ماذا تعرف عن الفيلسوف جون ديوي؟

في هذا المقال،^[١][٢] سنتعرف على الفيلسوف جون ديوي،^[٣][٤] وبعض جوانب فلسفته:^[٥][٦]

نبذة عن الفيلسوف جون ديوي

جون ديوي (بالإنجليزية: John Dewey) هو أحد مؤسسي الفلسفة البراغماتية، وهو فيلسوف ومصلحٌ تربوي أمريكي ليبرالي، عاش في الفترة بين الأعوام 1859-1952، وإلى جانب مساهماته في الفلسفة البراغماتية، تُنسب إليه مساهمات في فلسفة التعليم (فلسفة التربية)، والإصلاح الاجتماعي، كما ساهم في وضع النظرية الوظيفية في علم النفس، وفيما يلي،^[٧] استعراضٌ لبعض محطات حياته:^[٨][٩]

• ولد جون ديوي في تاريخ 20 أكتوبر 1859، في مدينة برلينغتون، في ولاية فيرمونت في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد تلقى تعليمه في المدارس الحكومية في المدينة.
• عُرف ديوي بذكائه منذ الصغر؛ حيث التحق بجامعة فيرمونت وهو في 15 من عمره، لدراسة الفلسفة.
• بعد 4 سنوات من الدراسة في الجامعة، تخرج ديوي بتفوق، وعمل بعدها معلمًا في ولاية بنسيلفانيا أولاً، ثم في فيرمونت، وهناك، كان ديوي يمضي وقت فراغه بقراءة الأعمال الفلسفية، ومع تزايد اهتمامهِ بالموضوع، قرر ديوي ترك التدريس مؤقتًا، ودراسة الفلسفة وعلم النفس في جامعة جونز هوبكينز، وفي تلك الفترة، تأثر بشكلٍ كبير بكلٍ من عالم النفس الأمريكي غرانفل ستانلي هال (بالإنجليزية: G. Stanley Hall)، والفيلسوف الأمريكي جورج سيلفستر موريس (بالإنجليزية: George Sylvester Morris).
• وبحلول عام 1884، حصل ديوي على شهادة الدكتوراه في الفلسفة، وعمل أستاذًا مساعدًا في جامعة ميشيغان، ثم أستاذًا للفلسفة في جامعة منيسوتا، وبعدها عاد لجامعة ميشيغان، ثم أصبح رئيسًا لقسم الفلسفة في جامعة شيكاغو، وأستاذًا للفلسفة في جامعة كولومبيا، قبل أن يتقاعد من التدريس.
• تجدر الإشارة إلى أنّ جون ديوي قد نشر ما يزيد عن 1000 عمل، واشتهر بأعماله حول التعليم، كما نشر أعمالاً أخرى عن مواضيع مثل الميتافيزيقيا، والمنطق، والفن، والأخلاق، ونظرية المعرفة، والجماليات، والنظرية الاجتماعية، ومن أبرز أعماله المدرسة والمجتمع (بالإنجليزية: The School and Society)، وكيف نفكر (بالإنجليزية: How We Think)، والفلسفة والحضارة (بالإنجليزية: Philosophy and Civilization).

جوانب من فلسفة جون ديوي

من المواضيع التي تناولها جون ديوي في فلسفته:

فلسفة جون ديوي في التعليم

من أهم ما يذكر عنها:

• ترتكز فلسفة ديوي في التعليم على مبدأ أن التعليم يجب أن يكون مرتبطًا بحياة الطلاب وتجاربهم، وأنّ مشاركة الطلاب في عملية التعلم يجب أن تكون فاعلة.
• من وجهة نظر ديوي، التعليم عملية "نماء وتطور"، تكون بدايتها من تجارب الطفل والأمور التي تثير اهتمامه، ويجب أن يكون التعليم ملائمًا لتحقيق النمو والتطور على الصعيد الفردي من جهة، ولتحقيق التقدم الاجتماعي من جهة أخرى، كما يمكن توظيف التعليم لتحقيق الإصلاح الاجتماعي، وتعزيز الديمقراطية، والعدالة في المجتمع.
• نظرية التعليم التقدمي (بالإنجليزية: Progressive Education) من المساهمات العديدة التي تُنسب لديوي في مجال التعليم، ويركز التعليم التقدمي، المسمى أيضًا بالتعليم التدريجي، على الطلاب؛ بحيث تكون مشاركتهم في العملية التعليمية فعالة، ويؤدي المعلمون دور الميسرين لهذه المشاركة، وتكمن أهمية نهج التعليم هذا في أنه يُمكن الطلاب من ربط ما يتعلمونه مع حياتهم الخاصة، ومع ما يمرون به من تجارب.
• أيضًا، تُنسب إلى جون ديوي نظرية في التعليم، تُعرف بنظرية جون ديوي في التعليم، ومن أبرز ما تنص عليه هذه النظرية أنّ الأفراد في هذا العالم يتعلمون وينمون عندما يخوضون التجارب، وعندما يتفاعلون مع العالم؛ حيث تُساهم هذه التفاعلات والتجارب في إكسابهم أفكارًا، ووجهات نظر، وممارسات، جديدة، والتي تصقلها التجارب الحياتية، والتفاعلات الاجتماعية، ومن الأمثلة على الأفكار التي تنص عليها نظريته في التعليم أنّ الأنشطة المشتركة مهمة للتعلم ولتنمية الذات عند الأطفال، وأنّ المواقف والمشاكل التي تحاكي الواقع مهمة لجعلهم يخوضون تجربة تعليمية حقيقية يستفيدون منهم في حياتهم.

