نبذة عن حياة الفيلسوف أوغسطينوس

كان القديس أغسطينوس (بالإنجليزية: Saint Augustine)، المعروف أيضًا بالقديس أوغسطينوس أسقف هيبون (بالإنجليزية: Augustine of Hippo)، فيلسوفًا، وعالم لاهوت، وكاتبًا، من أصل نوميدي-لاتيني،[١] وفي النقاط التالية استعراض لبعض جوانب حياته:[٢][٣]

  • ولد أغسطينوس في المدينة النوميدية الرومانية القديمة "طاغاست"، والتي تُعرف اليوم بمدينة سوق أهراس في الجزائر، وكان ذلك في تاريخ 13 نوفمبر من العام 354، وقد نشأ أوغسطينوس كاثوليكيًا، وعند بلوغه سن الحادية عشر، أُرسل إلى مدينة ماداوروس القديمة الواقعة باتجاه الجنوب من طاغاست، ولذلك للالتحاق بمدرسة هناك.
  • وفي ماداوروس، اطلع أوغسطينوس على الأدب اللاتيني، وأصبح مُلمًا به إلى حدٍ كبير، كما تعلم ما يتعلق بالمعتقدات والممارسات الوثنية، وخلال إقامته هناك، قرأ عملاً للفيلسوف والسياسي الروماني شيشرون عن الفلسفة، بعنوان هورتنسيوس (Hortensius)، ليكون هذا العمل ما أثار اهتمام أوغسطينوس بالفلسفة.
  • وفي سن السابعة عشر، انتقل أوغسطينوس إلى مدينة قرطاج في تونس، والتي كانت آنذاك مركز ولاية أفريقيا الإمبراطورية التابعة للإمبراطورية الرومانية الشرقية، وكانت غايته تعلم الخطابة، غير أنه وأثناء إقامته هناك، اتبع الديانة المانوية، وفي سن التاسعة والعشرين، وتحديدًا في العام 383، انتقل أوغسطينوس إلى مدينة روما لتدريس علم البلاغة، ولكنه انتقل في العام الذي بعده إلى مدينة ميلانو، نتيجة خيبة الأمل التي أصابته من الحال التي كانت عليها المدارس الرومانية، وفي ميلانو تولى أوغسطينوس منصبًا أكاديميًا مرموقًا، وأثناء إقامته في روما وميلانو، أصبح أوغسطينوس أكثر ميلاً للمسيحية، ومبتعدًا عن المانوية.
  • وفي العام 386، اعتنق المسيحية الكاثوليكية رسميًا، وقد ساهم في ذلك عدة أمور، منها دراسته للأفلاطونية المحدثة، وقراءته عن أنطونيوس قدّيس الصحراء، وبعد اعتناقه للمسيحية، استقال أوغسطينوس من منصبه الأكاديمي، وكرس نفسه لخدمة الله، وتخلى عن حياته المهنية.
  • وفي العام 391، تمّ تعيينه أسقفًا في هيبون (اليوم هي مدينة عنابة في الجزائر)، واشتهر آنذاك بالعديد من الأمور، والتي من أبرزها معارضته للديانة المانوية، والهرطقات والبدع، مثل حركة الدوناتيّة، ونظرية البيلاجيانية، وبقي أوغسطينوس على منصبه، أسقفا لهيبون حتى وفاته في تاريخ 28 أغسطس 430، في الفترة التي كانت فيه قبيلة "الفاندال" الجرمانية الشرقية تحاصر هيبون وتقتحم أسوارها، ويعتبر القديس أغسطينوس من الشخصيات التي ساهمت في تطور الفلسفة الغربية؛ حيث عمل على التوفيق بين أفكار الدين المسيحي والأفلاطونية المحدثة، بالإضافة إلى أنّه حقق مساهمات أخرى لها علاقة بالفلسفة أيضًا.


