نبذة عن حياة الفيلسوف أفلوطين

أفلوطين (بالإنجليزية: Plotinus) هو فيلسوفٌ مصريٌ يوناني روماني، عاش في العصر الهلنستي، وتُشير المصادر إلى أنه وُلد في قرابة العام 204 بعد الميلاد، في ما كانت تُسمى قديمًا بمدينة ليكوبوليس، الواقعة في دلتا النيل في مصر، كما تُشير المصادر أيضًا إلى أنه كان ينحدر من أصلٍ إما مصريٍ يوناني، أو أصل يوناني، أو أصل روماني، وعند بلوغه السابعة والعشرين من عمره، بدأ أفلوطين بدراسة الفلسفة، وكان ذلك في حوالي العام 232 بعد الميلاد، وسافر حينها إلى مدينة الإسكندرية لنهل العلم، وهناك قرأ مؤلفات أرسطو وأفلاطون، اللذان أثرا عليه إلى حدٍ كبير، كما اطلع على أعمال الإسكندر الأفروديسي، ونومانويس، وعددٍ من الفلاسفة الرواقيين، وظل أفلوطين يشعر بعدم الرضا تجاه المعلمين الذين كان يقابلهم، واستمر على هذه الحال إلى أن قابل الفيلسوف الإسكندري أمونيوس السقاص (بالإنجليزية: Ammonius Saccas)، الذي أشرف على تعليمه، وشاركه لاحقًا في تأسيس المدرسة الفلسفية التي عرفت باسم "الأفلاطونية المحدثة"، وعند بلوغه الثامنة والثلاثين تقريبًا، قرر أفلوطين دراسة التعاليم الفلسفية الخاصة بالفلاسفة الهنود والفلاسفة الفرس، وفي سن الأربعين، انتقل إلى روما، التي أمضى فيها ما تبقى من سنوات عمره، وبدأ هناك باستقطاب الطلاب المهتمين بتعاليمه، من كلا الجنسين، والذين كان منهم أفراد بارزون، أمثال كاستريسيوس فيرموس، الذي كان أحد عضوًا في مجلس شيوخ الإمبراطورية الرومانية، وقد عرف أفلوطين خلال سنوات عمره بزهده، وأمضى سبعة عشر عامًا من حياته، بدءًا من العام 253 بعد الميلاد وحتى أشهر قليلة قبل وفاته، بكتابة مُؤلفه الشهير الذي بعنوان التاسوعات (Enneads)، وفي العام 270 بعد الميلاد توفي الفيلسوف أفلوطين بعد صراع طويل مع المرض، وترك إرثًا معرفيًا وفلسفيًا تأثرت به العديد من الفلسفات والمعتقدات على مر العصور.[١][٢]


الأفلاطونية المحدثة عند الفيلسوف أفلوطين

يعتبر أفلوطين من أول الشخصيات التي ساهمت في تأسيس الأفلاطونية المحدثة (بالإنجليزية: Neoplatonism)، وهي مدرسة فلسفية، يعود تاريخ نشأتها إلى القرن الثالث الميلادي، وحتى القرن الخامس الميلادي، في الإمبراطورية الرومانية، وهي قائمة على تعاليم وفلسفة أفلاطون، وكانت الغاية الأساسية التي سعى أفلوطين إلى تحقيقها من خلال اعتماد فلسفة أفلاطون في هذه المدرسة تتمثل في تأسيس حياة عقلانية وإنسانية بناءً على الفكر المنسوب لأفلاطون، وقد سعت أفكار الأفلاطونية المحدثة إلى مواجهة الثنائيات (التفسيرات الثنائية) في فكر أفلاطون، فمثلاً، حاولت الأفلاطونية المحدثة الجمع بين الفكر والواقع اللذين فصلهما أفلاطون، عبر قوله إن هناك عالمين، وهما عالم المُثل، والعالم المادي، كما تمتاز الأفكار في الأفلاطونية المحدثة بأن الطابع الديني يغلب عليها بشكل يفوق أفكار أفلاطون، فهي تسعى لإيجاد الله في هذا العالم المحدود، وفي تجارب البشر، ويُشير أفلوطين في إحدى مقولاته أنّ الله موجود في كل مكان.[٣][٤]


كتاب التاسوعات لأفلوطين

يُنسب كتاب التاسوعات (Enneads) إلى الفيلسوف أفلوطين، وهذا الكتاب عبارة عن أربعة وخمسين مقالاً، موزعًا على ست مجموعات، كل مجموعة تتألف من تسعة أقسام، وتمثل هذه المقالات أفكار أفلوطين الفلسفية بخصوص مختلف الموضوعات، وتمتاز كل واحدةٍ من مجموعات كتاب التاسوعات بتناولها موضوعًا مختلفًا، وفيما يلي استعراضٌ لموضوع كل واحدة منها:[٥][٦]

