الفيلسوف طاليس الملطي

نبذة عن حياة طاليس الملطي

كان طاليس الملطي (بالإنجليزية: Thales of Miletus) فيلسوفًا، وعالم رياضياتٍ وفلك، يوناني، وعلى الرغم من شح المعلومات حول ميلاده، إلا أنّ المصادر تُشير بتوقعاتها أنه قد ولد في قرابة العام 624 قبل الميلاد، في مدينة ميليتوس اليونانية الأيونية، التي تقع اليوم على الساحل الغربي لتركيا، في حين أنّ مصادر أخرى تذكر أنّ هناك احتمالية في أن يكون طاليس الملطي قد ولد في مدينة أثينا، وهاجر لاحقًا إلى ميليتوس، والتي كانت في الفترة التي ولد فيها طاليس من أقوى وأغنى المدن اليونانية، وتشير المصادر إلى أن والديه كانا يدعيان إكزامياس وكليوبولينا، وأنه ولد في عائلة من التجار الأثرياء، أو عائلة تنتمي للطبقة العليا في المجتمع، وفي الوقت الذي ولد فيه طاليس، كان المجتمع اليوناني أقل تقدمًا من الناحية الفكرية مقارنةً بالمجتمعات الأخرى في الشرق والجنوب، وتحديدًا عند المصريين القدماء والبابليين، الذين كانوا يبرعون في علم الفلك والرياضيات، كانوا يطبقون هذين المجالين في نواحٍ مختلفة من حياتهم، وفي شبابه، أصبح طاليس تاجرًا، وسافر إلى مصر، حيث تعلم هناك الرياضيات وعلم الفلك، وهناك مصادر تشير إلى أنه سافر أيضًا إلى بابل، وكان ذلك في عهد نبوخذ نصر الثاني، وعندما عاد طاليس مدينة ميليتوس، غير مهنته، وأصبح أول عالمٍ في اليونان القديمة، ويعتبر طاليس كذلك أحد الحكماء الإغريق السبعة (بالإنجليزية: Seven Sages of Greece)،^[١] وقدم مساهماتٍ عديدة في مجال والرياضيات، وعلم الفلك، إلى جانب الفلسفة، التي أثراها بتفسيراته العقلانية والمنطقية للظواهر الطبيعية.^[٢][٣]

فلسفة وأفكار طاليس الملطي

النقاط التالية استعراضٌ لبعض جوانب فلسفة طاليس الملطي،^[٤] وأفكاره:^[٥][٦]

• كان طاليس الملطي أحد الفلاسفة الطبيعيين، وكان يسعى لتفسير العالم من خلال مراقبته للظواهر في الطبيعة؛ فحتى حلول الفترة التي عاش فيها طاليس، كان الإغريق القدماء يعتبرون أنّ ما يجري في الطبيعية من ظواهر ما هي إلا من فعل الآلهة اليونانية، فكانوا على سبيل المثال يعتبرون أنّ آلهة العالم السفلي هي من تسبب الزلازل، في حين أنّ العواصف الرعدية سببها غضب زيوس كبير الآلهة اليونانية.
• لكن طاليس لم يتقبل هذه التفسيرات، واتجه إلى التوصل إلى تفسيراتٍ مواتية، وتتسم بتوافقها مع العقل والمنطق.
• ومن منطلق هذا، توصل طاليس لمثل هذه التفسيرات للظواهر الطبيعية بناءً على العقل والمنطق وبعيدًا عن الخرافات، وعلى سبيل المثال، اقترح أنّ اليابسة تطفو على المحيطات، وعندما تتولد أمواج عنيفة، فإنها تحرك الأرض بقوة، ولهذا السبب تحدث الزلازل.
• كان طاليس الملطي مُفكرًا ماديًا، وآمن أنّ الماء هو أصل جميع الأشياء، وأنه الجوهر الأول، والمادة الأولى التي خرجت (صُنعت) منها الأشياء كلها، وآمن كذلك بوجود الروح، وقد كان، وفقًا لما ورد عن الفيلسوف أرسطو، أول من اعتقد أنّ الروح خاصيةٌ تتسم بها الأشياء؛ أي أنّ الروح عند طاليس شيءٌ موجود في كل شيء، وهناك احتمالية أن يكون أفلاطون قد تأثر بفكرة طاليس هذه في مفهومه للروح، وفكرته عنها.
• أما بالنسبة لفكرة طاليس عن شكل الأرض، فهناك اختلافٌ بالآراء بخصوص ما إذا كان يعتقد أنّ الأرض مسطحة أم كروية، غير أنّ هناك أسبابًا وجيهة تدعو إلى الاعتقاد بأنه اعتبر الأرض كروية، وتتمثل هذه الأسباب في دراسته لعلم الفلك، وبالتأكيد لا يمكن القول إن طاليس اعتقد ذلك بخصوص شكل الأرض لمجرد أنّ هناك علماء فلك وفلاسفة يونانيين آخرين اعتقدوا بهذا الأمر أيضًا.
• تطرق طاليس الملطي للعديد من المواضيع الأخرى في فلسفته، وعبر عن آرائه بخصوصها، وكان من بينها "السعادة"، والتي اعتبر أنها تتحقق للفرد عندما يكون بصحةٍ جيدة، ومرتاحًا في حياته، بالإضافة إلى امتلاكه عقلاً موزونًا مشبعًا بالمعرفة.^[٧]

أشهر أقوال طاليس الملطي

من أشهر الأقوال المنسوبة للفيلسوف طاليس الملطي ما يلي:^[٨][٩]

• أصعب شيء في الحياة هو معرفة نفسك.
• الحاجة هي أقوى الأشياء، لأنها تفرض حكمها عليها.
• الأمل هو الخير الوحيد الذي يشترك به جميع الناس، حتى إن أولئك الذين لا يملكون أي شيء، لديهم الأمل.
• الوقت هو أكثر الأشياء حكمة، لأنه يظهر كل شيء على حقيقته.
• لأن الحياة قصير، احرص على ألا تمضيها بالأفعال السيئة.
• ليس هناك أي فرق يُذكر بين الحياة والموت.
• تجنب القيام بالأمور التي تلوم الآخرين على فعلها.