الأفكار الفلسفية عند القديس أوغسطينوس

كان للفيلسوف والقديس أوغسطينوس العديد من المساهمات في مجال الفلسفة، والتي نستعرض عددًا منها فيما يلي:[٤][٥]

  • نظرية الوقت: في مؤلفه الذي حمل عنوان "الاعترافات" أو "اعترافاتي"، وتحديدًا في الكتاب الحادي عشر، يذكر أوغسطينوس أنّ الوقت جزءٌ من النِّظام المَخلوق، وأنّ فهمه يجري بواسطة العقل البشري، وبطريقة فريدة؛ حيث تتولى الذاكرة أمر الماضي، بينما يُفهم الحاضر من خلال الإدراك، أما المستقبل، فهو مرتبط بالتوقعات، مضيفًا أنه لا وجود للحاضر بدون ماضٍ، ولا للمستقبل بدون حاضر.
  • تعلم اللغة: من الموضوعات الأخرى التي تطرق لها أوغسطينوس تعلم اللغة، وقد أشار إلى أنّ الأطفال يتعلمون اللغة من خلال البيئة والأشخاص من حولهم، وأنّ اللغة تعين المرء على تذكر الأشياء، واكتساب المعرفة بخصوصها أيضًا (تعلم الأشياء)، وأنّ المعرفة المكتسبة من خلال اللغة تُخزن في الروح، ويتم التعبير عنها بالأفكار، والتي تُساعد على التواصل مع الآخرين، وفي سياق متصل، يؤكد أوغسطينوس على أنّ الصلاة شكلٌ من أشكال التواصل، ومكانها الروح، واستخدامها لا يكون إلا للتواصل المباشر مع الله، لأجل تعزيز الأمل، وتحقيق السكينة.
  • الفهم من خلال الإيمان: يعتبر أوغسطينوس أنّ الإيمان من المصادر الموثوقة لاكتساب المعرفة، وله مقولة شهيرة يقول فيها "آمن لكي تفهم"، هذا ويعتبر أوغسطينوس أنّ على الإنسان إذا ما أراد معرفة أي شيء، فإنّ عليه قبل ذلك أن يؤمن بشيء؛ أي أنّ الإيمان يوفر أساسًا وقاعدة للمعرفة، كما يعتبر أنّ الإيمان شكلٌ غير مباشر للمعرفة، وأنه لا يتعارض مع العقل، بل يُكمل أحدهما الآخر، علاوة على ذلك، يعتقد أوغسطينوس أنّ العقل يدعم الإيمان، ولكنه لا يكون سببًا له.
  • الحجة الأنطولوجية: تُعرف الحجة الأنطولوجية (بالإنجليزية: Ontological Argument) على حجة فلسفية أساسها فكرة وجود الله، وتهدف لإثبات وجود الله، وقد صاغها الفيلسوف واللاهوتي القديس أنسلم من كانتربري (بالإنجليزية: Anselm of Canterbury)، الذي تأثر في صياغته لهذه الحجة بمؤلفات أوغسطينوس المتعلقة بالإيمان المسيحي، والتي تنص على أنّ الله لا مثيل له، وليس هناك من يشبهه، أو يتفوق عليه بالعظمة.[٦]
  • السعادة هي غاية الحياة: يعتبر أوغسطينوس أنّ السعادة هي الغاية الأساسية التي يسعى الإنسان لتحقيقها في حياته، ومن خلال أفعاله، وهي من وجهة نظره جوهر الوجود الإنساني، فضلاً عن ذلك، اعتمد أوغسطينوس على فلسفة أفلاطون في الربط بين الحكمة والسعادة؛ إذ يعتبر أنّ الحكمة تؤدي إليها، وأنّ الإنسان عندما يكون عارفًا بالحقيقة، فإنه سيكون حينها سعيدًا بسبب ذلك.


أشهر أقوال الفيلسوف أوغسطينوس

من أشهر هذه الأقوال:[٧]

  • العالم كتاب، والمرء الذي لا يسافر، لا يقرأ منه شيئًا سوى صفحة واحدة.
  • الحب هو جمال الروح.
  • الصبر هو رفيق الحكمة.
  • الاعتراف بأعمال الشر هو أول خطوة في طريق الأعمال الصالحة.
  • دموع التوبة تغسل آثار الآثام.
  • العادة التي لا تُقاوم، سرعان ما تغدو رغبة ملحة.


المراجع

  1. "St. Augustine", britannica, Retrieved 10/5/2023. Edited.
  2. "Saint Augustine of Hippo", totallyhistory, Retrieved 10/5/2023. Edited.
  3. "St. Augustine of Hippo", philosophybasics, Retrieved 10/5/2023. Edited.
  4. "Top Ten Things Augustine Contributed to Philosophy, Part I", reasons, Retrieved 10/5/2023. Edited.
  5. "10 Contributions of Saint Augustine of Hippo to Philosophy and Humanity", lifepersona, Retrieved 10/5/2023. Edited.
  6. "ontological argument", britannica, Retrieved 10/5/2023. Edited.
  7. "Saint Augustine Quotes", brainyquote, Retrieved 10/5/2023. Edited.