مفهوم الرغبة في الفلسفة

في السياق الفلسفي، تُعرف الرغبة (بالإنجليزية: Desire) على أنها التوق والميل لشيءٍ أو أمرٍ ما، واشتهائه، ومحاباتهُ، والشعور بالشغف تجاهه، ويراود حافز تحقيق هذا الشيء الجسم والنفس، ويحقق لهما اللذة، أو الرضى، أو المسرة، أو البهجة، أو الارتياح، أو الهدوء والسكينة، وللرغبة التي يسعى لتحقيقها مزايا، تتمثل في (أولاً) أنّ إشباعها متفاوتٌ في وقت حصوله؛ فقد يكون إشباعًا أو تحقيقًا مباشرًا، ولا يتطلب التأجيل، وقد يكون إشباعًا أو تحقيقًا للرغبة مؤجلاً، ولا يحصل في نفس وقت ظهور الرغبة، بالإضافة إلى ذلك، و(ثانيًا) أنها متفاوتة في طبيعتها؛ فيمكن أن تكون الرغبة موجهةٌ نحو شيءٍ أو أمرٍ غير حقيقي، أي خيالي، ويمكن أن تكون موجهة نحو شيءٍ حقيقي بالكامل، وموجودٍ على أرض الواقع، (ثالثًا) وهي كذلك تركز على ما لا يملكه الإنسان، وما يخشى ضياعه؛ فالإنسان بطبيعتهِ لا يشعر بالرغبة نحو الأشياء التي تكون متاحةً بين يديه، ويضمن بشكلٍ كاملٍ بقاءها معه، لأنه يستطيع الحصول عليها وقتما يشاء، وتكون من الأمور المُسَلمِ بها في حياته، وأخيرًا، (رابعًا) الرغبة تجعل الشخص الذي يمتلكها، تجاه شيءٍ أو أمرٍ ما، ينظر إليه على أنه شيءٌ أو أمرٌ جيد، حتى لو كان في الحقيقة على العكس من ذلك تمامًا.[١][٢]


مفهوم الرغبة عند الفلاسفة

الرغبة من المواضيع المهمة في الفلسفة، وقد تناولت مختلف الفلسفات والفلاسفة مفهومها ووصفها من وجهات نظر متعددة، وفي العناوين التالية ذكرٌ لبعض هذه الآراء وما جاء بها من تفاصيل:


الرغبة في الفلسفة اليونانية

من الفلاسفة الإغريق الذين تطرقوا إلى مفهوم الرغبة والحديث عنها ما يلي:

  • الرغبة عند سقراط: يرى سقراط أنّ الرغبة تتمثل في توق الإنسان واشتهائه لما هو موجود، ولما هو غير موجود، إلى جانب ما يملكهُ، وما لا يملكه، وما يحتاجه، وما لا يحتاجه.[٣]
  • الرغبة عند أفلاطون: ربط أفلاطون بين الرغبة والحكمة، وقال إنّ الجاهل هو من لا يمتلك الرغبة لأن يصبح حكيمًا، ولا يحب الحكمة، واعتبر الجاهل أيضًا شخصًا يظن خطئًا أنه لا ينقصه شيء، ولا يرغب في تعويض ما ينقصه، لأنه يعتبر أنه لا ينقصه شيء.[٤]
  • الرغبة عند أرسطو: وصف أرسطو الرغبة على أنها نزعة غريزية، وشهوة، وفعلٌ يتطلب الجرأة، واعتبر أنه يُسعى منها تحقيق السرور والمتعة.[٥]


الرغبة في الفلسفة الحديثة

لم تكن الرغبة من المواضيع الغائبة عند فلاسفة الفلسفة الحديثة، ومن أبرز هؤلاء الفلاسفة الذين تطرقوا لها ما يلي:

  • الرغبة عند ديكارت: اعتبر الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت (بالفرنسية: René Descartes)‏ أنّ الحزن نقيض الفرح، وأنّ الكره نقيض الحب، ولكنه اعتبر أنّ الرغبة ليس لها نقيض، لأنها تتكون، من وجهة نظره، من الشهوة والنفور معًا.[٦]
  • الرغبة عند لايبنتس: ربط الفيلسوف الألماني غوتفريد لايبنتس (بالألمانية: Gottfried Wilhelm Leibniz)‏ بين الرغبة والإرادة عند الإنسان؛ حيث آمن أنّ إرادة الفرد، التي تعتبر ركيزة نشاطه وأفعاله، هي عبارةٌ عن رغبة داخلية موجهة لشيءٍ ما، أو رغبة للقيام بأمرٍ ما.[٧]
  • الرغبة عند كانط: بالنسبة للفيلسوف الألماني إيمانويل كانط (بالألمانية: Immanuel Kant)، فإنّ الرغبة هي قدرة ومَلكة تختص بها جميع الكائنات الحية، وتدفعها إلى اتخاذ مختلف أشكال التصرفات والأفعال، بما يحقق رغباتها ويتوافق معها.[٨]


المراجع

  1. "Desire", Stanford Encyclopedia of Philosophy, Retrieved 5/11/2022. Edited.
  2. "What is Desire?", simplyphilosophy, Retrieved 5/11/2022. Edited.
  3. AGNES CALLARD, July 16 2016 SV.pdf EVERYONE DESIRES THE GOOD: SOCRATES PROTREPTIC THEORY OF DESIRE, Page 6. Edited.
  4. who does not desire power is fit to hold it.&text=Neither do the ignorant love,not think they are lacking. "Plato Quotes About Desire", azquotes, Retrieved 5/11/2022. Edited.
  5. "The desire in philosophy", the-philosophy, Retrieved 5/11/2022. Edited.
  6. this basis, Descartes opposes,of the six primitive passions. "Descartes on the Emotions", Stanford Encyclopedia of Philosophy, Retrieved 5/11/2022. Edited.
  7. thought that will (an,to the subject in question. "LEIBNIZ'S MORAL PHILOSOPHY", mv.helsinki, Retrieved 5/11/2022. Edited.
  8. Princeton University, Chapter 10: The Will and its Objects, Page 5-6. Edited.