تعريف الحكمة في الفلسفة

تعريف الحكمة في الفلسفة اليونانية

تناول العديد من الفلاسفة الإغريق موضوع الحكمة في أعمالهم وآرائهم، ومن أبرز هؤلاء الذين تطرقوا لها ما يلي:

• الحكمة عند سقراط: ترتبط الحكمة، من وجهة نظر سقراط، بالتواضع؛ بمعنى أنّ الحكمة الحقيقية تتمثل في إدراك واعتراف الإنسان بحدود معرفته، والتي قد تحتم عليه الجهل بالأمور بشكلٍ كلي، أو معرفة القليل عنها، بالإضافة إلى قبول المعرفة الخاصة به كما هي، دون ادعاءٍ بمعرفة أمورٍ تتجاوز حدود معرفتهِ أو تقل عنها.^[١][٢]
• الحكمة عند أفلاطون: يعتبر أفلاطون أنّ الحكمة هي ما تُمكن الإنسان من اتخاذ القرارات الصحيحة التي لها علاقة بالعالم المحسوس، وهي أيضًا مسار الحياة الذي يسلكه الإنسان، ويكون مُتسمًا بالثبات، والنقاء، والوحدة، والأبدية، والخلود.^[٣][٤]
• الحكمة عند أرسطو: الحكمة بالنسبة لأرسطو هي إدراك المرء للمبادئ الرئيسية في الحياة، والحقائق العامة، وهي شرطٌ أساسي لنيل المعرفة، كما اعتبر أنّ امتلاك الإنسان للحكمة تمنحه الميزة والقدرة أن يكون معلمًا للآخرين؛ لأنه من خلالها يعرف كل شيء، ويعرف الأسباب الكامنة وراء الأشياء في هذا العالم.^[٥][٦]

تعريف الحكمة في فلسفة العصور الوسطى

من أشهر فلاسفة القرون الوسطى الذين تناولوا مفهوم الحكمة:

• الحكمة عند القديس أغسطينوس: يرى القديس أغسطينوس (بالإنجليزية: Augustine of Hippo) أنّ الحكمة هي الفهم والإدراك العقلاني للأمور التي تعتبر أبدية، وهي كذلك المعرفة العقلانية والمنطقية بالأمور الدنيوية المؤقتة، وهناك خطوات يستطيع المرء من خلالها الوصول إلى الحكمة من وجهة نظر القديس أغسطينوس، وهي في ترتيبها المحدد كالتالي: الخوف من الله، وامتلاء القلب بالتقوى، واكتساب المعرفة، ومقاومة الملذات الزائلة، وحب الآخرين والتعاطف معهم، ونقاء العقل والقلب.^[٧][٨]
• الحكمة عند توما الأكويني: ربط توما الأكويني (بالإنجليزية: Thomas Aquinas) بين الحكمة والحب، وقال أنّ انتهاج المرء لهما في حياته يرتقي بها، وعدّ الحكمة كذلك فهمًا لحقيقة الأمور، وتعبيرًا عنها كما هي، دون مبالغة أو نقصان، بالإضافة إلى ذلك، اعتبر أنّ الوصول إلى الحكمة هي غاية الفلسفة الأساسية.^[٩][١٠]
• الحكمة عند القديس بونافنتورا: اعتبر القديس بونافنتورا (بالإيطالية: San Bonaventura) أنّ الحكمة تتخذ شكل شخصٍ ما يتسم بها، وهو الحكيم، والذي يتمثل دورهُ في دعوة الناس وإرشادهم في رحلةٍ للتعرف على الخالق.^[١١]

تعريف الحكمة في الفلسفة الحديثة

من الأمثلة على آراء بعض فلاسفة الفلسفة الحديثة بخصوص الحكمة ما يلي:

• الحكمة عند ديكارت: عرف الفيلسوف رينيه ديكارت (بالفرنسية: René Descartes) الحكمة على أنها استخدام الإنسان العقل وتوظيفهِ له للقيام بكل أمور حياته بطريقة صحيحة، تكون الأفضل من بين الطرق الأخرى، وفي سياق حديثه عن الحكمة، قال ديكارت كذلك أنّ الحكمة في شكلها المثالي أمرٌ يختص به الله وحده، باعتبار أنه يعلم حقائق جميع الأمور، في حين أنّ البشر قادرون أيضًا على امتلاك الحكمة، ولكن بدرجاتٍ متفاوتة، يعتمد شكل اختلافها بناءً على حجم المعرفة التي لديهم بخصوص الحقائق.^[١٢]
• الحكمة عند لايبنتز: عدّ الفيلسوف الألماني غوتفريد فيلهيلم لايبنتز (بالألمانية: Gottfried Wilhelm Leibniz) أنّ الحكمة هي طريق المرء لتحقيق السعادة، وهي أيضًا ما يعلمه كيفية تحقيقها. وبمجرد وصول الإنسان للسعادة المرتبطة بالحكمة، فإنّ شعوره هذا ينعكس على أفعاله وشخصهِ.^[١٣]
• الحكمة عند كانط: اعتبر الفيلسوف إيمانويل كانط (بالألمانية: Immanuel Kant) أنّ استخدام الإنسان لعقله يوصله إلى الحكمة في القرارات، في حين أنّ تجاهل العقل يَزجُ بالإنسان إلى كل ما يخالف الحكمة، ومنها اتخاذ القرارات غير الحكيمة، أو المغفلة، بالإضافة إلى ذلك، حدد كانط ثلاثة أمور تعتبر أساسية في تكوين الحكمة، وهي: المبادئ العالمية، والقرارات الملتزمة بالقواعد والضوابط، وسلطة العقل وتفوقه.^[١٤]