مفهوم الطبيعة فلسفيًا

في السياق الفلسفي، يُستخدم مصطلح الطبيعة (بالإنجليزية: Nature) للإشارة إلى عدة أمور، فالطبيعة في الفلسفة هي "جوهر الأشياء"؛ أي ذاتها وحقيقتها، وما يُميزها من سماتٍ خاصة، وهي أيضًا الفطرة التي فطر الإنسان، وغيره من المخلوقات عليها، إلى جانب ما يصدر عنهم من استجاباتٍ حركية، أو استجابات حسية انفعالية (ردود أفعال)، كما أنّ الطبيعة في الفلسفة هي كل ما يتسم بأنه "طبيعي"، ويُمثل جزءًا من الطبيعة، ولا تشتمل هذه الصفة على الأشياء التي تتسم بأنها "صناعية"، ومن الأمثلة على هذه الأشياء المناظر والمظاهر الطبيعية، مثل الحيوان، والنبات، والجبال، والينابيع، وغيرها.[١][٢]


مفهوم فلسفة الطبيعة

فلسفة الطبيعة (بالإنجليزية: Philosophy of Nature)، التي يُشار إليها أيضًا باسم الفلسفة الطبيعية، وعلم الكون (أو الكونيات)، وعلم الطبيعة، هي ذلك الفرع من المعرفة، الذي يتناول الجوانب العامة من عالم الطبيعة والكون المادي، ومن الأمثلة على المواضيع التي تتمحور حولها فلسفة الطبيعة عدة مفاهيم، بما في ذلك مفهوم الروح، والحياة، والطبيعة، والوقت، والحركة، والمادة، واللانهاية، وغيرها من المفاهيم ذات الصلة، علاوةً على ذلك، تتناول فلسفة الطبيعة العناصر والمكونات التي يتألف منها الكون، وتجدر الإشارة في هذا السياق، إلى أنّ فلاسفة الفلسفة الطبيعية في يومنا هذا، يواجهون اثنتين من المشاكل الرئيسية، والتي تتمثل أولاهما في الطريقة التي يمكن من خلالها التمييز بين فلسفة الطبيعة وما وراء الطبيعة (الميتافيزيقيا)، أما الثانية فتتمثل في الطريقة التي يمكن من خلالها حماية هذا الفرع من المعرفة والحفاظ عليه، كي لا تتأثر مكانتها ووجودها بسبب العلوم الحديثة، كعلم النفس، والبيولوجيا، والفيزياء، والكيمياء، ويُشير تعريفٌ آخر لفلسفة الطبيعة على أنها الدراسة الموضوعية، التي تتناول كلاً من الطبيعة والكون المادي، وتعد هذه الدراسة نظيرًا لما يُعرف في الوقت الحاضر بالعلوم الطبيعية، ولا سيما الفيزياء.[٣][٤]


علاقة الإنسان بالطبيعة في الفلسفة

يُعتبر الإنسان جزءًا من الطبيعة، وهناك علاقة تجمعه بها، وتتسم هذه العلاقة التي بين الطبيعة والإنسان بأنها معقدة، ومُبهمة، وغامضة، وتتمثل بعدة أوجه، من أهمها أنّ الطبيعة تُمثل الحيز الذي يعيش فيه الإنسان، ويضمن فيه بقاءه على قيد الحياة، واستمرارية وجوده، وهذا الدور المحوري الذي تلعبه الطبيعة في حياة الإنسان ليس حديث العهد أو مؤقت؛ بل هو موجودٌ منذ البداية، وما زال متواصلاً، أضف إلى ذلك أنّ الطبيعة هيئت الفرصة للإنسان، من خلال منحه المجال، ليُظهر ويُثبت ما يمتلكه من مواهب، وقدرات، وأفكار، واستطاع الإنسان بفضل ذلك من تغيير الطبيعة، وتحويلها إلى أشياء (منتجات) يستفيد منها، ورافق هذا التغيير الذي أصاب الطبيعة تغيير تعرض له وعي وذات الإنسان، أما عن مواجهة الإنسان للطبيعة، فهو ما زال في خضم محاولاته لفهمها؛ ففي كل مرة يسعى فيها الإنسان إلى فهم وإدراك الطبيعة وقوتها، واكتشاف قوانينها، ويصل إلى مرحلة يظن فيها أنه نجح في ذلك، يتفاجأ بأنه في الواقع على العكس من ذلك تمامًا، وذلك عندما تكشف الطبيعة عن ظواهر وأسرار جديدة وغير مألوفة له، تجعله في حالة استنفارٍ مستمر، ولكن على الرغم من ذلك، لا يُنكر الإنسان حبه للطبيعة، ولا ينكر إعجابه وشغفه لها، ولما تحتويه.[٥]


المراجع

  1. "Nature (In Philosophy)", encyclopedia, Retrieved 17/3/2023. Edited.
  2. "Philosophers of Nature: Origin, Characteristics and Principal Philosophers of Nature", lifepersona, Retrieved 17/3/2023. Edited.
  3. "Philosophy Of Nature", newworldencyclopedia, Retrieved 17/3/2023. Edited.
  4. "PHILOSOPHY OF NATURE", encyclopedia, Retrieved 17/3/2023. Edited.
  5. "الإنسان سيد ومالك للطبيعة"، موقع الدعم المدرسي آلوسكول، اطّلع عليه بتاريخ 17/3/2023. بتصرّف.