ابن رشد (باللاتينية: Averroes) هو أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد الأندلسي، وهو فيلسوفٌ مسلم، عاش خلال القرن الثاني عشر، وساهم في العديد من فروع المعرفة والمواضيع، مثل الفلسفة، والطب، وعلم الكلام، والرياضيات، وعلم النفس،[١][٢] وتختلف المصادر بخصوص عدد مؤلفات وكتب ابن رشد؛ فهناك من يقول إنها خمسون، في حين أنّ مصادر أخرى تشير إلى أنها ستون كتابًا أو أكثر، أو ثمانية وسبعين كتابًا، وفيما يلي، نستعرض بعضًا من أهم أعمال الفيلسوف ابن رشد، بالإضافة إلى الموضوعات التي تناولتها:[٣][٤]


كتاب الكليات في الطب

ألف ابن رشد كتاب الكليات في الطب في حوالي العام 1162م، وهو من أكثر كتبهِ شهرة في مجال الطب، وتتمثل أهمية هذا الكتاب في عددٍ من الجوانب، من أهمها أنه يُعد أول مُؤّلفٍ يرقى بالطب إلى مكانة العلم، بدلاً من اعتبارهِ محض خبراتٍ أساسها التجربة، ويتطرق ابن رشد في كتابهِ "الكليات في الطب" إلى عددٍ من المواضيع، من أهمها مفهوم الطب وما يندرج تحته من أنواع (أقسام)، بالإضافة إلى وجود معجمٍ بين طياته، يتم فيه تناول المصطلحات الطبية العربية، والكتابُ مقسمٌ إلى سبعةٍ فصول، أو كتب، وهي: تشريح الأعضاء، والصحة، والمرض، والعلامات، والأدوية والأغذية، وحفظ الصحة، وشفاء الأمراض، ويمكن اعتبار كتاب الكليات في الطب دليلاً لمن يُعلم الطب ومن يتعلمه، فضلاً عن ذلك، يستعرض هذا الكتاب وجهات نظرٍ لها صلة بالعلم والطب، تُنسب إلى الزمن الذي عاش فيه ابن رشد، إلى جانب انتقاده لوجهات النظر هذه، وبالنسبة لكلمة "الكليات" المسمى بها عنوان هذا الكتاب، فالمقصود بها هنا المناهج والأسس، وتحديدًا تلك التي يُعتمد عليها في ارتقاء الطب إلى مرتبة ومكانة العلم، والتي يتناولها ابن رشد في الكتاب، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا الكتاب يعتبر من مساهمات ابن رشد في زمانه، والتي سعى من خلالها إلى تقويم مختلف المعارف، وقد حمل عنوان "Colliget" أي "كوليجيت" عندما ترجم إلى اللغة اللاتينية، وخلال العصور الوسطى، كان يُدرس في التخصصات التي لها صلة بالطب في الجامعات الأوروبية.[٥][٦]


كتاب تهافت التهافت

تذكر المصادر أنّ ابن رشد قد كتب كتابهُ تهافت التهافت بعد العام 1180م، وجاء هذا الكتاب كردٍ من ابن رشد على كتاب تهافت الفلاسفة لمؤلفهِ الإمام الغزالي، الذي هاجم فيه الأفكار الفلسفية، واعتبر أنّ منها ما يتعارض مع الإسلام، ويدافع ابن رشد في كتاب تهافت التهافت عن توظيف الفلسفة الأرسطية في الفكر الإسلامي، ويجادل في سطورهِ بأنّ الفلسفة هي طريقٌ مؤدٍ إلى الحقيقة، التي تتسم بترابطها المنطقي، واتساقها، وأنّ هذه الحقيقة التي تُوصل إليها الفلسفة لا تتضارب ولا تتناقض مع ما جاء به الإسلام، ويتخذ كتاب تهافت التهافت أسلوب حوار، يرد من خلاله ابن رشد على المسائل التي طرحها الإمام الغزالي في كتابه، والتي تتمحور حول موضوعي "الإلهيات" و "الطبيعيات"، والتي منها، على سبيل الذكر لا الحصر، ما هو عن الوحدانية، والأدلة على وجود الخالق، وفناء نفس الإنسان، والخلود، ويوضح ابن رشد في كتابه تهافت التهافت، ويشرح، فلسفة أرسطو، ويتحرى دقة ما ذكره الغزالي عن الفلاسفة في كتابهِ، بالإضافة إلى توضيحهِ المعاني والمقاصد الحقيقة لأقوال الفلاسفة، وما إذا كان هناك أقوالٌ لهم قد أسيئ فهمها، أو أنها ليست منسوبة لهم من الأساس.[٧][٨]


