهرة أيضًا، وللدكتور عادل مصطفى عدد من الأبحاث، والكتب، والترجمات، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر: فهم الفهم، وأوهام العقل، ووهم الثوابت "قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس".[١][٢]


بعض الأفكار الرئيسية في المغالطات المنطقية

استعرض الدكتور عادل مصطفى في كتابه "المغالطات المنطقية" ما مجموعهُ 30 مغالطة منطقية، وتاليًا استعراض لعددٍ من أهمها، وتفاصيل كل واحدة منها:[٣][٤]


المُصادرة على المطلوب

تتمثل مغالطة المُصادرة على المطلوب بقيام الشخص الذي يحاجج بخصوص مسألة أو قضية ما بوضع نتيجة المشكلة في المقدمة، ووضع المشكلة نفسها حلاً، والدعوى التي يقيم بناءً عليها برهانه دليلاً؛ أي أنه يفسر الماء بالماء، ومن الأمثلة التي تُوضح استخدام مغالطة المُصادرة على المطلوب قولنا مثلاً: "يجب سحب المواد غير المفيدة كمادة اللغة الإنجليزية من المرحلة الثانوية؛ لأنها غير مفيدة للطلاب"، حيث يلاحظ المتأمل في هذه العبارة أنّ الحجة التي استخدمت لا توضح سبب اعتبار مادة اللغة الإنجليزية غير مفيدة، كما أنّ المشكلة والنتيجة كلاهما له نفس المعنى ولكن بصيغٍ مختلفة.[٥]


التعميم المُتسرع

يُطلق على هذا النوع من التعميمات "التعميم الاستقرائي"، ويُعرف على أنه التوصل إلى نتيجة تخص فئة أو مجموعة معينة، اعتمادًا على ملاحظة جزءٍ أو عينة من هذه المجموعة أو الفئة؛ أي القيام بتعميم فكرة تتعلق بالخصائص ووجهات النظر على كافة المجموعة، بناءً على نفس الفكرة التي تخص جزءًا غير شاملٍ من هذه المجموعة، ومن المعاني الأخرى لمغالطة التعميم المتسرع، القيام بإطلاق الأحكام العامة بناءً على نظرة ناقصة، وتجدر الإشارة إلى أنّ التعميم المتسرع في أساسه قائم على العشوائية، والتحيز ضد أو مع الفئات المعينة، بالإضافة إلى أنّ استخدامه يشيع في الصور النمطية التي تخص الشعوب والأعراق المختلفة من البشر، ومن الأمثلة على مغالطة التعميم المتسرع أن تقول إحداهن مثلاً: "انفصلت بعد زواجي بسنتين، لأن زوجي كان يسيء معاملتي، ولن أعيد تجربة الزواج مرة أخرى، لأن الزواج مشروع فاشل"، أو أن يقول أحدهم: "سافرت إلى الدولة (الفلانية)، ولم ألاحظ أي ترحيبٍ أو ودٍ من الناس هناك منذ اللحظة التي وصلت فيها المطار وحتى ذهابي إلى الفندق، ولهذا توضح لي أنّ شعب هذه الدولة غير ودود ولا يجب الأجانب".[٦]


الرنجة الحمراء

قبل التطرق لشرح مغالطة الرنجة الحمراء، لا بدّ أولاً من التطرق لتسميتها؛ حيث اكتسبت مغالطة الرنجة الحمراء اسمها من تشابه منهجيتها مع ما كان المجرمون يقومون به قديمًا لتضليل قوى الأمن ومنعهم من اللحاق بهم، إذ كانوا يخفون رائحتهم باستخدام سمكة رنجة ذات رائحة قوية، وذلك كي تضل كلاب المطاردة طريقها، ولا تعود قادرة على تمييزهم، أما مغالطة الرنجة الحمراء، فيقوم فيها الشخص باتباع نفس الأسلوب، وذلك بقيامهِ بتضليل الآخرين عن قضيته وقلب الطاولة عليهم، من خلال التطرق لموضوع أو مسألة أخرى، بغض النظر عن صحتها، بهدف إثارة مشاعرهم لكسب تعاطفهم وتصديقهم، وغالبًا ما يتم اللجوء إلى مغالطة الرنجة الحمراء عندما يعجز الشخص عن إثبات صحة وجهة نظره، ومن الأمثلة على تطبيقات الرنجة الحمراء، قيام شخصٍ يتعرض للمساءلة بسبب إهمالهِ في وظيفتهِ بالرد على الأسئلة التي تستفسر عن دوافع إهماله من خلال التطرق لعيوب ونقاط ضعف زملائه الآخرين في الوظيفة.[٧]


