من هو حمورابي؟

سنتعرف من خلال العناوين التالية في هذا المقال على الملك حمورابي،^[١][٢] وأهم إنجازاته،^[٣][٤] بالإضافة إلى قوانينه المعروفة بشريعة حمورابي:^[٥][٦]

نبذة عن حياة حمورابي

حمورابي (بالإنجليزية: Hammurabi) هو سادس ملوك الدولة البابلية الأمورية (السلالة البابلية الأولى)، وأول ملوك بلاد بابل، وأول حاكم يبسط سيطرته على كامل بلاد ما بين النهرين بنجاح، دون حدوث تمرد في عهده، وقد كان حكمه في الفترة من 1792 ق.م إلى 1750 ق.م، وفي النقاط التالية استعراض لأهم التفاصيل عن حياة الملك البابلي حمورابي:^[٧]

• لا يعرف الكثير عن المراحل المبكرة من حياة حمورابي، غير أنّ المصادر تذكر أنه ولد في قرابة العام 1810 ق.م، في بلاد ما بين النهرين، وتحديدًا في مدينة بابل، وكان ابنًا للملك سين موباليط (بالإنجليزية: Sin-Muballit)، وتمت تنشئته ليكون وليًا للعهد خلفًا لوالد.
• ترجح المصادر التاريخية أنّ حمورابي قد تلقى تعليمه من خلال الالتحاق بإحدى المدارس في عصره، وهناك، اشتملت المواضيع التي قام بدراستها على الآلهة البابلية وتاريخ الملوك العظام الذي حكموا بلاد ما بين النهرين، ومن الأمور الأخرى التي تمّ تعليمها لحمورابي القتال وقيادة الجيش.
• وخلال نشأته، تعلم حمورابي أصول الحكم من خلال مراقبتهِ لوالده، بالإضافة إلى الأخذ برأي مستشاريه.
• عندما أتم حمورابي الثامنة عشرة من عمره، أصبح ملكًا على بابل، خلفًا لوالده الذي توفي بسبب المرض، وكانت بابل حينها مملكة صغيرة تحيط بها ممالك كبرى، بما في ذلك مملكة اشنونة، ومملكة لارسا، ومملكة ماري، ومملكة آشور، وكان على حمورابي بعد توليه الحكم حماية مملكته، وتحقيق الازدهار والرخاء لها.
• خلال السنوات الأولى من حكمه، منح حمورابي الأولوية لتحسين مدينة بابل والتطوير منها، ولأنه أدرك أنّ السلام أمرٌ لا بد منه إذا أراد تحقيق ذلك، فقد عقد معاهدات مع أقوى الدول في بلاد ما بين النهرين، ليباشر بعدها تحسين البنية التحتية للمدينة، بالإضافة إلى تحسين دفاعاتها، وأسوارها، وأنظمة الري فيها، إلى جانب قيامه ببناء معابد جديدة للآلهة، وبفضل الأعمال التي قام بها حمورابي، ازدادت قوة بابل، وشهدت ازدهارًا.
• بعد ذلك بسنوات، شهدت بلاد ما بين النهرين أحداثًا سياسية، عندما اجتاح العيلاميين (مملكة عيلام) بلاد ما بين النهرين، واستولوا على مملكة اشنونة، وقد كانوا ينوون احتلال بابل بعدها.
• في ذلك الوقت، طلب حمورابي من حلفائه في مملكة لارسا إرسال جيش لمساعدته في التصدي للعيلاميين، وعلى الرغم من أنّ مملكة لارسا لم تستجب لطلبه، إلا أنّ حمورابي قد استطاع مع جيشه هزيمة العيلاميين.
• بعد تحقيق ذلك النصر الكبير على العيلاميين، توجه حمورابي وجيشه إلى مملكة لارسا التي خذلته، وقام بغزوها والسيطرة على مدن المملكة، وتوجه بعد ذلك باتجاه الشمال، حيث بدأ في السيطرة على المزيد من المدن والمناطق، حتى تمكن في النهاية من فرض سيطرته على كل بلاد ما بين النهرين، وأسس أول إمبراطورية بابلية، وأصبح "ملك الأرباع الأربعة من العالم" للإشارة إلى قوته وإنجازاته.
• بعد إمضاء 43 عامًا في الحكم، توفي حمورابي في العام 1750 ق.م، وقد شهدت بلاد ما بين النهرين وشعبها سلامًا وازدهارًا في السنوات الأخيرة من حكمه.

