اتجاهات الفلسفة الحديثة

تُمثل توجهات الفلسفة الحديثة المواضيع الرئيسية التي يدرسها هذا الفرع من الفلسفة، وتشمل هذه التوجهات كلاً من: الميتافيزيقيا، ونظرية المعرفة، والأكسيولوجيا، والمنطق،^[١][٢] وتاليًا استعراضٌ لأهم تفاصيل كل واحدةٍ منها:

الميتافيزيقيا (Metaphysics)

وتاليًا بعض من أهم التفاصيل عن الميتافيزيقيا:^[٣]

• تُسمى أيضًا بما وراء الطبيعة أو الماورائيات، وهي ذلك التوجه الفلسفي الذي يتمحور حول الوجود، وطبيعة الوجود، والعالم، وهناك آراءٌ تعتبر الميتافيزيقيا أساس الفلسفة، حتى أنّ أرسطو سماها "الحكمة" و "الفلسفة الأولى"، باعتبار أنها تتعامل مع الأسباب والمبادئ الأولى والأصلية للأشياء.
• تهتم الميتافيزيقا بالكون المادي وطبيعة الحقيقة المطلقة، وتسعى لاكتشافهما واكتشاف حقيقة المواضيع المرتبطة بهما من خلال طرح أسئلة وجودية، مثل: ما هو أصل العالم؟ ماذا يوجد وراء النجوم؟ كيف نعرف الحقيقة؟ وتعتبر الميتافيزيقا أنّ نظرة الإنسان تجاه الأمور التي تقع وراء الطبيعة تتأثر بمعتقداته التي تشكل مفهومه للحقيقة.
• وبالنسبة للوجود البشري من وجهة نظر الميتافيزيقيا؛ فهو في محل دراسة وفحص، لاكتشاف ماهيته ومكانه في الوجود، ومن الأمور التي تسعى الميتافيزيقيا لاكتشافها بخصوص الإنسان حقيقة وجود حياةٍ بعد الموت، بالإضافة إلى معرفة ما إذا كان للبشر وجودٌ خارج شكلهم المادي في العالم، وحقيقة الروح، والهوية، ومعنى الحياة.

نظرية المعرفة (Epistemology)

من أهم ما يُذكر عنها:^[٤][٥]

• تركز نظرية المعرفة على دراسة طبيعة، وأصل، ونطاق المعرفة والمعتقد؛ أي أنها الدراسة الفلسفية لطبيعة، وأصل، وجوانب المعرفة الإنسانية، إلى جانب كيفية تعلم الناس ما يعرفونه.
• وفقًا لنظرية المعرفة، فإن هناك أربعة مصادر أساسية للمعرفة، وهي: الوحي الإلهي، والحدس، والعقل والمنطق، والخبرة، ويكتسب الإنسان المعرفة بشكلٍ تدريجي، أي أنه لا يصل إليها مرةً واحدة، ويحتاج لاكتسابها مع مرور الوقت، وكثرة الخبرات، وتأثرهِ بمصادرها، وقد أيد هذا الرأي الفيلسوف الإنجليزي جون لوك (بالإنجليزية: John Locke)‏.
• ولأن نظرية المعرفة تسعى لاكتشاف كيفية اكتساب المعرفة وتأسيس مفاهيم الحقيقة، فإنها تطرح عددًا من الأسئلة لتحقيق ذلك، مثل: هل يستطيع البشر معرفة كل شيء؟ هل المعرفة نسبية أم شاملة؟ هل الحقيقة موضوعية أم ذاتية؟ هل ما نراه صحيحٌ يمثل الحقيقة دائمًا؟ إلى جانب ذلك، تسعى نظرية المعرفة لاكتشاف ما إذا كانت المعرفة سمة مكتسبة عند الإنسان أم لا؛ بمعنى اكتشاف إن كانت المعرفة قد ولدت مع الإنسان، أم أنه وُلد كصفحةٍ بيضاء بدونها، واكتسبها لاحقًا مع تقدمه في العمر.

الأكسيولوجيا (Axiology)

من أهم المعلومات عنها:^[٦][٧]

• يُقصد بالأكسيولوجيا "علم القيم"، وهي الدراسة الفلسفية لقيمة شيء ما أو للخير الكامن فيه، ويعتمد هذا التوجه الفلسفي بشكل أساسي على سؤالٍ يطرحه الإنسان على نفسه في المواقف المختلفة، وهو: "لو كنت شخصًا جيدًا/خيرًا، ماذا كنت سأفعل/كيف سأقوم بالشي؟"، وتركز الأكسيولوجيا على القيم، والمبادئ، والأمور التي يقدرها الإنسان في نفسه؛ بسبب تأثيرها على طريقة قيامه للأمور ونتائجها.
• تقوم الأكسيولوجيا على مبدأين أساسيين، وهما: فلسفة الجمال (بالإنجليزية: Aesthetics)‏، والأخلاق (بالإنجليزية: Ethics)، وبالنسبة لفلسفة الجمال، فهي تبحث في مسائل تعريف الإنسان للجمال والذوق، إلى جانب تقديره للفن، وتكمن أهميتها في التقييمات التي تحدد من خلالها ما هو جيد من غيره.
• أما الأخلاق في الأكسيولوجيا، فهي تمثل الأسئلة الفلسفية التي تحاول تعريف الصواب والخطأ والتمييز بينهما، إلى جانب التفسيرات التي تبرر الأفعال، سواءً القيام بها أو تجنبها، من منظور أخلاقي، ومن المفاهيم التي تتناولها الأخلاق في الأكسيولوجيا العدالة، وخصوصًا تعريفها، والطريقة التي يمكن من خلالها إقامتها بإنصاف.

المنطق (Logic)

نستعرض في النقاط التالية أبرز المعلومات عن المنطق:^[٨][٩]

• يمكن تعريف المنطق على أنه مجموعة من القواعد والنُهج، والتي توجه العقل لتمييز نوعية الأفكار، وتحديد ما إذا كانت جيدة أم سيئة؛ أي أنّ المنطق يسعى لتنظيم الأفكار للاستدلال على حقيقة الأمور.
• وللمنطق نوعان، هما: الاستنتاج الاستدلالي، والاستنتاج الاستقرائي، ويجري في الاستنتاج الاستدلالي دراسة حالة عامة وفحصها، ثم استنباط عدد من القواعد والمبادئ العامة بناءً على ذلك، ثم تطبيق ما تمّ استنباطه على حالات محددة، أما في الاستنتاج الاستقرائي، فيجري التركيز على حالات محددة، ودراسة الحالات، والقواعد، والمبادئ العامة التي أدت إليها.
• أما أنواع المنطق؛ فهي أربعة، وتشمل كلاً من (أولاً) المنطق الرسمي، الذي يقوم على الأفكار المتولدة من الممارسة والخبرة، والتي تجعل الفرد قادرًا على تمييز الخطأ من الصواب، و(ثانيًا) المنطق غير الرسمي، والذي يستخدمه الإنسان في الحياة اليومية، (وثالثًا) المنطق الرياضي، الذي يتم تطبيقه في الرياضيات وعلم الحاسوب، (ورابعًا) المنطق الرمزي، والذي يسعى من خلاله إثبات صحة المسائل التي ترتبط ببعضها البعض من خلال الرموز.