تناول الفيلسوف الألماني، الذي عاش خلال القرن 19، آرثر شوبنهاور (بالإنجليزية: Arthur Schopenhauer) العديد من المواضيع في فلسفته،[١][٢] والتي نستعرض بعضًا منها في هذا المقال:[٣][٤]



فلسفة شوبنهاور التشاؤمية

من الأمور التي عُرف بها الفيلسوف آرثر شوبنهاور "التشاؤم"، فهو من أبرز المتشائمين في الفلسفة الغربية، ومن آرائه التشاؤمية تلك التي تتطرق إلى الحياة والوجود البشري؛ حيث اعتبر شوبنهاور أنّ الوجود البشري "غلطة" أي أنه حصل بالخطأ، وأنّ أعظم مصيبة يعاني منها المرء في حياته هي ولادته إلى هذه الحياة، وأنّ الألم هو الشغل الشاغل لمعاناة العالم، أيضًا، تطرق شوبنهاور في كتابهِ الذي يحمل عنوان العالم إرادة وفكرة (بالإنجليزية: The World as Will and Representation) إلى مسألة واقع العالم، قائلاً بأنّ رؤية وتصور البشر للعالم لا تمثل حقيقته (حقيقة العالم)؛ بل إنّ عقولهم تبتدع هذا التصور الخالص ليعينهم على رؤية ما يريدون رؤيته، ولتحقيق هذه الغاية، يقوم العقل بإنتاج هذا التصور بمساعدة الحواس وأشكال الإدراك الأخرى، وفي هذا السياق، يرى شوبنهاور أنّ هذه العملية تؤدي إلى حرمان البشر من رؤية الطبيعة الحقيقية للواقع، والتي تكون خارج عقولهم ظاهريًا.[٥]


فلسفة شوبنهاور عن الإرادة

فيما يلي، توضيح لأهم النقاط ذات الصلة بمسألة الإرادة في فلسفة آرثر شوبنهاور:[٦]

  • بالنسبة للإرادة الحرة بمعناها الحقيقي، فقد اعتبر شوبنهاور أنها تتيح للمرء أن تُبنى أفعاله تبعًا لما يُحفزه داخليًا (ما يكون منبعه من داخل نفسه)، دون أن يكون للمعوقات والقيود "الخارجية" أي يدٍ في ذلك.
  • وبناءً على ذلك، فإنّ وجود "الإرادة الحرة" لم يكن من الأمور التي آمن بها شوبنهاور؛ إذ اعتبر أنّ المحفزات/المنبهات هي التي تدفع أجساد البشر إلى اتخاذ ردود الأفعال، وأنّ الدوافع/الحوافز هي التي تؤدي إلى سلوكياتهم.
  • أما عن علاقة الإرادة بالتعاسة التي تعاني منها البشرية؛ فقد اعتبر شوبنهاور أنّ الدوافع والحوافز عند الإنسان تتمثل في "الرغبات" أو الشهوات الخاصة به، والتي تتميز بأنه من المستحيل إشباعها بشكلٍ كامل؛ أي أنّ "قوة الإرادة" هي القوة الدافعة والمحركة وراء كل شيء، بما في ذلك ما يخص البشر، مما يعني، من وجهة نظر شوبنهاور، أنّ الأفراد خاضعون للإرادة، فهي التي تثير فيهم عواطفهم ومشاعرهم الداخلية، بالتالي تتحكم بهم.
  • ولأن الإرادة لا يمكن إشباعها أبدًا، فالمرء يظل دائمًا يسعى للوصول إلى المزيد ليشبعها، مما ينجم عنه حالة من البؤس والاكتئاب يعيشها الإنسان نتيجة لذلك.


فلسفة شوبنهاور عن التعليم

من الأفكار التي ذكرها آرثر شوبنهاور بخصوص فلسفته في التعليم تلك التي يذكر فيها أنه لا يمكن إنكار أنّ قراءة الكتب يمكن أن تزود الإنسان ببعض المعارف والمعلومات الأساسية، لكن على الرغم من ذلك، لا يمكن القول إن الفرد بمقدوره أن يتعلم على أتم وجه من خلال القراءة فقط؛ فوفقًا لشوبنهاور، تتمثل أكثر الطرق فعالية فيما يخص تعلم المرء وتطوير نفسه في "التجربة والتفكير باستقلالية"، بمعنى أنّ التعلم الحقيقي يحدث عندما يجرب الإنسان الأشياء ويطبقها عمليًا، وعندما يتمتع تفكيره بالاستقلالية، ويضيف شوبنهاور في هذا السياق أنّ التفكير الذي يطغى عليه الطابع الفردي (التفكير الخاص بالفرد نفسه) هو مصدر الذكاء الحقيقي، وليست القراءة، وذلك لأنها ببساطة تعني قيام الشخص بقراءة فكرة شخص آخر، وهذا الأمر بعيد عن الأصالة والإبداع.[٧]


المراجع

  1. "Summary of Schopenhauer’s Pessimism", reasonandmeaning, Retrieved 15/7/2023. Edited.
  2. "The Pessimistic Ethics of Arthur Schopenhauer", thecollector, Retrieved 15/7/2023. Edited.
  3. "لماذا شوبنهاور متشائم؟ التوليف والتوقعات"، الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن، اطّلع عليه بتاريخ 15/7/2023. بتصرّف.
  4. "On The Vanity of Existence", medium, Retrieved 15/7/2023. Edited.
  5. "How did Arthur Schopenhauer view humanity?", study, Retrieved 15/7/2023. Edited.
  6. "Arthur Schopenhauer: “The Great Pessimist” With a Sense of Humor", thecollector, Retrieved 15/7/2023. Edited.
  7. to a German philosopher,to read education books for "THE EDUCATIONAL PHILOSOPHY OF ARTHUR SCHOPENHAUER", teenink, Retrieved 15/7/2023. Edited.