مفهوم المنطق من وجهة نظر أرسطو

يُعرف المنطق في مفهومه العام على أنه توظيف العقل لإطلاق الأحكام على الأمور، لتحديد ما إذا كانت مقبولةً أم لا، ويُعد الفيلسوف اليوناني أرسطو أول من طور علم المنطق، وعرفه على أنه الوسيلة أو الآلة التي تُنتج المعرفة أو العلم، وهو أيضًا جوهر المعرفة وانعكاسها،[١][٢] وعن الدوافع التي تمّ على أساسها وَضعُ أرسطو للمنطق، فهي تشمل الآتي:[٣]

  • تعزيز قدرة الناس على تمييز الخطأ من الصواب، من خلال توظيفهم المنطق في عمليات التفكير اليومية لديهم.
  • تمكين الناس من تمييز المواقف التي يجب التريث فيها وتجنب الاندفاع في الأحكام، لضرورة تدقيق جوانبها والأدلة التي تثبتها للتأكد من صحتها.
  • إرساء قواعد ثابتة لعملية التعلم، التي تقوم بشكل أساسي على تداول المعرفة.


الأورغانون الأرسطي

كلمة "أورغانون" هي كلمة يونانية تعني الوسيلة أو الأداة، وقد وضع أرسطو ستة مؤلفاتٍ في المنطق، وأطلق عليها اسم الأورغانون (بالإنجليزية: Organon)، وذلك بسبب قناعته، التي ذكرناها سابقًا، بأن المنطق وسيلةٌ يُسعى من ورائها إلى تطوير المعارف والعلوم، أما مجموعة كتب الأورغانون، فنستعرضها ومواضيعها الرئيسية في النقاط التالية:[٤][٥]

  • كتاب المقولات: يُدرج أرسطو في كتاب المقولات (بالإنجليزية: Categories) المجموعات والفئات التي تُصنف تحتها جميع الأشياء، إلى جانب تطرقه أيضًا فيه إلى كيفية وصف الأشياء وتعريفها، وبالنسبة للفئات الذي ذكرها أرسطو في كتاب المقولات، فمن الأمثلة عليها: الأهمية، والكمية، والوقت، والمكان، والحالة.
  • كتاب العبارة: يعتبر كتاب العبارة (بالإنجليزية: On Interpretation) الكتاب الثاني من مجموعة كتب الأورغانون لأرسطو، الذي يستعرض فيه أنواع الجمل ودلالاتها المختلفة، بالإضافة إلى ما يربط الافتراضات التي تدل على الحقائق ببعضها، سواءً أكانت افتراضاتٍ عامة أم خاصة، أو افتراضات سلبية أم إيجابية.
  • كتاب القياس: يحدد كتاب القياس (بالإنجليزية: Prior Analytics) القواعد التي يمكن استخدامها في عملية الاستنتاج والاستدلال على الأمور.
  • كتاب البرهان: يتعمق كتاب البرهان (بالإنجليزية: Posterior Analytics) في شرح الطريقة الاستدلالية، أو الاستنتاجية، كما يتضمن توجيهاتٍ وتوضيحًا لطريقة تنفيذ الأبحاث العلمية.
  • كتاب الجدل: يتناول كتاب الجدل (بالإنجليزية: Topics) موضوع الديالكتيك (بالإنجليزية: Dialectic)، الذي يُعرف على أنه أسلوب تبادل الأفكار ووجهات النظر من خلال الحوار، وقد اعتبر أرسطو أنّه لا يمكن اعتبار الديالكتيك علمًا مستقلاً بحد ذاته؛ وذلك بسبب عدم ثبوتية نتائجه، وإمكانية تفنيدها.[٦]
  • كتاب السفسطة: يستعرض كتاب السفسطة (بالإنجليزية: Sophistical Refutations) بين طياته ما قد يظهر في عملية التفكير من أخطاء، ولكنها على الرغم من ذلك قد تبدو كأنها أنماطٌ صحيحة من التفكير.


المنطق في مثلث أرسطو للإقناع

يُطلق مصطلح مثلث أرسطو للإقناع (بالإنجليزية: The Rhetorical Triangle) على مجموعة العناصر الثلاثة، التي اعتبرها أرسطو أساس تقديم الحجج المُقنعة، سواءً أكانت هذه الحجج محكية أم مدونة، ويساعد تطبيق هذه العناصر الفرد على إثبات حجته، ونيل تأييد من يستمعون لها إلى صفه، من خلال استمالة مشاعرهم، وتقديم ما يقنعهم، ويُعتبر المنطق أحد عناصر مثلث أرسطو للإقناع، إلى جانب كلٍ من المصداقية والعواطف، ويجري فيه توظيف الحقائق والمعلومات المهمة من خلال عرضها على الجمهور لإثبات أنّ الحجة المقدمة صحيحة ومنطقية، وتقبلها عقولهم.[٧][٨]


المراجع

  1. "Aristotle: Logical Methods", philosophypages, Retrieved 29/8/2022. Edited.
  2. "المحاضرة2 :منطق تقليدي"، جامعة محمد بوضياف المسيلة، اطّلع عليه بتاريخ 29/8/2022. بتصرّف.
  3. placed all learning into,necessary first step for learning. "Logic", sparknotes, Retrieved 29/8/2022. Edited.
  4. "Aristotle's Organon", study, Retrieved 29/8/2022. Edited.
  5. "Why Aristotle called logic the Organon or instrument of all sciences?", opiatalk, Retrieved 29/8/2022. Edited.
  6. "dialectic ", merriam-webster, Retrieved 29/8/2022. Edited.
  7. rhetorical triangle are the,and logos-appealing to reason. "Rhetorical Triangle Logos, Ethos, and Pathos", study, Retrieved 29/8/2022. Edited.
  8. "The Rhetorical Triangle: Understanding Ethos, Pathos and Logos", indeed, Retrieved 29/8/2022. Edited.