كتاب فصل المقال في ما بين الحكمة والشريعة من اتصال

يُرجح أنّ ابن رشد قد ألف هذا الكتاب في قرابة العام 1179م، ويتطرق فيه إلى العلاقة بين كل من الفلسفة والشريعة الإسلامية، وذلك بسبب التهم التي انتشرت في عصره في حق الفلسفة والفلاسفة، والتي كانت صبغتها العامة الخروج عن المألوف في العقيدة، والإتيان بالبدع، ويتناول ابن رشد في كتابه فصل المقال في ما بين الحكمة والشريعة من اتصال "شرعية الفلسفة"، عبر توضيح حكم الدين الإسلامي بخصوص الفلسفة والمنطق وما يتصل به من علوم، ويخاطب هذا الكتاب على وجه التحديد أولئك الذين وجهوا تهمهم للفلسفة والفلاسفة، والذين اعتبروا أنّ الاطلاع على كتب الفلاسفة من الأمور التي لا تجوز، ويؤكد ابن رشد في كتابه على أنّ الفلسفة الأرسطية متوافقة مع الفلسفة الإسلامية، بالإضافة إلى إشارته إلى أنّ دراسة الفلسفة من الأمور الواجبة على فئة معينة من المسلمين، والفئة المُشار إليها هنا هي تلك التي تضم أولئك الذين من أصحاب التفكير العلمي، أو التفكير العلمي.[٩][١٠]


الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة

ألف ابن رشد هذا الكتاب في نهاية العام 1179م، ويتمحور كتاب الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة حول موضوع "علم الكلام"، الذي يتطرق إليه ابن رشد وفقًا لمنهجٍ خاصٍ به، يعتمد على "الاستدلال الفلسفي"، ويرفض ما يأتي به المتكلمون (علماء الكلام) من براهين، ويعتمد ابن رشد على الاستدلال الفلسفي في تناوله لهذا الموضوع لأنه يعتبر أنه متوافقٌ مع روح الشريعة الإسلامية، وتجدر الإشارة إلى أنّ دافع ابن رشد من كتابة هذا الكتاب هو دافعٌ "اجتماعي وسياسي"، منبثقٌ من الصراعات والتنازع بين الناس، والذي تسببت به تأويلات الفرق الكلامية التي تمّ التصريح بها علانيةً.[١١]


أعمال أخرى لابن رشد

نذكر منها:

  • بداية المجتهد ونهاية المقتصد.
  • مختصر المُستصفى (الضروري في أصول الفقه).
  • جوامع سياسة أفلاطون.
  • كتاب تلخيص منطق أرسطو.
  • تلخيص كتاب السماع الطبيعي.


المراجع

  1. "Ibn Rushd (Averroes) (1126—1198)", Internet Encyclopedia of Philosophy, Retrieved 28/5/2023. Edited.
  2. "Averroes: Islamic Philosopher", study, Retrieved 28/5/2023. Edited.
  3. حمادي العبيدي، ابن رشـد، صفحة 75-87. بتصرّف.
  4. عباس العقاد، ابن رشد، صفحة 27-29. بتصرّف.
  5. قيمة هذا الكتاب في,أسس و مبادئ و مناهج. "الكليات في الطب مع معجم بالمصطلحات الطبية العربية"، منظمة المجتمع العلمي العربي ارسكو، اطّلع عليه بتاريخ 28/5/2023. بتصرّف.
  6. "Ibn Rushd (1126 - 1198)", Hamad Medical Corporation Home, Retrieved 28/5/2023. Edited.
  7. "Tag Archives: The Incoherence of the Incoherence", ordinaryphilosophy, Retrieved 28/5/2023. Edited.
  8. "معركة تهافت الفلاسفة وتهافت التهافت"، جريدة عُمان، اطّلع عليه بتاريخ 28/5/2023. بتصرّف.
  9. "تحميل كتاب فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال بي دي اف"، موقع كتاب بي دي اف ، اطّلع عليه بتاريخ 28/5/2023. بتصرّف.
  10. "ON THE HARMONY OF RELIGIONS AND PHILOSOPHY", openmaktaba, Retrieved 28/5/2023. Edited.
  11. "تحميل كتاب الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة بي دي اف"، فولة بوك، اطّلع عليه بتاريخ 28/5/2023. بتصرّف.