جورج فيلهلم فريدرش هيغل هو فيلسوف ألماني مشهور، كان له الأثر الكبير في شرح الأفكار التي تحملها النظريات الفلسفية الإغريقية كفلسفة أرسطو وأفلاطون وغيرهم، واعتبر من أعظم الفلاسفة في العصر الحديث.[١] إن تأثير هيجل وحده يجعل من المهم فهم فلسفته، ولكن فلسفته تستحق القراءة لذاتها، فقد أوصلته أفكاره العميقة إلى إستنتاجات قد تصدم القارئ المعاصرباعتبارها غريبة، لكن مهما اختلفت الآراء حول تلك الإستنتاجات، تبقى هنالك رؤى وأطروحات في أعماله تحتفظ بأهميتها.[٢]

الولادة:

ولد جورج فيلهلم فريدرش هيغل في ألمانيا عام 1770، في عائلة بروسية، كان والده موظفًا في الدولة البروسية، وبعد دراسة الثانوية دخل الى كلية اللاهوت في مدينة توبكن وهناك درس فقه اللغة الألمانية والتاريخ والرياضيات مع صديقه هولدرين الذي أصبح شاعرًا كبيرًا بعدها، ومن ثم أتم تعليمه في كلية الكنيسة البروستانتية في فورتمبرك، وانتشر منهجه التاريخي حتى أصبح هيجل أحد أهم الفلاسفة في ألمانيا وأكثرهم تأثيرًا في مذاهب الفلسفة الحديثة، وأهم المؤسسين للفلسفة المثالية الألمانية في القرن التاسع عشر، توفي هيجل عام (1831) بمرض الكوليرا.[٣]


فلسفة هيجل:

يقول هيجل عن فلسفسته أنها عبارة عن امتداد للفلسفات السابقة كلها، وأنه يمثل تفسيرًا لما أراد أن يفسره الفلاسفة الذين سبقوه، ولم يستطيعوا أن يقوموا بالتفسير، ولم تسنح لهم الفرصة أن يخوضوا التجربة الإنسانية لتفسير ذلك، وكما قال عنه لاوس: ما يريد هيجل أن يفسره ليس جديدًا أو مذهبًا خاصًا، بل هو فلسفة عامّة تناقلتها الأجيال من عصر إلى عصر، بشكل واسع أحيانًا وبشكل ضيق في أحيان أخرى، لكن بقي جوهرها نفسه دون تغيير، وبقيت متحدة ومتصلة مع فلسفة "أرسطو وأفلاطون".


لم يكن هيجل تكرارًا لما سبقه في كل شيء، لأنه أسس الديالكتيكية والتي تعتبر علمًا فلسفيًا يعمِّم التاريخ من أجل كامل المعرفة، ويصوغ قوانينًا تمتاز بالشمولية، من أجل تطوير الواقع الموضوعي، كما أنه نقدَ المنهج الميتافيزيقي واستنتج منه قوانين ومقولات ديالكتيكية ضمن أطر مثالية.[٤]


ما هي قوانين فلسفة هيجل؟

كان لهيجل قوانين فلسفية خاصة به، جاء بها في عصره واستند الكثير من الفلاسفة عليها فيما بعد، ومن هذه القوانين ما يلي:[٤]

• تغيُّر الكم إلى الكيف.

• نزاع الشكل والمحتوى.

• يكون التطور من خلال الصراع والتناقض.

• الإعتراض على الاستمرارية.

• تغيُّر الإمكانية إلى حتمية.


ومن الفلاسفة الذين استندوا على قوانين هيجل هم: كارل ماركس وأنجلس، فمهدت قوانينه الطريق لانطلاق العلم، وعرفت العقل البشري على الأوزان الذرية والذرة. عارض هيجل إيمانويل كانط في إقفال الباب المعرفي، ونفى أن يكون هنالك استحالة في معرفة الأشياء والاستدلال عليها، وأكد على أهمية وحدة المظهر والجوهر وأنكر مبدأ الإنفصال الذي قامت عليه فلسفة أفلاطون، فقاده إلى إنكار الإنفصال المطلق بين الحواس والعقل، كما شاع عند اليونان، أو بين الحق والباطل كما فعلت الأديان.


