ابن الرشد هو عالم عربي ولد في قرطبة بالأندلس، ولد من أسرة عرفت بالعلم والجاه، وهو في الحقيقة ظاهرة علمية عربية متعددة التخصصات، فقد كان طبيباً وفقيهاً وعالماً فلكياً، وكان فيلسوفاً، ومترجماً لأعمال أرسطو المرجعية للعرب والغرب فيما بعد، وهو نفسه المتكلم الذي تصدى لنقد المتكلمين باسم "توافق المعقول والمنقول" وعلى رأسهم الإمام الغزالي، وفي هذا المقال سنذكر أهم المعلومات عن ابن الرشد.[١][٢]


نبذة عن ابن رشد

نشأ ابن رشد في ظل دولة الموحدين، عندما كان يحكمهم أبو يوسف يعقوب المنصور بن عبد المؤمن؛ وقد درس ابن رشد الفقه والأصول والطب والرياضيات والفلسفة، وبرع في علم الخلاف، وتولى القضاء سنوات عديدة في إشبيلية ثم في قرطبة، ومن أقواله: "من اشتغل بعلم التشريح ازداد إيمانا بالله تعالى".[٢]


تعرض ابن الرشد للكثير من التحديات في عصره، فقد كان يعيش في بيئة تحارب الفلاسفة، فقد تم إبعاده إلى أليسانة، وهي منطقة قريبة من قرطبة، ثم إلى المغرب، ولكنه بقي متمسكًا بعلمه وبحبه للفلسفة، حتى أصبح من أشهر الفلاسفة العرب في العالم.[٢]


بعض من فلسفة ابن الرشد

حسب رؤية ابن رشد بين الفلسفة والدين، فإنه يجد أن لا تعارض بينهما، ولكن هناك بالتأكيد طرق أخرى يمكن من خلالها الوصول إلى نفس الحقيقة المنشودة، ويقول بأن الروح منقسمة إلى قسمين اثنين؛ القسم الأول شخصي يتعلق بالشخص، والقسم الثاني فيه من الإلهية ما فيه، وبما أن الروح الشخصية قابلة للفناء، فإن كل الناس على مستوى واحد يتقاسمون هذه الروح وروح إلهية مشابهة، ويدعي ابن رشد أن لديه نوعين من معرفة الحقيقة: الأول معرفة الحقيقة استناداً على الدين المعتمد على العقيدة، وبالتالي لا يمكن إخضاعها للتمحيص والتدقيق والفهم الشامل، والمعرفة الثانية للحقيقة هي الفلسفة، والتي ذَكر بأن عدداً من أهل النخبة الذين يحظون بملكاتٍ فكريةٍ عاليةٍ توعدوا بحفظها وإجراء دراساتٍ جديدةٍ فلسفية.[٣][٤]


فكرة ابن الرشد وفلسفته تعني أن المصنوعات التي يصنعها الصانع تدل عليه، وكلما عرفنا الموجودات معرفة تامة تكون معرفتنا بصانعها أتم، والشرع الإسلامي فضّل إلى اعتبار الموجودات والنظر بها وبيان دلالتها، كما نجد ابن رشد يتفق في قوله مع قول الكندي في أننا يجب أن نأخذ الحقائق، حتى لو كان قائلها من ملة غير ملتنا، وأن النظر في كتب القدماء واجب بالشرع، وأن الفرد لا يستطيع أن يحصل العلم وحده، ويجب أن نستفيد من بعض ومن السابقين، كما أوجب النظر من منظور عقلاني في القضايا التي توصل إلى الله، وأنه لا بد من توافر أمرين في من ينظر بهذه العلوم، وهما: ذكاء الفطرة، والعدالة الشرعية والفضيلة الخلقية.[٣][٤]


أبرز أعمال ابن الرشد

توفي ابن رشد في مراكش سنة 595 هـ، عن عمر يناهر 75 عاما، ونقلت جثمانه إلى قرطبة، مخلفا وراءه ثروة معرفية ما تزيد عن عشرين كتابا في مجالات اختصاصه،[٢]وفيما يلي بعضًا من مؤلفاته:[٥]

  • شرح كتاب القياس لأرسطو.
  • شرح كتاب البرهان.
  • تلخيص وشرح كتاب ما بعد الطبيعة.
  • مقالة في العقل.
  • مقالة في القياس.
  • كتاب تهافت التهافت، والذي كان ردًا على الغزالي في كتابه "تهافت الفلاسفة"
  • كتاب "الحيوان".
  • كتاب "المسائل".

المراجع

  1. "Averroës", britannica, Retrieved 10/12/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Ibn Rushd (Averroes) (1126—1198)", iep.utm, Retrieved 10/12/2022. Edited.
  3. ^ أ ب "Knowledge Theory in Ibn Rushd Literature and reflection thereof on its Educational philosophy", files.eric, Retrieved 10/12/2022. Edited.
  4. ^ أ ب "Chapter 28: Ibn Rushd", al-islam, Retrieved 10/12/2022. Edited.
  5. "Books by Ibn Rushd", thriftbooks, Retrieved 10/12/2022. Edited.