الفلسفة البراغماتية عند جون ديوي

نذكر عنها:

• يعتبر جون ديوي من زعماء/مؤسسي الفلسفة البراغماتية (إلى جانب الفيلسوفان تشارلز ساندرز برس، وويليام جيمس)، وتركز آراؤه في البراغماتية على قضايا اجتماعية، مثل التعليم والديمقراطية.
• ومن بين الموضوعات التي تناولها في سياق الفلسفة البراغماتية "التجربة ومعرفة الحقيقة"، واللتين اعتبرهما "عمليتان"؛ حيث أشار إلى أنّ التجربة/الخبرة تتضمن استكشاف الفرد لبيئته، والسعي لتلبية احتياجاته، أما الحقيقة، فقد اعتبر أنها مرتبطة بالتوصل لحلول للمشاكل التي تواجه البشر، وأنّ المؤسسات في المجتمع يجب أن تُهيأ بالشكل المناسب لتتمكن من استخدام الحقيقة لهذه الغاية.
• ولأن الفلسفة البراغماتية عند جون ديوي تدعو لتطبيق الأفكار على أرض الواقع تطبيقًا عمليًا، وتركز على أهمية الخبرة والتجريب في البحث عن المعرفة، والسعي للوصول إليها، فقد تأثرت أفكاره بخصوص التعليم بذلك.
• من مظاهر ذلك، فكرته عن "التعلم بالممارسة"، والتي يذكر فيها أنّ الطلاب يتعلمون بشكلٍ أفضل عندما يشاركون في أنشطة يطبقون فيها ما قاموا بتعلمه على أرض الواقع، وفي السياق ذاته، أشار ديوي إلى أنّ الأساليب التقليدية للتعليم، والتي تعتمد على التلقين وحفظ ما يتم تعلمه، تفتقر إلى الفعالية، لأنه لا تعطي الفرصة للطلاب للتفاعل مع ما يتعلمونه وتطبيقه.
• من الأفكار التعليمية الأخرى لجون ديوي، والتي تأثرت بالبراغماتية، "التعلم الاجتماعي"، والذي يرى فيه أنّ تعاون المتعلمين مع بعضهم (تعاونًا اجتماعيًا) للتوصل إلى أفكارٍ جديدة، وحلولٍ للمشكلات، يعزز من قدرتهم على التعلم، وتبرز أهمية التعلم الاجتماعي في أنه يشجع على التعاون والتفاعل بين الطلاب، ويعزز عندهم الانتماء للمجتمع، والتعاون لتحقيق هدفٍ مشترك.

جون ديوي عن الديمقراطية

ناصر ديوي الديمقراطية، وكان له العديد من الآراء بخصوص الديمقراطية، والتي منها اعتباره أنّ تحقيق الديمقراطية الكاملة لا يتم من خلال حقوق الانتخاب فقط؛ بل يتطلب تحقيقها وجود تواصل فعال بين كلٍ من المختصين، والمواطنين، والسياسيين، الذين يحققون معًا رأيًا عامًا كاملاً، يساهم في تحقيق الديمقراطية بمعناها الحقيقي.

أشهر أقوال الفيلسوف جون ديوي

نذكر من هذه الأقوال:^[١٠]

• نقطة الوصول لهدفٍ ما، هي نفسها نقطة الانطلاق لتحقيق هدفٍ آخر.
• نفكر فقط عندما نواجه المشاكل.
• يعني الإيمان بالنسبة لي عدم القلق.
• لا يمكن للإنسان العيش ما لم يمتلك بعض الأهداف، ويبذل بعض الجهد لتحقيقها.
• علامة العقل المتعلم هي الشك.
• التعليم طريقة للعيش، وليس استعدادًا للحياة في المستقبل.