تسميم البئر

تتخذ مغالطة تسميم البئر سمة وقائية؛ بمعنى أن يسارع الشخص إلى وصم خصمه، الذي يعارضه الرأي ووجهة النظر بخصوص نفس الموضوع، بعدم المصداقية والبعد عن الحقيقة، وذلك بغرض منع الآخرين من تصديق ما يقول، ومنعهم من الثقة بكلامه، وتتخذ مغالطة تسميم البئر شكلين؛ فإما تكون من خلال السب، كأن يقول الشخص لخصمهِ أمام الآخرين مثلاً: "لا تصدقوه؛ لأنه كذاب وفاشل"، أو أن تكون من خلال التعريض بالظروف الشخصية، بمعنى أن يهاجم الشخص خصمه من منطلق أنه لا علاقة له بالموضوع المثار الجدل حوله، أو أن يتهمه بالتحيز بسبب علاقته بأصل الموضوع، الذي يتحتم عليه بموجبه الدفاع عنه، ومثال هذا موقفٌ قائمٌ على مناقشة مشكلة ارتفاع سلعةٍ ما بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام المستخدمة لتصنيعها، حيث يكون الطرف المدافع عن هذا الارتفاع تاجرًا لهذه السلعة، مما يجعل الطرف الخصم المعارض لهذا الارتفاع يقول أنّ سبب دفاع التاجر عن هذا الارتفاع متعلق بمصالحهِ الشخصية، ولأنه تاجرٌ لهذه السلعة تحديدًا؛ الأمر الذي قد يؤدي بالآخرين لاتخاذ موقفٍ ضد التاجر، حتى قبل الاستماع لوجهة نظره ومبرراته.[٨]


مهاجمة رجلٍ من القش

قديمًا، وتحديدًا في العصور الوسطى، كانت دميةٌ محشوة بالقش على شكل إنسان تُستخدم في مبارزة السيوف، وكان من يتدرب يهاجمها باعتبار أنها خصمه، رغم حقيقة أنها ليست كذلك، ومن هذا الأمر استمدت مغالطة مهاجمة رجلٍ من القش اسمها؛ إذ تُعرف هذه المغالطة على أنها قيام الشخص بمهاجمة الحجج الضعيفة والبعيدة عن الحجة الرئيسية لخصمه، ويعكس اللجوء لمثل هذه المغالطة اتسام من يُطبقها بالعجز عن الرد، إلى جانب أنها تُمثل انحرافًا عن مسار القضية الأساسية، وتضييعًا للوقت والجهد.[٩]


المراجع

  1. ^ أ ب مرضي مشوح العنزي، مختصر المغالطات المنطقية، صفحة 1-55. بتصرّف.
  2. ^ أ ب عادل مصطفى، المغالطات المنطقية، صفحة 1-274. بتصرّف.
  3. "المغالطات المنطقية - مراجعة كرتونية ل كتاب عادل مصطفى"، يوتيوب، اطّلع عليه بتاريخ 31/7/2022. بتصرّف.
  4. "مراجعة كتاب المغالطات المنطقية - عادل مصطفى | ظل كتاب #145"، يوتيوب، اطّلع عليه بتاريخ 31/7/2022. بتصرّف.
  5. عادل مصطفى، المغالطات المنطقية، صفحة 25-30. بتصرّف.
  6. عادل مصطفى، المغالطات المنطقية، صفحة 51-59. بتصرّف.
  7. عادل مصطفى، المغالطات المنطقية، صفحة 63-69. بتصرّف.
  8. عادل مصطفى، المغالطات المنطقية، صفحة 83-84. بتصرّف.
  9. عادل مصطفى، المغالطات المنطقية، صفحة 163-173. بتصرّف.