تعرف على فلسفة سقراط من الألف إلى الياء

يعتبر سقراط (470-399 قبل الميلاد) الأب المؤسس للفلسفة الغربية، وهو فيلسوفٌ يوناني، يُعد من أكثر الشخصيات المؤثرة شهرة في التاريخ القديم، وقد أثرت فلسفته على الكثير من المفكرين الذي عاشوا بعده بقرون عديدة، وعلى الرغم من أنّ الفيلسوف سقراط لم يترك أي أعمالٍ مكتوبة، إلا أنّ معارفه تمّ نقلها بواسطة من عاصره من المفكرين والفلاسفة، بالإضافة إلى تلاميذه، الذين كان من أبرزهم الفيلسوف أفلاطون،^[١][٢] وقد تناول سقراط في فلسفته العديد من المواضيع، والتي نستعرض عددًا منها في العناوين التالية في هذا المقال:

سقراط عن علم الفلك

لم يلقِ سقراط بالاً لعلم الفلك، واعتبر أنه، من وجهة نظره الخاصة، أمرٌ غير مهم، ويمكن القول إنّ السبب وراء رأيه هذا تركيزه على الأخلاق، واعتباره أنّ علم الفلك، مقارنةً بالأخلاق، وما يتضمنه هذا العلم من مراقبةٍ لحركة الكواكب هو مضيعةٌ للوقت، لأنه ليس هناك شيءٌ يمكن تعلمه، أو استخلاصه، من حركة الكواكب، دون معرفة المبادئ الأخلاقية الأساسية والكامنة، والتي تعمل على التحكم بهذه الحركة وضبطها.^[٣]

سقراط عن المعرفة والجهل

في نظرية المعرفة عند سقراط، هناك صلة بين المعرفة وبين الحياة الفاضلة؛ حيث يعتبر سقراط أنّ معرفة الخير هو أساس عيش الفرد لحياةٍ فاضلة تسودها الأخلاق، ومن هذا المنطلق، فإنّ الفرد عندما يعرف ما هو الخير، فإنه سيقوم باختياره، باعتبار أنه أفضل الخيارات المتاحة أمامه، أما الجهل، فقد ربط سقراط بينه وبين الشر، واعتبر أنّ الشر هو نتيجة الجهل، وأنه ليس هناك من يقوم بارتكاب الأخطاء طوعًا، فالجهل من وجهة نظره يمنع الفرد من التفريق بين ما هو صحيحٌ وما هو خاطئ، وأنّ ارتكاب الأخطاء أساسه الجهل بما هو صحيح، واعتقاد أنّ هذا الخطأ هو صواب.^[٤]

سقراط عن الحكمة

في فلسفته عن الحكمة، يعتبر سقراط أنّ الحكمة هي مرادف "التواضع"، المتمثل في قبول الفرد لحقيقة أنه لا يعرف شيئًا على الإطلاق، أو أنّه يعرف القليل جدًا، وفي أحد الأقوال المنسوبة إليه، يعترف سقراط اعترافًا صريحًا أنّ الحكمة شيءٌ بعيد المنال، وغير قابل للتحقيق، وأنه عوضًا عن افتراض امتلاكه للحكمة، فإنه يرى أنّ على الفرد السعي بشكلٍ متواصلٍ ودائم لاكتساب معرفةٍ جديدة، تتسم بالصدق، وبمعنىً آخر، يعتبر سقراط أنّ الفرد إذا ادعى امتلاكه للحكمة، واعتقد بذلك وصدق به، فإنّ هذا يعني أنه ليس حكيمًا البتة.^[٥][٦]

سقراط عن السياسة

نفى سقراط في فلسفته بخصوص السياسة أن تكون الغاية منها البقاء في السلطة، أو الاستيلاء عليها، واعتبر أنّ الغاية الأساسية منها يجب أن تكون جعل المواطنين صالحين؛ الأمر الذي يضمن لهم عيش حياة أفضل، وأشار أيضًا أنّ على السياسيين أن يغرسوا الصفات الفاضلة في المواطنين، والتي منها الاستقامة، والتقوى، والشجاعة، وضبط النفس، وفي السياق نفسه، اعتبر سقراط أنّ مهنة السياسي يجب أن تكون كمهنة الطبيب؛ فلا يجب على السياسي إشباع وإرضاء كل ما يرغب فيه المواطنون، ولا سيما إذا كان ما يريدونه سيئًا، وسيلحق الضرر بهم، بل عليه أنّ يمنحهم كل ما فيه خيرٌ لهم، وعلى هذا الأساس، يجب على السياسي تمييز الفرق بين ما هو جيدٌ وخير، وما هو ضارٌ وسيء.^[٧][٨]

سقراط عن الجمال

يعتبر الفيلسوف سقراط أول شخصٍ سعى لاستكشافٍ مفهوم الجمال؛ حيث اعتبر الجمال شكلاً من أشكال النقاء، وبالنسبة لفلسفته حول الجمال، فهو يشير في طياتها إلى أنّ الفرد عندما يجد السرور والمتعة في الأشياء، فإنه حينها سيعتبرها (هذه الأشياء) جميلة، وعلى الرغم من أنّ سقراط عاش في فترة كانت فيها معايير ومقاييس الجمال مرتبطةً بالآلهة؛ إلا أنّ معاييره، والأمور التي كان يجد فيها متعة، كان أكثر بساطة، وتمثلت في النغمات الموسيقية، والألوان المفردة، والأشكال الهندسية التي تمتاز ببساطتها.^[٩]

سقراط عن السعادة

من وجهة نظر سقراط، فإن السبيل إلى تحقيق السعادة يكمن في المعرفة الذاتية، أو معرفة الذات، وهذه المعرفة لا يمكن للفرد العثور عليها إلا عندما يقوم بالبحث عن الحقيقة الموضوعية، وأشار سقراط في السياق ذاته، إلى أنّ الفرد، بدلاً من أن يُركز على الآخرين، عليه التركيز على نفسه، والتشكيك والتساؤل عمّا يمتلكه من معرفة، وذلك كي ينجح في الوصول إلى الحقيقة وإدراكها، وبالتالي يُصبح إنسانًا أفضل.^[١٠]

سقراط عن الحياة

ذكر سقراط في معرض حديثه عن الحياة أنّ الغاية منها، أو معناها، يجب أن يتضمن جانبين؛ أحدهما شخصي، والآخر روحي، فالفرد كي يعيش حياته بالمعنى الصحيح عليه أن يركز على تطوير وتنمية مهاراته الروحية والشخصية على حد سواء، وفي سياقٍ متصل، أشار سقراط أيضًا أنّ الحياة الجيدة هي الحياة التي يفكر فيها الفرد بالأشياء، ويطرح الأسئلة بخصوصها، والتي يمارس فيها كذلك التأمل، والفحص الذاتي، والتساؤل الذي لا يعرف الحدود، والتي يمارس فيها العقل التفكير باستمرار، ويُوسع مداركه.^[١١][١٢]