من هو أبيقور؟

نبذة عن حياة الفيلسوف إبيقور

يعتبر إبيقور (بالإنجليزية: Epicurus) أحد أبرز الفلاسفة الإغريق، والذي سار على خطاه الكثير من الأتباع، وقد ألف إبيقور قرابة 300 عملٍ مكتوب، تمّ الاحتفاظ ببعضها، في حين أنّ معظمها تعرض للضياع، وقد حصل المؤرخون على أغلب معلوماتهم بخصوص إبيقور من أعمال وكتابات الآخرين، وفي النقاط التالية نستعرض أهم التفاصيل المتعلقة بحياة الفيلسوف إبيقور، وأهم مساهماتهِ في الفلسفة:^[١][٢]

• يذكر المؤرخون أنّ الفيلسوف إبيقور وُلد في جزيرة ساموس، الواقعة قبالة ساحل آسيا الصغرى (الأناضول) في بحر إيجه، وكان والده مُعلمًا يدعى نيوكليس، أما والدته فتدعى شيريسترات، وهما في الأصل من مدينة أثينا، ولكنهما هاجرا إلى جزيرة ساموس بعد أن عُرض عليهما الحصول على قطعةٍ من الأرض فيها.
• تلقى إبيقور تعليمه في البداية من والده في المنزل، ولكنه فيما بعد تتلمذ على يد أحد أتباع الفيلسوف أفلاطون، ويُدعى أمفيلوس، وأحد أتباع الفيلسوف ديموقريطوس، واسمه ناوسيفانيس.
• وفي الفترة التي كان يؤدي فيها إبيقور خدمته الإلزامية لمدة سنتين في جيش أثينا، أمر بيرديكاس، وهو أحد قادة الإسكندر المقدوني، بإخراج جميع الأثينيين من ساموس، ليتم على إثر ذلك إخراج عائلة إبيقور ونقل أفرادها إلى مدينة كولوفون، وبعد انتهائه من الخدمة في الجيش، تتلمذ على يد الفيلسوف اليوناني نوزيفانس، ثم اتخذ من التدريس مهنةً له.
• في سن الثانية والثلاثين، انتقل إبيقور إلى مدينة ميتيليني الواقعة في جزيرة ليسبوس، ثم انتقل إلى مدينة لامبساكوس، وأسس هناك مدرسته الفلسفية، والتي أطلق عليها اسم (الحديقة-Garden)، وقد كانت مدرسته قريبة من الأكاديمية الأفلاطونية والرواق الإغريقي المعمد، وهما من الصروح العلمية المشهورة في ذلك الوقت.
• تجدر الإشارة إلى أنّ إبيقور بدأ بتطوير فلسفته الخاصة بسبب خيبة الأمل التي تعرض لها من معلميه، فقد كان إبيقور تجريبيًا مثل أرسطو، واعتقد أنّ حواس الإنسان هي مصدر كل المعرفة، كما أنّ تفكيره تأثر بشدة بفلسفة ديموقريطس، وأرسطو، وأفلاطون، وارتكزت فلسفته بشكلٍ أساسي على فكرة تجنب الألم والبحث عن اللذة، بالإضافة إلى ذلك، رحبت تعاليم وفلسفة إبيقور بجميع فئات الناس في ذلك الوقت، بما في ذلك العبيد والنساء، ولهذا تعرضت للانتقاد في أثينا والمناطق التي حولها.

فلسفة الفيلسوف إبيقور

تناول إبيقور في فلسفته العديد من المواضيع، والتي نستعرض عددًا منها فيما يلي:^[٣][٤]

• في معرض حديثه عن الرغبات، يقسم الفيلسوف إبيقور الرغبات إلى ثلاثة أنواع، وهي: (أولاً) الرغبات الطبيعية والضرورية، والتي تُسبب لصاحبها الألم إن لم تتحقق، كالرغبة في الماء، والطعام، والنوم في مكانٍ آمن، (ثانيًا) والرغبات الطبيعية غير الضرورية، والتي على الرغم من أنّ عدم تحققها لا يجلب الألم، إلا أنّ بإمكان الإنسان امتلاكها بشكلٍ طبيعي وبكل حرية، وتشمل هذه الرغبات العثور على شريك للحياة، بالإضافة إلى الصداقة، (ثالثًا) والرغبات غير الطبيعية وغير الضرورية، والتي قد يُسبب السعي لتحقيقها حالة من عدم الراحة للإنسان وألمًا، ومن الأمثلة عليها الحصول على المال والممتلكات الثمنية، ونيل مكانة رفيعة في المجتمع.
• أما فلسفة إبيقور بخصوص الحياة، فهو يعتبر فيها أنّ اكتفاء المرء بالأشياء البسيطة، وامتناعه عن الرغبات غير الضرورية، يحقق له حالةً من الهدوء والسلام الداخلي، ويستطيع حينها عيش حياةٍ ممتعة، خاليةٍ من السعي وراء الملذات الجسدية.
• وفي سياق حديثه عن المعرفة، يعتبر إبيقور أنّ الإدراك الحسي هو أساس وركيزة كل المعرفة، وأنّ هذا الإدراك يُولد المعرفة بشكلٍ مباشرٍ وفوري، واعتبر إبيقور أنّ بإمكان البشر الاعتماد على حواسهم والوثوق بها، وذلك عند استخدامها بالشكل الصحيح.^[٥]
• تطرق إبيقور في فلسفته أيضًا لمسألة الموت والشيخوخة، واعتبر أنه ليس هناك داعٍ لأن يخشى المرء الموت، والذي اعتبر إبيقور أنه فناء للجسد وانحلالٌ للذرات المكونة له، والتي تبقى لتُشكل أشياء جديدة، بالإضافة إلى ذلك، اعتبر إبيقور إنّ الموت يصاحبه توقفٌ لوعي الإنسان، وبالتالي لن يكون قادرًا على إدراك موته، وأضاف أنه ليس هناك حياةٌ بعد الموت.
• أما العقل من وجهة نظر إبيقور فقد خالف رأيه بخصوصه رأي أفلاطون، وقال أنه من المستحيل أن يكون العقل شيئًا غير مادي (روحي)، لأن الشيء الوحيد الذي يعتبر غير مادي هو الفراغ، والذي بسبب ذلك لا يمكنه التصرف أو العمل، على عكس العقل الذي يعتبر أحد أعضاء جسد الإنسان، ويقوم بالعديد من العمليات.^[٥]

أقوال الفيلسوف إبيقور

هناك العديد من الأقوال التي تُنسب إلى الفيلسوف إبيقور، والتي تعبر عن فلسفته وأفكاره، وفيما يلي استعراض لعددٍ منها:^[٦]

• المرء الذي ينعم براحة البال لا يزعج نفسه ولا يزعج الآخرين.
• حجة الفيلسوف التي لا تُسعف أي معاناةٍ بشرية هي حجةٌ فارغة.
• علينا أن نسعى وراء الأمور التي تحقق لنا السعادة؛ لأننا بامتلاك السعادة نمتلك كل شيء، وإذا غابت، فإننا نبذل جل جهدنا لامتلاكها.
• الموت أمرٌ لا يعنينا؛ لأنه يكون غائبًا عندما نكون على قيد الحياة وموجودين، وحين يأتي، نفنى، ولا نعود موجودين.
• الشخص الذي لا يرضى بالقليل، لا يرضيه شيءٌ أبدًا.