مفاهيم هيجل في التمييز بين الانفصال والتداخل

وهي: الحقيقة، الوجود، والوجود الفعلي، توصل هيجل من خلال علاقة معقدة بين المفاهيم الثلاثة مفادها أن المعرفة مرتبطة بدرجة إدراكنا بالمادة، فالإنسان يعرف الأشياء من خلال التصورات التي يمتلكها من مخزونه الثقافي، وتنطبق على هذهِ الأشياء، ولذلك فالإدراك يتغير بتغير الزمن وتغير التراكم المعرفي.[٥]


مؤلفات هيجل

ترك هيجل ما يزيد عن عشرين مجلدًا نشرت باللغة الألمانية، وترجم معظم هذه الكتب للعديد من لغات العالم، ومن بينها ترجم للعربية، وفيما يلي أهم أعمال هيجل:[٥]


المدخل إلى علم الجمال: في هذا الكتاب، ينطبق هيجل مستندًا إلى فكرتة عن الجمال، فهو يعتقد أن الجمال الفني أسمى من الجمال الطبيعي، لأنه نتاج للروح، وبما أن الروح أسمى من الطبيعة بحد ذاتها فإن ارتقائها وسموها ينتقل إلى نتاجاتها، ومن نتاجاتها الدين والفن والفلسفة، وهذه هي أسمى ثلاثة أشكال تتجلى بها الروح، حين أن الكتاب يتناول فلسفة الفن وتاريخ الفن العالمي.

علم ظهور العقل: فسر هيجل منهجه الفلسفي في مقدمة هذا الكتاب، وأدخل تطبيقات تُعد من أهم التطبيقات في هذا المنهج ومن أكثرها دلالة على مراده وهي: قيادة الوعي المشترك بين كل من قال أنا إلى المعرفة الفلسفية، والخروج بالوعي الفردي المحبوس في نفسه من عزلته والإرتفاع به للسمو العقلي، يتميز الكتاب بالتبسط وترسيخ الأمور المعقدة في حياة البشر.

فنومينولوجيا الروح: إن هذا الكتاب من أفضل الكتب لهيجل لاحتوائه على معظم أفكاره ونظرياته الفلسفية، فقد وضع فيه الكثير من التعريفات الفلسفية المهمة من وجهة نظره، وناقش به العديد من القضايا الجدلية، وساهمت أفكاره في الكتاب بتمهيد الطريق للكثير من الفلاسفة والباحثين في إعطاء تصور كامل عن الروح من منظور فلسفي.

موسوعة العلوم الفلسفية: في هذا الكتاب ناقش هيجل مقولة أفلاطون عن الإنفصال بين الحسي والعقلي، ولكنه ليس انفصالًا مطلقًا، بل هو علاقة متداخلة، والمعرفة هي نتيجة للعلاقات المتداخلة بينهما، من هنا إنطلق هيجل بفكرته عن الوحدة بين الفكر والوجود.

أصول فلسفة الحق: في هذا الكتاب طرح هيجل آراء عديدة ومتنوعة، وحمل الكتاب نزعة من نوعٍ خاص، فقد كان آخر كتاب أصدره في حياته، وكان من أكثر المؤلفات إثارة للجدل والنقاشات.


وفاة هيجل

توفي هيجل في برلين في (14/11/1831) أثناء تفشي الكوليرا، ولقد نشرت معظم أعماله بعد وفاته.[٥]


حقائق سريعة عن هيغل:

• عندما توفي هيجل أصيبت أخته باضطرابات شديدة وأنتحرت بعد ثلاثة أشهر.

• أعتبر هيجل آخرالعظماء في بناء الأنظمة الفلسفية في العصر الحديث.

• انخرطت فلسفته في السياسية بشكل سريع، فوقفت في وجه أبطال الفردية (الأنانية) أمثال سورين كيركيغارد، وآرثر شوبينهاور.[٥]




المراجع

  1. The famous people, "Georg Wilhelm Friedrich Hegel", The famous people, Retrieved 26/12/2021. Edited.
  2. بيتر سينجر، هيجل مقدمة قصيره، صفحة 9. بتصرّف.
  3. www.thefamouspeople.com, "Georg Wilhelm Friedrich Hegel", The famous people, Retrieved 23/12/2021. Edited.
  4. ^ أ ب بيتر سينجر، هيجل مقدمة قصيرة، صفحة 25-40. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ث britannica, "Georg-Wilhelm-Friedrich-Hegel", britannica, Retrieved 26/12/2021. Edited.