شريعة حمورابي

شريعة حمورابي، المعروفة أيضًا بقوانين حمورابي (بالإنجليزية: Code of Hammurabi) من أهم إنجازات مؤسس أول إمبراطورية بابلية، وفي النقاط التالية، نستعرض أهم المعلومات عن هذه القوانين:

• تُعرف شريعة حمورابي، أو قوانين حمورابي، على أنها من أول القوانين المكتوبة في العالم، وقد ساد الاعتقاد بأنّ حمورابي قد تلقاها من الآلهة.
• تتألف شريعة حمورابي (قوانين حمورابي) من 282 قانونًا (مادة قانونية)، يعود تاريخها إلى قرابة العام 1771 ق.م، عندما أصدر حمورابي هذه القوانين لتسري في مدن إمبراطوريته بدون استثناء، وتساهم في ازدهارها ونمائها.
• إلى جانب كونها من أول القوانين المكتوبة، تعرف شريعة حمورابي (قوانين حمورابي) أيضًا بأنها من أقدم القوانين المكتوبة في العالم، وهي سلسلة من النصوص التشريعية (التشريعات) التي تمّ نحتها على مسلة حجرية كبيرة، من حجر الديوريت الأسود، بارتفاع 2.4 متر تقريبًا.
• تناولت قوانين حمورابي (شريعة حمورابي) العديد من المواضيع والقضايا، والتي منها الزواج، والميراث، والديون، والعبودية، والتجارة، إلى جانب تناولها العقوبات المفروضة على الجرائم، وأشكال التعويض عن إصابات محددة، وأجور عدد من المهن، مثل الأطباء والحلاقين.
• وفي سياق الحديث عن العقوبات الواردة في قوانين حمورابي؛ فقد ارتبطت العقوبات بمبدأ "العين بالعين"، بمعنى أنّ من يتسبب بالأذى لشخص ما عليه أن يُعاقب بالتعرض للأذى نفسه الذي تسبب به، علاوةً على ذلك، كان يتم أخذ عدد من الأمور بعين الاعتبار عند فرض العقوبات، بما في ذلك الاختلاف بين الجنسين (من يفرض عليه العقوبة رجل أو امرأة)، والمكانة الاجتماعية (كان يتم فرض عقوبات أخف على المنتمين للطبقات العليا من المجتمع، مثل فرض الغرامات عليهم كشكل من أشكال العقوبة).
• من الأمثلة على القوانين التي وردت في شريعة حمورابي:
• يكون الإعدام عقوبة كل من يتهم شخصًا آخر بارتكاب جريمة يكون جزاؤها الإعدام.
• يُعاقب بالإعدام كل من يسرق من المعبد، كما يعاقب بالإعدام كل من يتلقى أشياء تمت سرقتها من المعبد.
• يُعاقب بالإعدام كل من يساعد عبدًا على الهروب من المدينة.
• تُفرض غرامة على كل من يقطع شجرة من حديقة شخصٍ آخر دون علمهِ.
• إذا هجر رجلٌ زوجته، وغادرت المنزل بعدها، ثم عاد الرجل إلى منزله، فهي في هذه الحالة غير مجبرة على العودة إليه.
• إذا أراد الرجل تطليق زوجته لأنها لم تنجب له الأطفال، يمكنه تطليقها بعد أن يدفع مهرها.
• إذا تزوج رجلٌ عبد من امرأة حرة، يكون أطفالهما أحرارًا.
• إذا تبنى رجل ابنًا وقام بتربيته، فلا أحد يستطيع الادعاء بأنّ هذا الابن هو ابنه.
• يعاقب بالقتل البناء الذي يبني بيتًا لأحدهم، ثم ينهار هذا البيت ويقتل من فيه.
• تُقطع أذن الرجل العبد إذا أقدم على ضرب رجلٍ حر.
• إذا فقأ رجل عين رجلٍ آخر، تفقأ عينه كعقوبة.
• إذا ضرب ابنٌ أبيه، يتم قطع يديه.
• إذا ضرب الرجل رجلاً آخر أعلى منه منزلة في المجتمع، فإنه يجلد بالسوط 60 جلدة.

أقوال حمورابي

نذكر منها:^[٨]

• حماية الضعيف من القوي أهم واجب يقع على عاتق الحكومة.
• الحكمة تأتي مع التقدم في السن.