العلوم الإنسانية وعلاقتها بالفلسفة

تحظى العلوم الإنسانية بأهمية كبيرة في التاريخ الإنساني، باعتبار أنها تُمثل المعرفة والعلوم المتنوعة، التي توثق كل ما يتعلق بالإنسان، من توجهاتٍ فكرية، وتجارب، وخبرات، وثقافة، وتواصل بشري، وإنجازات، وغيرها من الأنشطة التي بذلها الإنسان في مسعىً منه لفهم الحياة والعالم، وأنظمته، بالإضافة لفهم علاقته مع الآخرين، وعن علاقة العلوم الإنسانية بالفلسفة؛ فإن الفلسفة تصنف ضمن أنواع العلوم الإنسانية، باعتبار أنها تطرح العديد من التساؤلات عن الحياة، بقصد فهمها، بالإضافة إلى ذلك، تشترك كلٌ من الفلسفة والعلوم الإنسانية بسمة المرونة في تناولهما للقضايا المختلفة في العالم، بغض النظر عن طبيعتها، والعصر الذي تنتمي إليه، ولهذا، يُمكن ملاحظة أنّ الفلسفة والعلوم الإنسانية لا تركزان على القضايا القديمة فحسب، بل تتناولان أيضًا القضايا المعاصرة التي يشهدها العالم في العصر الحالي، والتي منها على سبيل الذكر لا الحصر: السياسة، والتغيير البيئي، وتعدد الهويات، والهجرة، واللغات.[١][٢]


أهمية العلوم الإنسانية

كما ذكرنا سابقًا؛ فإنه ليس بالإمكان إهمال العلوم الإنسانية، وذلك بسبب دورها الكبير في فهم التاريخ البشري وجوانب الحياة المختلفة، والارتقاء بها، وفي النقاط التالية، نستعرض أهم الأمور الأخرى التي تمثل أهمية العلوم الإنسانية:[٣]

  • تبيان المحاولات التي سعى البشر من خلالها إلى منح العالم معنىً، على الصعيد الفكري، والروحي، والأخلاقي.
  • نشر المعرفة بين الناس، وتنمية الحس النقدي لديهم، ولا سيما بما يتعلق بحقوقهم، ولهذا، لعبت العلوم الإنسانية دورًا مهمًا في تطور الديمقراطية.
  • تمكين البشر من فهم بعضهم الآخر، من خلال ما يميزهم من ثقافة، وتاريخٍ، ولغة.
  • إشاعة التعاطف بين الناس وتعليمهم إياه.
  • تشجيع الناس على التساؤل والتفكير بخصوص العالم ووجودهم في هذه الحياة، بالإضافة إلى تحفيزهم على التفكير الإبداعي غير المقيد بالحدود.
  • الدعوة إلى المساواة والعدالة الاجتماعية، ودعمهما.
  • تعليم القراءة النقدية، التي تمتاز بتعمقها في المواضيع، والتركيز على ما بين السطور.
  • تعليم الناس كيفية التعامل مع الأسئلة التي يواجهونها، من خلال تشجيع النظر إليها من وجهات نظر مختلفة، والتركيز في ذلك على مختلف جوانبها.
  • توضيح منهجية التشكيك في الأدلة لإثبات الأشياء.
  • توجيه البشر إلى الأسلوب الصحيح الذي يمكن من خلاله التعامل بطريقة نقدية مع ما قد يواجهونه من معلومات تتصف بأنها منقوصة، ومعقدة، وغير موضوعية.


فلاسفة العلوم الإنسانية

تضم القائمة التالية أسماء بعض الفلاسفة الذين يعرفون بمساهماتهم وإنجازاتهم في مجال العلوم الإنسانية، ويمتازون بانتمائهم إلى مختلف فروع الفلسفة، مثل الفلسفة اليونانية، والفلسفة الحديثة والمعاصرة، ومن هؤلاء الفلاسفة ما يلي:[٤]

  • أرسطو (384-322): وضع الفيلسوف اليوناني أرسطو اللبنات الأولى لتأسيس الفلسفة الغربية، من خلال أعماله التي تناولت مختلف المواضيع المهمة ذات العلاقة، كالميتافيزيقا، والمنطق، والأخلاق.
  • ديفيد هيوم (1711-1776): كان ديفيد هيوم (بالإنجليزية: David Hume)‏ مؤرخًا وفيلسوفًا اسكتلنديًا، أكد في آرائه على ضرورة توظيف البشر لمشاعرهم وعواطفهم لإدراك العالم وفهمه.
  • جان بياجيه (1896-1980): آمن الفيلسوف السويسري جان بياجيه (بالفرنسية: Jean Piaget)‏ بأهمية التعليم في تأسيس مجتمعاتٍ إنسانية متينة، وله مقولةٌ مشهورة في هذا السياق يقول فيها: "لن يُخلص مجتمعاتنا نحن البشر من حالة التدهور، بجميع أشكاله، سوى التعليم."


المراجع

  1. humanities and philosophy deal,theory, action, and policies… "Philosophy", unesco, Retrieved 19/9/2022. Edited.
  2. جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، sample of the scientific content of the Research Methods in Humanities course.pdf مناهج البحث يف العلوم اإلنسانية، صفحة 1-4. بتصرّف.
  3. "Here are 9 reasons why humanities matter. What’s your number 10?", curt-rice, Retrieved 19/9/2022. Edited.
  4. "Thinkers on the human sciences", theoryofknowledge, Retrieved 19/9/2022. Edited.