  • المجموعة الأولى: تتناول هذه المجموعة، بشكل أساسي، مسألة وجود الإنسان والحيوان، وتتناول أيضًا مسألة طبيعة الفضيلة، أو الاستقامة، إلى جانب طبيعة الخير والشر، ويذكر أفلوطين في هذه المجموعة أنّ ما يميز البشر عن الحيوانات هو الفضيلة، ويتطرق فيها أيضًا إلى مسألة السعادة، وكيفية عيش حياة هنيئة مستقيمة.
  • المجموعة الثانية: تناقش هذه المجموعة من كتاب التاسوعات الواقع الفيزيائي، ويستهلها أفلوطين بمناقشة وجود الكون، وما فيه من أمور، مثل الحركات النجمية، ويستعرض في هذه المجموعة أيضًا أفكاره ذات الصلة بتشكل النجوم، بالإضافة إلى طبيعة المادة الفيزيائية، كما يناقش لماذا تبدو الأشياء البعيدة صغيرة الحجم.
  • المجموعة الثالثة: خصص أفلوطين هذه المجموعة لمناقشة المسائل الروحية عند البشر، المتمثلة بعدة أفكار، بما فيها الخلود، والروح، والقدر، والحب، ويُلاحظ أنّ أفلوطين قد ربط هذه المجموعة بالمجموعة السابقة التي عن الواقع الفيزيائي، وذلك بسبب اعتقاده أنهما موضوعان مترابطان، ومتداخلان، بشكلٍ وثيق.
  • المجموعة الرابعة: في هذه المجموعة، يناقش أفلوطين مسألة الروح ووجودها بشكل مفصل وعميق، وكيفية اتحاد الروح بالجسد، وكيف تكون خالدة، كما يناقش أيضًا طبيعة وجود الروح، والغرض من هذا الوجود، ويلاحظ في هذه المجموعة كذلك أنّ أفلوطين قد ربط بين الروح والأخلاق، وذلك كي يُبرر تميز الإنسان عن الحيوان في هذا السياق أيضًا.
  • المجموعة الخامسة: هذه المجموعة مخصصة للحديث عن طبيعة كل من المعرفة، والخير، والحقيقة، ويستعرض أفلوطين فيها حججًا وبراهين حول طريقة تفكير الكائن العقلاني القادر على ممارسة التفكير، وما هي الاستنتاجات الصحيحة التي يمكن إحرازها منه، ويذكر أفلوطين في هذه المجموعة أنّ هناك حقيقة عالمية، تعتبر مصدرًا لجميع الحقيقة التي يستطيع البشر فهمها واستيعابها.
  • المجموعة السادسة: المجموعة الأخيرة من كتاب التاسوعات هي لأفكار أفلوطين بخصوص المسائل التي لم يتناولها المجموعات الأخرى، مثل الإرادة الحرة، والخلود، ووجود الله، وغيرها.


أشهر أقوال الفيلسوف أفلوطين

نذكر من هذه الأقوال:[٧][٨]

  • كل فرد منا جزءٌ من روح الكون.
  • الروح التي ترى الجمال تغدو جميلة.
  • تعتبر المعرفة ميتة إن لم تؤثر بالأفعال.
  • نحن جميلون عندما نعرف أنفسنا، وقبيحون عندما نجهلها.
  • تطهير الروح ببساطة هو تركها لتكون وحيدة، فهي تكون نقية عندما لا تكون بصحبة أحد.


المراجع

  1. "Plotinus", philosophybasics, Retrieved 25/4/2023. Edited.
  2. "Plotinus", encyclopedia, Retrieved 25/4/2023. Edited.
  3. "Neoplatonism", pbs, Retrieved 25/4/2023. Edited.
  4. "Plotinus", worldhistory, Retrieved 25/4/2023. Edited.
  5. "The Enneads by Plotinus", enotes, Retrieved 25/4/2023. Edited.
  6. Enneads are an extended,a method of understanding reality. "Plotinus – The Enneads", angelfire, Retrieved 25/4/2023. Edited.
  7. "Plotinus Quotes", azquotes, Retrieved 25/4/2023. Edited.
  8. "Top 50 Plotinus Quotes (2023 Update)", quotefancy, Retrieved 25/4/2023. Edited.