ما هي الهوية في الفلسفة؟

مفهوم الهوية في الفلسفة

تعتبر الهوية (بالإنجليزية: Identity) من الموضوعات المهمة في الفلسفة، والتي أولتها المدارس الفلسفية اهتمامًا كبيرًا لما لها من ارتباط وثيق بالإنسان ووجوده، أما عن تعريف الهوية في السياق الفلسفي؛ فهي تُعرف على أنها كل ما يجعل من الفرد مميزًا ومتفردًا في حد ذاته، ومميزًا ومتفردًا عن الأفراد الآخرين، وتتشكل هوية الفرد بفعل ما يتعرض له خلال حياته من تفاعلات اجتماعية مع البيئة المحيطة والآخرين، بالإضافة إلى تأثيرات الحركات الثقافية التي يتعرض لها الفرد، وتشكل أهوائه وميوله،^[١][٢] وقد كان لمختلف الفلاسفة آراء بخصوص ماهية الهوية ومفهومها، ومن الأمثلة على أسماء هؤلاء الذين تطرقوا لها ما يلي:^[٣]

• الهوية عند علي حرب: يصف الفيلسوف اللبناني علي حرب الهوية في تعريفهِ لها على أنها "صيغة مركبة"، ويرى أنها تجمع بين التعدد والتعارض، وتجمع بين الاعتدال والالتباس في آنٍ واحد، كما يرى أنها تجمع بين الروابط، والعلاقات، والأهواء، والميول أيضًا.
• الهوية عند الفارابي: بالنسبة للفيلسوف المسلم الفارابي؛ فقد أشار في تعريفهِ للهوية إلى أنها تُمثل ما يجعل الشيء متفردًا في وجوده، ومختلفًا عن الأشياء الأخرى.^[٤]
• الهوية عند سارتر: من وجهة نظر الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر؛ فإن البشر يمتلكون هوية، ولكنهم يتجاوزونها، وتتمثل هوية الأفراد بما لديهم من قيمٍ، ومشاعر، وأفكار، بالإضافة إلى تجاربهم وظروفهم.^[٥]

الهوية الشخصية في الفلسفة

من الجوانب المهمة في موضوع الهوية في الفلسفة الهوية الشخصية (بالإنجليزية: Personal Identity)، وتُعرف الهوية الشخصية على أنها تلك الفكرة، أو وجهة النظر، التي يشكلها الفرد عن نفسه طوال حياته، وتتضمن الهوية الشخصية عددًا من الجوانب، تشمل الجوانب التي يملك الإنسان فيها القدرة على التصرف والتحكم بمحض إرادته، مثل القرارات التي يتخذها، والخيارات التي ينتقيها، والنشاطات التي يقرر القيام بها، في حين أنّ هناك جوانب لا يملك فيها الإنسان القدرة على التحكم واختيارها، مثل البيئة التي يولد فيها، أو العرق الذي ينتمي إليه، أما الطرق التي يتم من خلالها إظهار الهوية الشخصية والتعبير عنها فهي تتمثل بطريقتين؛ أولهما الكشف عن بعض أجزاء الهوية الشخصية للعالم الخارجي والآخرين من خلال التواصل والتفاعل مع الناس، أو التعبير عن الهوية الشخصية من خلال نمط الملابس وشكلها، أما الطريقة الثانية؛ فهي قيام الفرد بإخفاء بعض أجزاء هويته الشخصية، والاحتفاظ بها لنفسه، دون الكشف عنها للآخرين.^[٦][٧]

الهوية عند بعض الفلسفات

تناولت عدداً من المدارس الفلسفية مسألة الهوية، وفيما يلي استعراضٌ لآراء بعض هذه الفلسفات بخصوص هذه المسألة:

• الهوية في الفلسفة العدمية: من المعروف أنّ الفلسفة العدمية مرتبطة بالشك والتشاؤم، وأتباع هذه المدرسة الفلسفية لا يؤمنون بشيء، وليس لديهم هدفٌ في الحياة، أو غاية، أو ولاء لأي كيان، وتُنكر الفلسفة العدمية الإنسانية وهوية الإنسان، كما تنكر الحقيقة الموضوعية.^[٨][٩]
• الهوية في الفلسفة الواقعية: تعتبر الفلسفة الواقعية أنّ الأفراد المتسمين بالوعي هو مثاليون، وأنّ هويتهم الممثلة لوجودهم، وشخصياتهم ليس لها تفسير، ولكن يمكن فهم ما تتكون منه هوية وشخصية الفرد الواعي من خلال اتباع نمط معين من التفكير، يأخذ بعين الاعتبار وجهات نظر الآخرين.^[١٠]
• الهوية في الفلسفة الرواقية: وفقًا لأتباع المدرسة الرواقية؛ فإن هوية البشر تتمثل في أرواحهم، والمغزى من هذه الفكرة من وجهة نظرهم هو أنه لفهم حقيقة البشر، علينا أن نراهم ونفكر بهم كأرواحٍ متجسدة في الأبدان، ويرى الرواقيون كذلك أنّ الروح هي الجزء النشط من الفرد، وهو أفضل جزءٍ فيه على الإطلاق.^[١١]