شرح نقد العقل المحض

نبذة عن كتاب نقد العقل المحض

نقد العقل المحض (بالإنجليزية: The Critique of Pure Reason) هو كتاب من تأليف الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط (بالألمانية: Immanuel Kant)، وقد نُشر في العام 1781م، وقد هدف كانط من خلال كتابهِ هذا إلى تناول مشكلة افتراض العقل البشري أنه متمكنٌ من استيعاب وفهم كل ما يخبره، بالإضافة إلى توضيح الأسباب التي يجري على أساسها اعتبار أنّ الآراء، أو وجهات النظر الفلسفية، كالعقلانية والتجريبية، هي أدوات ناقصة (غير كاملة) عندما يتعلق الأمر بتكوين الآراء، أو وجهات النظر الفلسفية والميتافيزيقية، كما أنّ كانط سعى من خلال كتابهِ هذا إلى جعل الفلسفة أكثر فائدة للبشر، وأكثر عملية أيضًا.^[١][٢]

ملخص كتاب نقد العقل المحض

يعتبر كتاب نقد العقل المحض من الأعمال الفلسفية، التي تنتمي إلى الفلسفة الحديثة، وهذا الكتاب في أساسهِ أداةٌ سعى كانط من خلاله إلى تفنيد العديد من الادعاءات ذات الصلة بدور العقل في تكوين فهمٍ بخصوص العالم، وذات الصلة بطبيعة المعرفة أيضًا، وعند قراءة هذا الكتاب، نجد أنه يتمحور حول طبيعة المعرفة البشرية، أو الإنسانية، وحول حدودها، ويُناقش فيه كانط أنّ التجربة هي الأساس الذي تقوم عليه المعرفة بجميع أشكالها، وعندما يتعرض عقل الإنسان لمثل هذه التجارب، فإنه يقوم بتنظيمها في أشبه ما يكون بفئاتٍ، أو قوالب (بالإنجليزية: Categories) معينة، لتساعد التجربة المرء في هذه الحالة، وبناءً على تنظيم العقل للتجربة، في فهم العالم من حوله، وفي فهم الأمور التي يطلع عليها بحواسه، ويشعر بها، وفي سياقٍ متصل، قسم كانط الأحكام إلى نوعين، وهما الأحكام التحليلية (بالإنجليزية: Analytic judgments)، والأحكام التركيبية (بالإنجليزية: Synthetic judgments)، وبالنسبة للأحكام التحليلية فهي الأحكام التي لا تقدم معرفة جديدة، ويتم فيها تكرار المعرفة الموجودة أصلاً بشكل مختلف، مثل قولنا أنّ "الغائب ليس حاضرًا"، في حين أنّ الأحكام التركيبية تقدم معرفة جديدة اعتمادًا على الاستقراء والتجربة الحسية، مثل قولنا "فلان يتحرك"، حيث أصدرنا هذا الحكم عليه بناءً على ما أدركته حواسنا،^[٣] بالإضافة إلى ذلك، يجادل كانط في كتابهِ أنّ هناك حدودًا لما يستطيع الإنسان إدراجهُ في معرفته؛ إذ أنّ هناك أسئلة ومواضيع لا يمكن الاعتماد على العقل كوسيلةٍ وحيدة للإجابة عنها والتوصل إليها، ومن الأمثلة على هذه الأسئلة والمواضيع تلك ذات الصلة بالروح، والكون، وطبيعة الله.^[٤][٥]

الأفكار الرئيسية في كتاب نقد العقل المحض

في النقاط التالية استعراضٌ لعددٍ من الأفكار الرئيسية،^[٦] والتي تناولها كانط في كتابهِ:^[٧][٨]

• ذكرنا أنّ كانط قد جادل في كتابه أنّ عقل البشر محدودٌ في قدراته عندما يتعلق الأمر بمسائل لا يستطيع اكتشافها اعتمادًا على قدراته وحدها، كتلك التي تخص الخالق والروح وغيرها، ولهذا فكانط يعتبر أيضًا أنّ العقل يتعرف على الأشياء بناءً على ظاهرها الذي تتمثل من خلاله أمامه، كما يُصرح بأن العقل البشري لا يستطيع فهم الميتافيزيقيا، أو ما وراء الطبيعة، لأنّ العقل مرتبطٌ بالتجربة، التي لا ترتبط بها الميتافيزيقيا مكانيًا وزمانيًا.
• وفيما يتعلق بما يهتم به العقل، فكانط في هذا السياق يفرق بين نوعين من العقل، وهما العقل العملي (بالإنجليزية: Practical reason)، والعقل النظري (بالإنجليزية: Theoretical reason)، وتعتبر الفضيلة، أو الأخلاق، بالإضافة إلى المنهج الذي على البشر سلوكه في تصرفاتهم من اختصاص العقل العملي، في حين أنّ المعرفة، وما يتعلق بسير العالم من اختصاص العقل النظري.
• من المسائل الأخرى التي تطرق لها كانط في كتابهِ "العالم الخارجي"، والذي اشتمله أيضًا بجدالهِ القائل أنه ما من وسيلةٍ يثبت من خلالها أنّ مثل هذا العالم موجود، ولكن كانط لم يناهض فكرة تصور وجود العالم الخارجي، واعتبر أنّ افتراض البشر لوجود مثل هذا العالم مهمٌ لتعميق فهم تجاربهم.
• تطرق كانط إلى أهمية الحدس لفهم العالم بشكلٍ أفضل، وأشار في هذا السياق إلى أنّ حواس الإنسان أساسية ولا غنى عنها لفهمه، ولكنها لا تعتبر كافية، ومن هنا تأتي أهمية الحدس، الذي يعزز من الفهم الذي مصدره الحواس، من خلال معالجة ما تتلقاه من معلومات، ومن ثم استخدامها في رسم تصوراتٍ ومفاهيم ذات صلة بالعالم.
• أما فيما يخص المكان والزمان؛ فكانط ينفي من وجهة نظره الخاصة أن يكونا موجودين بشكلٍ مستقل لا يرتبط بالتجربة الإنسانية، ويعتبر أنهما على صلةٍ بها وبالحواس التي يتشكل من خلالها فهم العالم، وبالتالي لا غنى عنهما لفهم العالم بشكلٍ أفضل.